الجمعية العمومية لاتحاد الكرة تنعقد.. فهل يتكرر سيناريو كل موسم؟
ناصر النجار
انعقدت أمس السبت في قاعة المؤتمرات بالفيحاء الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم بما يُسمّى المؤتمر السنوي حسب النظام الداخلي للاتحاد، والمؤتمر عبارة عن اجتماع يضمّ أعضاء الجمعية العمومية الذين يمثلون أندية الدرجة الممتازة وعدداً محدداً من أندية الدرجة الأولى والثانية والسيدات، وممثلاً واحداً عن روابط الحكام والمدرّبين واللاعبين واللجان الفنية بالمحافظات.
لذلك فإن الكرويين مهما كان شأنهم وصفتهم غير قادرين على دخول قاعة الاجتماع أو طرح أي فكرة أو رأي، وهذا الأمر قوننه النظام الداخلي لاتحاد كرة القدم، ويسري المنع على الأعضاء المعاقبين إن كانت عقوباتهم ما زالت سارية فلا يحقّ لهم الدخول والحضور والتفاعل مع المؤتمر.
وحسب نظام المؤتمرات فإن أعضاء المؤتمر يناقشون المواد الواردة في جدول الأعمال كما أقرّتها اللجنة التنفيذية لاتحاد كرة القدم، وجرت العادة أن يتمّ استعراض جدول الأعمال التي قام بها اتحاد كرة القدم في الموسم السابق، وقد جهّز الاتحاد تقريراً في 118 صفحة عن عمله وعمل لجانه العليا ونتاج المنتخبات الوطنية والمسابقات الرسمية.
وفي الفقرة الثانية يقدّم الاتحاد خطة عمله للموسم القادم، وضمن جدول الأعمال تقرير عن الميزانية المالية التي بات شكلها صورياً لأنها عملياً ألغيت من المناقشة باعتبارها من اختصاص اللجان الرقابية.
ومن بعد ذلك يمكن أن يقدّم الاتحاد بعض المقترحات الخاصة بالمسابقات لتعديلها أو تقريرها، وهو الأمر متعلق بالهبوط والصعود وما إلى ذلك.
في كلّ المؤتمرات نلاحظ أن أعضاء المؤتمر غير مطلعين على مواد النظام الداخلي للاتحاد ونظام المؤتمرات السنوية، فيطرحون أموراً خارج اختصاص الجمعية العمومية ويقدّمون أفكاراً بعيدة كل البعد عن الاجتماع ومكانها ليس بالمؤتمر، أما الداء الذي لا تعرف كرتنا الشفاء منه أن الكثير من المداخلات تأخذ المنحى الشخصي، أو مصلحة النادي الفلاني أو غيره، أو أنها تريد أن تشتكي على فلان أو تطالب بشيء من غير المعقول تنفيذه.
وفي سؤالنا لمجموعة من أعضاء المؤتمر عن النظام الداخلي للاتحاد ونظام المؤتمر وما يحقّ للجمعية العمومية طرحه والتصويت عليه وما هو ليس من حقها طرحه، كانت الإجابات سلبية، فالبعض لم يسمع أن هناك نظاماً داخلياً للاتحاد، والبعض الآخر لم يطلع عليه، وهكذا، وهذا هو تقصير واضح من أعضاء المؤتمر، لذلك نجد أنه من باب أولى أن نتخلى عن الجهل وأن نبدأ بالدخول بعالم المعرفة والثقافة الكروية وهذه إحدى علل كرتنا، فعندما تريد مناقشة قرار عليك أن تعرف القانون الذي استند عليه القرار، وعندما تعترض على قرار انضباطي يجب أن تكون مطلعاً على لائحة الإجراءات التأديبية.
الثقافة الكروية ما زالت غائبة عن الكثير من الكرويين، لذلك من الطبيعي أن نكون غائبين عن ركب الحضارة الكروية لأننا ما زلنا غارقين في الجهل والفوضى والعشوائية!.