100 مجلة طبية تطالب بإزالة الأسلحة النووية
تقرير اخباري
في خطوة غير مسبوقة، دعت أكثر من 100 مجلة طبية رائدة من جميع أنحاء العالم إلى إزالة جميع الأسلحة النووية، والتخلّص منها في مقال رأي نُشر مؤخراً. وتأتي هذه الخطوة غير المسبوقة وسط تزايد مخاطر نشوب صراع بين القوى النووية.
وجاء في المقال أن منع أي استخدام للأسلحة النووية هو أولوية عاجلة للصحة العامة، ويجب اتخاذ خطوات أساسية أيضاً لمعالجة السبب الجذري للمشكلة عن طريق التخلص من الأسلحة النووية. وذكر المقال أن الجهود الحالية لمنع انتشار الأسلحة النووية غير كافية لحماية سكان العالم من خطر الحرب النووية.
وبصفتهم محرّرين للمجلات الصحية والطبية في جميع أنحاء العالم، فإنهم دعوا المتخصصين في مجال الصحة إلى تنبيه الجمهور وقادة العالم إلى هذا الخطر الكبير على الصحة العامة وأنظمة دعم الحياة الأساسية على كوكب الأرض، وحثّوا على اتخاذ إجراءات لمنع ذلك. وكان من بين المؤلفين المشاركين في هذه الدعوة رؤساء تحرير مجلة ” لانسيت”، و”نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين”.
كذلك، أشار المقال إلى أنه من المرجّح أن يكون تأثير الحرب النووية اليوم أسوأ بكثير، حيث وجد الباحثون أن الحرب التي تشمل ما يقرب من 2٪ من الأسلحة النووية في العالم يمكن أن تقتل 120 مليون شخص بشكل مباشر. لكن من غير المرجّح أن يلقى المقال ترحيباً من قبل المسؤولين الأمريكيين، الذين جادلوا منذ فترة طويلة بأن الاعتبارات الأمنية تجعل نزع السلاح النووي مستحيلاً على المدى القريب. ويجادل بعض الخبراء بأن نزع السلاح النووي الكامل من شأنه أن يزيد في الواقع من خطر نشوب حرب كارثية بين القوى العسكرية في العالم، والتي تجنّبت بجدية الاشتباكات المباشرة منذ حصولها على السلاح النهائي.
وفي سياق متصل، قال مايكل ديش، الأكاديمي والدبلوماسي الأمريكي وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة نوتردام في وقت سابق من هذا العام: “الأسلحة النووية أبعدت حرب القوى العظمى عن أجندة السياسة الدولية”.
من جانبه، يقدّم المقال ثلاث خطوات ملموسة يمكن أن تقلل من المخاطر النووية، وأحد الاقتراحات هو أن تتبنى الدول سياسة “عدم الاستخدام الأول”، مما يعني أنها لن تستخدم الأسلحة النووية إلا ردّاً على هجوم نووي على أراضيها. والاقتراح الثاني هو إزالة الأسلحة النووية من “حالة التأهّب”، الأمر الذي من شأنه أن يطيل من فترات اتخاذ القرار في حالة وقوع هجوم واضح. وفي الاقتراح الأخير، دعا الأطباء الدول التي في حالة حرب إلى “التعهد علناً وبشكل قاطع بأنها لن تستخدم الأسلحة النووية في هذه النزاعات”. ولكن، كما لاحظ المؤلفون، فإن أياً من هذه الخطوات لن تقضي على خطر حدوث نهاية العالم النووية، إذ يجادل الخبراء الطبيون بأن “الخطر كبير ومتزايد، ويجب على الدول المسلّحة نووياً أن تُزيل ترساناتها النووية قبل أن تقضي على البشرية”.
من المقرّر أن يتزامن إصدار المقال مع الذكرى 78 للهجمات النووية الأمريكية على هيروشيما وناغازاكي، والتي تسببت بمقتل ما يصل إلى 200 ألف مدني ياباني، باستثناء أولئك الذين ربما ماتوا بسبب السرطان وغيره من الأمراض المرتبطة بالإشعاع في السنوات اللاحقة.
عناية ناصر