مونودراما “ارتقاء” ترتقي بالفن والفكرة
البعث ــ نزار جمول
جاء عرض “ارتقاء” الذي عُرض على مسرح المركز الثقافي في سلمية ، وذلك صمن فعاليات مهرجان المونودراما المسرحي الذي أقيم في حماة ليؤكد أن سلمية ما زالت ولّادة بالفن المسرحي، حيث ارتقى العرض إلى فكرته المراد منها التي جسدها مخرج العمل ومؤلفه وممثله الفنان محمد الشعراني الذي ارتقى بأدائه إلى ذروته أمام جمهور تابع العرض بشغف كبير، فمن مشهد لآخر كان التجريب هو سمة العمل حيث قسم العرض لخمسة مشاهد كان آخرها جذوة الفكرة التي أراد إيصالها الشعراني للجمهور رسخ من خلالها أن الوطن الذي يكتنفه المحبة والسلام لا يمكن لأي منحى أو فكر أو جناح ديني كان أو سياسي أن ينهي الوطن ، فكانت نهاية محور العمل “بشارة” ليحيى الوطن .
“البعث” التقت الفنان محمد الشعراني عقب العرض ليعرفنا عن ماهية “ارتقاء” فأكد أن ارتقاء هو تطور وسمو بالأخلاق ، وشخصية العمل “بشارة” قد تكون انتهازية وعندها الغاية تبرر الوسيلة، ولكن عندما يتعلق الأمر بالوطن كان لديه خيار واحد وهو الارتقاء بحب هذا الوطن ولو كان الثمن حياته، فيرتقي بفكره وأخلاقه في لحظة وطنية كانت أهم عنده من كل المغريات المادية والحياتية، وبيّن الشعراني أن هذا النص تمت كتابته منذ عدة أعوام وبدون أي اقتباس، وتم عرضه وقتها ليأتي اليوم بمهرجان المونودراما بالمشاركة فيه، ولكن بإسقاطات على الواقع المعاش في الوطن وفي سلمية بالتحديد وبدون التخلي عن فكرة الوطن، والارتقاء بعشقه مهما كان الثمن , وأوضح أن العمل متكامل بالموسيقا والديكور ليكون سلة متكاملة ويخضع للنمط المسرحي الذي يعمل به المسرحيين ، لذلك جاء الديكور ليكون أقرب للمرايا، فكل مشهد منفصل عن الآخر لكنهم جميعاً خضعوا لفكرة العمل التي أراد أن يجسدها في كل المشاهد، وأكد الشعراني أنه لا يحبذ المونودراما لأنها تحتاج لممثل قوي جداً، لكن تم تقديم هذا العرض المونودرامي في ظل هذا المهرجان للتأكيد أن الممثل المسرحي سيكون جذوته التجريب للوصول إلى عمل مسرحي يرتقي لجمهور واعي ونوعي كجمهور سلمية، لذلك تم تغيير ماهية العرض من خلال واقع المدينة المعاش إضافة إلى أن الوطن هو الغاية والهدف بما يحمل من مكوناته وأطيافه ليكون أسرة واحدة لا تتجزأ .