مجلة البعث الأسبوعية

اضطراب النطق عند الأطفال.. وصعوبات السنوات الدراسية الأولى عند الأطفال

دمشق – بشير فرزان

معظم المشكلات التي تظهرعند الأطفال في مرحلتهم الدراسية الأولى تتعلق بالنطق السليم وتعلم اللغة فالأطفال الذين لديهم صعوبات من حيث الوعي هم أكثر عرضة لمشاكل تفكيك الكلمات بينما الأطفال الذين يعانون من ضعف في الفهم الشفهي سيجدون صعوبة عند القراءة حتى لو كانوا قادرين على تفكيك الكلمات أما عندما يعاني الطفل من اضطراب في النطق يكون هناك طرق عديدة تساعده على النطق بشكل صحيح ،الأهل يشكلون القدوة والمثال الاهم لأطفالهم إذ يحضونهم على الكلام والنطق منذ الصغر و استخدام اللغة المتداولة في بيئته كونها اللغة التي يسمعها في حياته اليومية كما يمكن الاستعانة ببعض الألعاب الثقافية والوسائل التربوية والترفيهية التي تساعد على التمرن في الكلام وتشجع على الاستماع إلى اللغة واكتسابها ،وتلعب وسائل الإعلام دورا في إيصال المعلومات عبر التلفزيون والراديو إضافة إلى الكتب والقصص والمنشورات الخاصة بالأطفال والإنترنت ووسائل التخاطب الاجتماعي .

مراحل التعلم

يبدأ الأطفال باكتساب اللغة خلال نمو أجزاء معينة في أدمغتهم مسؤولة عن اكتساب اللغة وتقول الدكتورة المختصة في مهارات النطق عند الاطفال سيلينا محمد أن دور الأم في هذه العملية تعتمد على تدريب طفلها وتعليمه على نطق الحروف والكلمات خلال استعداده النضجي أي في مرحلة المحاكاة بعد الشهر التاسع من عمره وهو عبارة عن جسر يوصل الطفل إلى لغة الكلام الحقيقة حيث ينطق الطفل كلماته الأولى ويجب التذكير بوجود فوارق فردية بين طفل وأخر من قدرات عقلية وبيئة مساعدة على التعلم ،وعندما يبلغ الطفل السنة من عمره يتمكن من تقليد ومحاكاة الكلمات التي يسمعها أو أصواتها على الأقل و ترديد الكلمات الراسخة في عقله بعد السنة الأولى من عمر الطفل يفهم الطفل معاني الكلمات التي يلفظها ويستخدم عناصر ربط سليمة وهي مرحلة التعبير الاحادي وفيها يلفظ كلمات فردية ،اما المرحلة النحوية تبدأ من عمر السنتين وحتى الخمس سنوات حيث يفهم نحو وقواعد اللغة وتركيب جمل جديدة ،في المرحلة المتقدمة أي ما بعد الخمس سنوات يتمكن الطفل من الكلام بطريقة  سليمة وواضحة ومفهومة مع استخدام الضمائر والدلالات الصحيحة

فوارق جوهرية

تختلف وتتنوع مشكلات تعلم اللغة لدى الأطفال ولايستطيع الشخص العادي من إيجاد الفوارق الحقيقة والجوهرية فيها  وعن هذه المشكلات تضيف محمد انه تظهر المشكلة عندما يتأخر  الطفل في اكتساب اللغة أو عندما تظهر الكلمة الأولى بعد السنتين او عندما لا يقدر أن يركب جملة بسيطة ثم مركبة  بالإضافة الى وجود صعوبة  في التعبير ،و تأخر الكلام هو تأخر لفظي  للكلمات مع وجود أخطاء في جمع الأصوات ، اما الصعوبات التعليمية  كالعسر في القراءة أو الكتابة والعسر في الحساب والمنطق غالبا ما تترافق مع مشكلات في التركيز والانتباه والذاكرة ، بينما يكون اضطراب النطق في عدم القدرة على توضيح بعض الأصوات وهنا يجب مراجعة طبيب الأسنان قبل البدء بالعلاج مع اختصاصية النطق ،ومشكلة التاتاة هي عبارة عن اضطراب يؤثر على تدفق الكلام ويتميز بتكرار أو تمديد الأصوات والمقاطع والجمل وهنا لابد من التأكيد على دور الأهل والمحيط والمؤسسات التربوية في النمو السليم للطفل وفي تنمية قدراته الكلامية ومساعدته على اكتساب أكبر عدد من المفردات في البيت والمجتمع مما يساعد المدرسة على تلقين اللغة بسهولة اكبر.

تمارين روتينية

يكتسب الطفل من وسطه العائلي العمليات الأولية للاتصال على مستوى غير لفظي، ثم ينتقل تدريجيا للتعبير عن انفعالاته بحركات جسمية عفوية لتصبح عملية الاتصال تتركز على الجهاز الخاص بها أي جهاز النطق والتصويت وبحسب الدكتور المختص في مشكلات التعلم عند الاطفال مصطفى العلي فقد تتداخل عدة عوامل للمساهمة في اكتساب اللغة مثل النضج الدماغي والفكري عند الطفل والبيئة الثقافية والكلامية المحيطة به  والسن التي يبدأ فيها تعلم اللغة ،وكثافة استخدام اللغة وغيرها  فالأطفال بحاجة إلى الانخراط في محيطهم والشعور بحاجة إلى التأقلم في مجتمعهم ليكونون مندمجين  في البيئة ، عبر التمرين المستمر بطريقة الحديث العادي ، وليس عبر الدرس بل في الحوار الروتيني اليومي فعبر هذه الممارسة يمكن من استخدام التراكيب اللغوية السليمة وغالبا ما ترتبط اضطرابات اللغة مع التحصيل الدراسي المنخفض إذ ان النجاح في المدرسة يستند على فهم جيد للغة ،و التدريب على المهارات اللغوية هي أفضل الطرق للاستعداد للمدرسة وخاصة للأطفال الذين يعانون من ضعف في المهارات اللغوية لأنهم أكثر عرضة للخطر في تحقيق القراءة والذي يحول دون المزيد من النمو اللغوي .