نقابة أطباء ريف دمشق تغلق أبوابها في وجه موظفي الدوام المسائي وحقوق مغيبة بين حكم المستقيل والتسريح التعسفي
“البعث الأسبوعية” – بشير فرزان
أشهر عديدة مرت والعاملون بالدوام المسائي في فرع نقابة أطباء ريف دمشق يتابعون ويطرقون أبواب الجهات المعنية بحثاً عن حقوقهم التي ضاعت ما بين اعتبارهم في حكم المستقيل، كما ترى النقابة، وبين ما يريدون إثباته بأن قضيتهم تندرج ضمن أحكام التسريح التعسفي التي تحجب عنهم تعويضات مادية عن سنوات خدمتهم الطويلة في النقابة.
ويؤكد عمال النقابة أنهم تفاجؤوا بتاريخ 28/ 2/ 2023 عند ذهابهم للعمل بالدوام المسائي كما اعتادوا منذ عشر سنوات، بأن باب النقابة الخارجي الحديد مغلق دون سابق إنذار أو إعلام ولم يتمّ إعلامهم بهذا الشأن، حيث أبلغهم المراسل، خارج باب النقابة، متأسفاً، بأنه تمّ إيقاف الدوام المسائي، وأنه تم إرسال رسالة نصية (واتس اب) من قبل رئيس فرع النقابة تتضمن توقف العمل بالدوام المسائي، وقد تمّ ذلك – كما قلنا – بدون سبب أو سابق إنذار علماً أننا قمنا بعملنا على أكمل وجه.
وأكدوا أنه بتاريخ 2/ 3/ 2023 تقدموا بشكوى ثانية إلى مديرية العمل بدمشق تتضمن الوساطة الإدارية لعودتنا إلى العمل بالدوام المسائي وذلك لعدة أسباب، في مقدمتها أنه لم يعرض موضوع إيقاف الدوام المسائي على أعلى سلطة بالنقابة، وهي الهيئة العامة للنقابة لأخذ موافقتها على قرار الإيقاف، فمنذ أكثر من ثلاثين عاماً عندما تم فصل فرع نقابة الريف عن فرع نقابة دمشق أقرّت الهيئة العامة لفرع النقابة بذلك التاريخ بأن يكون دوام فرع النقابة مساءً فقط ومن ثم تمّ التعيين للعمل بالدوام المسائي بموجب قرارات صادرة عن مجلس النقابة في حينه، ويعتبر هؤلاء من أقدم موظفي النقابة الذين ما زالوا على رأس عملهم حتى تاريخه، وهناك موافقات للعمل خارج أوقات الدوام الرسمي من الجهات التي يعملون بها صباحاً واستمروا بالعمل بموجب تلك القرارات إلى عام 2011، حيث تمّ توقيع عقود عمل غير محددة المدة.
وبيّنوا أنه بتاريخ 20/3/2023 تمت دعوتهم إلى اجتماع مع رئيس النقابة وبحضور محامي الفرع وإعلامهم بأن إلغاء الدوام المسائي لا رجعة فيه، وأنه بحاجة إلى عملهم ولكن صباحاً وليس مساءً، كما لم تلتزم النقابة بإشراكهم بالتأمينات الاجتماعية وذلك حسب نص العقود الموقعة، علماً أن مفتشي مديرية العمل راجعوا فرع النقابة أكثر من مرة لتسجيلهم بالتأمينات ولم يتمّ ذلك.
الدكتور خالد موسى رئيس نقابة أطباء ريف دمشق أكد في اتصال هاتفي مع “البعث” أن قرار إنهاء الدوام المسائي كان لمصلحة النقابة، وخاصة لجهة الأعباء المادية التي تترتب على النقابة في حال استمراره كنفقات تشغيل المولدة لـ 4 أو 5 ساعات في الدوام المسائي، هذا عدا عن عدم وجود إنتاجية منه، وقد أوقفنا العمل المسائي لفترة “شهر” ولم يكن هناك أي فارق، ولذلك اتخذ المجلس قراراً بإنهاء تكليف العقود الجزئية بالدوام المسائي ونقل الموظفين إلى الدوام الصباحي، واعتبر موسى أن النقابة تعمل ضمن القانون وهي على استعداد تام لتصفية حقوق عمال الفترة المسائية في حال عدم رغبتهم في العمل الصباحي، مشدداً على أن النقابة لم تسرح أحداً بل عملت وفق الأنظمة المرعية وستعوّض لمن تعتبرهم بحكم المستقيلين، وفي حال عدم الوصول إلى حلّ ستكون الكلمة الأخيرة للقضاء.
ولم يختلف كلام الدكتور غسان فندي نقيب أطباء سورية عما قاله نقيب أطباء ريف دمشق، فقد أكد أن النقابة المركزية تضمن حقوق العمال وفق القانون، وفي حال عدم القبول يمكن لهؤلاء اللجوء للقضاء.
بالمحصلة، تتركز هذه القضية في نقاطها الخلافية بالفرق الكبير بين تعويضات التسريح وتعويضات من يعتبر بحكم المستقيل.. فمن يستجيب؟!!