الرسم البيئي بألوان الدهشة والأحلام في معرض الطفل الرسام
حلب- غالية خوجة
ما إن تدخل صالة تشرين التي تُقام فيها الورشات الفنية احتفالاً بيوم الطفل العالمي حتى ترى خلية من الأطفال تلتفت بمحبة إلى أوراقها وألوانها لترسم ما يخطر في بالها معبّرة عن بواطنها ومجتمعها بين عين لكائنٍ ما، تتمركز في اللوحة لترى الأمل رغم ما يحيط بها من ألوان غامقة، وبين مشاهد طبيعية من أشجار وأنهار وبيوت وأشكال عائمة على الألوان الحمراء والخضراء والزرقاء.
وقد ترى عصفوراً وحيداً يحلق على ورقة بيضاء بينما شجرة السرو تقف متفائلة وهي محاطة بأزرق السماء، أيضاً، تجذبك الكائنات الكارتونية التي تشبه شخصيات مسلسل “افتح يا سمسم” لكنها خضراء وسعيدة بأشعة الشمس الصفراء، وهناك من الأطفال من أحضر معه رسوماته في دفتر، أو لوحاته التي وضعها في إطار خشبي.
التعبير بالفنون عبير المكنون
لكن، ماذا عن الأطفال المشاركين في هذه الفعاليات الفنية؟ أجابت ساندي محلي (الصف الرابع): أحبّ التعبير بالرسم والموسيقا، فأنا طالبة سنة أولى صولفيج في معهد صباح فخري، وأيضاً أعبّر بالتمثيل، والمشاهد الطبيعية تريحني نفسياً سواء كنت حزينة أو غاضبة أو سعيدة.
كما عبّرت هيماف قاسم (الصف الرابع) عن سعادتها معللة: لأنني أرسم وصديقاتي معي، وأشارك لأول مرة.
وبدوره، قال ملهم العبسي (الصف الثالث): رسمت بأصابعي شخصيات كارتونية وأحلاماً تشعّ بلون الشمس وأحبّ أن أرسم الطبيعة والحيوانات.
بينما أجابت فيندا سيدو (الصف السادس): تساعدني الألوان على التعبير عن دواخلي، وسعيدة بمشاركتي في هذه الورشات والمعرض، وأحبّ السباحة والعزف على الكمان لأنه يعطي إحساساً، وسأشارك في تحدي القراءة العربي، كما أني أكتب القصص أثناء حصص الفراغ المدرسية.
مبادرة مدينة الفراشة البيئية
وأخبرنا سارية عابو (الصف السابع) أنه ومنذ كان عمره 3 سنوات ونصف وهو مع فريق “آرت غروب”، كما أنه يلعب الشطرنج وسبق وشارك في مسابقة الشطرنج في معرض دمشق الدولي عام 2017. وكم كانت سعيدة لجين الأصيل (الصف الثامن) وهي تجيب: أحبّ الرسم والألوان تعبّر عني، والمهمّ أنني أشارك في هذه الاحتفالية والورشات والمعرض الذي ستكون من ضمنه مدينة الفراشة.
أمّا أصغر مشاركة فكانت تاج رمضان ذات الست سنوات التي قالت: أشارك في رسم البنايات وأرسم على الماكيتات ولاسيما لوحة الفراشة للمباني في حلب، وهنا، أوضح الفنان عبيدة القدسي مؤسّس “غروب آرت”: أطلقنا مبادرة الرسم البيئي، معتمدين شكل الفراشة لمخطط أول مدينة بيئية في حلب تستوعب نصف مليون نسمة عام 2040.
الرسم بالدهشة
التشكيلية الشاعرة لوسي مقصود: الطفل نواة ضرورية للاهتمام لأنها البذرة التي تنمو بالرعاية لتكون شجرة المستقبل المتجذرة، ولا بد من حيّز تفاعلي مناسب لهذا الطفل ومنها هذه الفعاليات الفنية التي تجعلهم يرسمون أفكارهم وأحلامهم وألوانهم بحرية، ولذلك فوجئوا لأنني طلبت منهم أن يرسموا بأصابعهم دون أية أداة، لا ريشة ولا ممحاة ولا مسطرة، فرسموا بدهشتهم الجديدة وألوانهم الواضحة الصريحة الواثقة، وأشعر بأن الطفل دائماً واثق أكثر من كثير من الفنانين.
مبادرات ثقافية تطوعية
عهد بريدي، من فريق مهارات الحياة، قالت: نكتشف من خلال هذه الورشات مواهب رائعة برؤية جميلة للواقع والطبيعة، والمهمّ استقطاب هذه المواهب وغيرها من المواهب الجديدة، وأن نهتمّ بهم من خلال دورات تأهيلية تدريبية ونعطيهم فرصة اجتماعية وفنية وثقافية وموسيقية وغنائية وحوارية ومسرحاً تفاعلياً وجلسات من النقد والنقد الذاتي ومبادرات مجتمعية وعمليات التدوير، لأن الهدف تنمية هذه المواهب من خلال فريق مهارات الحياة الذي يقدّم تطوعياً جميع هذه الخدمات الفنية الثقافية الاجتماعية.
تعزيز الطاقات والحقوق
أحلام استانبولي معاونة مدير الثقافة: يتوّج الورشات الفنية التفاعلية معرض لنتاج الأطفال المشاركين وعددهم 100 طفل، تتراوح أعمارهم بين 6 و17 سنة، ونساعدهم في تنمية مواهبهم وصقلها لبناء عالم أفضل يعزّز طاقات الطفل وحقوقه ويترجمها إلى أفعال بنّاءة وإيجابية، ومن الممكن لكل منهم أن يكون الفائز بمسابقة وزارة الثقافة، والتي نالتها لدورة عام 2022 الطفلة غنى عبد السلام تومان من مواليد 2007.