بيسكوف يحثّ واشنطن على ضمان تنفيذ الجزء الروسي من اتفاقية الحبوب
موسكو – نيويورك – سانا
طالب المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف الولايات المتحدة بالمساهمة في تنفيذ شروط اتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، وخاصة الجزء المتعلق بالحبوب والأسمدة الروسية وليس مجرد التعهد بالوفاء بها.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن بيسكوف قوله للصحفيين: “ليس المطلوب من الأميركيين توفير أي أمن، بل المطلوب منهم في الاتفاقية إذا أرادوا المساعدة ضمان الوفاء بالجزء المتعلق بروسيا، وعدم تقديم الوعود بالتفكير في ذلك وإنما التنفيذ”، مشدّداً على أنه بمجرّد أن يتم ذلك فسيتم استئناف الاتفاقية على الفور.
وفي سياق متصل، أكّد نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي أن بلاده ستكون مستعدّة للعودة إلى صفقة الحبوب إذا تم حل مشاكل تصدير المنتجات والأسمدة الروسية.
وقال خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي: إنه “إذا تم حل جميع المشاكل التي حددناها، وخاصة تلك المتعلقة بتنفيذ المذكرة التي وقعت عليها روسيا والأمم المتحدة، حينها سنكون مستعدين للعودة مجددا لتنفيذ مبادرة البحر الأسود”، مشيراً إلى أن الدول الغربية بحاجة للتركيز على ضمان وصول الحبوب والأسمدة الروسية للبلدان المحتاجة دون عوائق.
وأوضح بوليانسكي أن حصة روسيا في سوق القمح العالمية تبلغ 20 بالمئة في حين أن حصة أوكرانيا أقل من 5 بالمئة، معتبراً أن روسيا هي من تقدّم مساهمة كبيرة في الأمن الغذائي العالمي، كونها مورداً دولياً قوياً وموثوقاً للمنتجات الزراعية، ناهيك عن الأهمية الاستثنائية للأسمدة الروسية في الأمن الغذائي العالمي.
كذلك، أشار بوليانسكي إلى دور الغرب في أزمة الغذاء العالمية قائلاً: “من الواضح لنا أن العديد من أزمات الغذاء الحادة تنجم بشكل مباشر أو غير مباشر عن تصرفات الولايات المتحدة وحلفائها، أو أنها نتيجة لسياساتهم طويلة المدى”.
وفي شأنٍ متصل، اعتبر السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف أن محاولات اتهام روسيا بإثارة أزمة غذاء في العالم جزء من حرب المعلومات الموجهة ضدها.
وقال أنطونوف أمس رداً على التصريحات المعادية الصادرة عن كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية بشأن الأمن الغذائي: “إنهم يحاولون توجيه الاتهام إلى روسيا بإثارة أزمة غذاء، واستخدام الغذاء كسلاح معروف في حرب المعلومات التي تشن ضد بلدنا”.
وأعرب انطونوف عن استعداد بلاده لتعزيز التعاون الشامل في مجالات الأمن الغذائي والطاقة والتعليم والتجارة، ما يساعد على بناء مركز مميز ومؤثر للتنمية العالمية في إفريقيا.
وأوضح السفير الروسي أن النهج الذي تتبعه روسيا لا يتناسب مع منطق الممارسات الاستعمارية الجديدة للغرب، الذي لا يستطيع بناء علاقات متبادلة المنفعة ومتساوية.
من جهةٍ أخرى، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن ترحيب بلاده بأي جهود تهدف لإحراز سلام مستقرّ وعادل بصدد التسوية الأوكرانية وحل الأزمة فيها.
وقال لافروف في مقابلة مع مجلة الحياة الدولية الروسية: “لا يمكن تحقيق العدالة في أي نزاع دون ضمان الالتزام الثابت بجميع حقوق الأقليات القومية”، مشدّداً على أن “هذا الالتزام مهم على وجه الخصوص بالنسبة لأوكرانيا”.
وأشار لافروف إلى أن جميع مبادرات الغرب للتسوية الأوكرانية ترمي إلى فرض ما يسمى بصيغة زيلينسكي والعودة بالوضع في أوكرانيا إلى حدود عام 1991 وهذا لن يؤدي إلى نجاح أي تسوية.
داخلياً، فكك الأمن الروسي خلية تجسس تعمل لصالح أوكرانيا في مقاطعة خيرسون، واعتقل أحد سكان قازان بجمهورية تتارستان الروسية بتهمة الضلوع في نشاط إرهابي بتوجيه من استخبارات كييف، والترويج للفكر النازي في روسيا.
وذكرت وكالة نوفوستي أن الخلية تخابرت مع قوات كييف وزودتها بمعلومات عن تحركات ومواقع العسكريين الروس فى خيرسون.
وقال الأمن الفيدرالي الروسي في بيان: “اعتقلت دائرة الأمن الفيدرالي الروسي بجمهورية تتارستان أحد معتنقي الأيديولوجية النازية، وهو من سكان قازان وعمره 29 عاما وضالع في نشاط خلية إرهابية أوكرانية”.
وأشار البيان إلى أن الموقوف عمل بتوجيه من رعاته على ابتكار وسائل تقنية لضرب مواقع البنية التحتية بمدينة قازان، والتحريض على تنظيم مظاهرات غير مرخصة ونشر الفكر النازي الأوكراني.
وفي إفاداته اعترف الشخص الموقوف بأنه كان يراسل الاستخبارات الأوكرانية التي كانت توجهه لتنفيذ أعمال تخريبية تستهدف السكك الحديدية وأبراج الاتصال الخلوي في تتارستان.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن إحباط هجمات أوكرانية بالطائرات والزوارق المسيرة، حاولت استهداف شبه جزيرة القرم وقاعدة نوفوروسيسك العسكرية الروسية في البحر الأسود، وقالت الوزارة في بيان: “القوات الأوكرانية حاولت مهاجمة قاعدة نوفوروسيسك البحرية ليلا، بزورقين مسيرين تم التصدي لهما وتدميرهما بنيران السفن الروسية”.
ولفت البيان إلى أن “الدفاعات الروسية أحبطت ليلاً محاولة نظام كييف شنّ هجوم إرهابي بالمسيّرات على أهداف في القرم، حيث تم تدمير 10 مسيرات أسقطتها الدفاعات الجوية، بينما تم تعطيل ثلاث مسيرات أخرى بالأسلحة الإلكترونية”.
وأكدت الوزارة أنه تم إحباط الهجوم الإرهابي دون وقوع أي إصابات أو أضرار.
بدوره، أعلن رئيس المركز الصحفي لقوات شرق الروسية أوليغ تشيخوف أن الطيران الروسي قصف مواقع أوكرانية في ثلاث مناطق بجمهورية دونيتسك، مردفاً بالقول: “هاجمت القاذفات والمقاتلات الروسية تجمعات العدو في مناطق ماكاروفكا وستارومايورسكي وبريوتني، فيما تمكنت وسائل الدفاع الجوي من إسقاط ثلاث طائرات بدون طيار أوكرانية”.
وأضاف: إن المسيّرات الروسية دمّرت سيارة بيك معادية في منطقة سوفخوز أوكتيابر ودبابة في منطقة ماكاروفكا.
وذكر تشيخوف أن الوحدات المتقدّمة من مجموعة “شرق” صدّت هجوماً شنّته القوات الأوكرانية على اتجاه أوروجاي، وتم تكبيد العدو خسائر كبيرة واضطر للتراجع.
ولفت تشيخوف إلى أن الاستطلاع الروسي اكتشف تقدم مجموعتين من مشاة العدو في مناطق شمال شرق ستارومايورسكي وجنوب زولوتايا نيفا وقضى عليهما.