أين التناغم أيتها الجهات..؟
غالية خوجة
مع كلّ حضور للإعلاميين للعمل على حدث ما، تبرز مشكلة التنظيم اللائق للحدث الذي تقيمه جهة ما من الجهات، فلا أمكنة مخصّصة لهم، وإن وجدت فهي أماكن لا تساعدهم على القيام بمهامهم كما يجب، وخاصةً من ناحية التصوير، ولا منسق للحدث ليكون هناك تصريح مشترك لجميع الإعلاميين، ولا تنظيم مبرمجاً لمتطلباتهم من لقاء مع شخصية ما، أو معلومات تخصّ هذا الحدث، وتدبّ الفوضى في المكان، مما يجعل البعض خارجاً عن أفق المهنة، داخلاً في العشوائية التي يعود سببها الأول إلى عدم التنسيق والتنظيم الواجبين على الجهة المعنية المسؤولة عن الحدث، أو مكتبها الإعلامي إن وجد.
والمضحك المبكي أن بعض الجهات وطبعاً من خلال بعض كادرها لا تملك المعلومات الكافية أحياناً، أو الإجابة عن بعض التساؤلات أحياناً أخرى، ولاسيما في حال حضور شخصيات من خارج المدينة، بل تحيل إليهم وهم لم يصلوا بعد! أو أنها لا تعرف المكان الذي سيكونون فيه قبل الحدث، أو لا تريد أن تفصح عنه، والمصيبة، أنك مكانك راوح، مهما قدّمت من اقتراحات ممكنة، منها أن تتواجد الشخصيات المعنية قبل أو بعد الحدث بربع ساعة من التوقيت لعقد مؤتمر صحافي، لتكتمل أهداف المادة الإعلامية لكافة الوسائل، ومن الممكن للجهة المعنية أن ترسل على مجموعاتها على “الواتس” للإعلاميين فقط الدعوة الخاصة بالحدث مع المعلومات اللازمة، إضافة لاستعدادها للإجابة عن أي سؤال، أو تخبرهم عن تنسيقها للقاء خاص بالإعلام في توقيت ومكان معينين ومناسبين، لا أن تتمّ مصادرة الشخصيات الحاضرة بتواطئية غير معلنة ولا عادلة لمصلحة جهة إعلامية معينة مثلاً كونها تعمل فقط على تغطية الحدث بكلاسيكية، وعندما تنتبه بعض الوسائل الأخرى تهجم أيضاً!.
ليس لصالح أية فعالية ولا أية جهة ولا أية وسيلة إعلامية ما يحدث وراء الكواليس، لأن من حق الإعلاميين توجيه أسئلتهم بلباقة ومهنية مراعية لضرورة مشاركتهم جميعاً، وليس من حق أية جهة التعطيل غير المباشر لأية وسيلة إعلامية أخرى لمجرد أنها تتساءل وتنتقد وحسب.
وبالتأكيد، ليست الشخصيات في أي نشاط هي المحور الأساسي، لأن الفعالية ككل وحدة متكاملة تتضمن أسئلة مهمّة منها: ما الذي قدّمته وكيف وماذا ولماذا؟ وهو الأهم لأن جوهر النشاط موجّه للمجتمع، إضافة إلى أن أغلب الشخصيات المتحدثة تكرّر ما تقوله لوسائل الإعلام، وهذا يؤكد ضرورة المؤتمر الصحافي لكل فعالية، إضافة إلى أن بعض الشخصيات المستضافة، تحسب أن القالب أنجبها ثم انكسر، وأن على الإعلاميين أن يلهثوا وراءها لتنطق المألوف أو تتهرّب من الأسئلة، لأنها كما الجهات قد ترى الإعلامي من فئة غير مرغوب بها، أو أدنى، أو عالة على الفعالية!.
أيضاً، لماذا لا تصل للإعلاميين تقارير ومعلومات وتصريحات على “إيميلاتهم” أو أرقامهم الهاتفية كرسالة عادية أو “واتسية”؟ لتكون التصورات المحورية واضحة، وطبعاً، هذا يحسب لصالح الجهة القائمة بالفعالية لا العكس.
والملفت، أن بعض الجهات تكتفي بنشر خبر الفعالية أو الدعوة لفعالياتها على “الفيسبوك” فقط، بحجة أن الشبكة الافتراضية أصبحت وسيلة إعلانية، سواء كانت الصفحة خاصة بالجهة، أو خاصة بفرد من هذه الجهة، متناسين أن هناك تعاملاً حضارياً مع الوسائل الإعلامية.
أيتها الجهات المعنية، أما آن لك أن تعلمي أن دور الإعلام في زمننا المعاصر مهمّ جداً لدرجة الخطورة، وأن الإعلام الوطني يستحق كل تنظيم وتنسيق ومعلومات واهتمام لائق مناسب؟!.