تكريم سورية في المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بتونس (فيديو)
تونس- البعث
تواصل دولة تونس الشقيقة احتضان المهرجان الدولي للمسرح الجامعي في دورته التاسعة عشرة.
المهرجان كان انطلق بتاريخ 5 آب 2023 تحت شعار “مسرح الريادة “ويتواصل الى غاية 13 من الشهر نفسه بمدينة المنستير الساحلية المعروفة بمدينة الزعيم الحبيب بورقيبة أول رئيس للجمهورية التونسية. وقد تأكد مشاركة 14 دولة في هذا المهرجان العريق، والتي ستتنافس على مختلف جوائزه القيمة من تمثيل وإخراج وتوزيع وموسيقا وسيناريو، وهذه الدول هي (تونس وسورية والعراق والجزائر وإيطاليا والسعودية ومصر وسلطنة عمان والمغرب وبلغاريا والصين وفلسطين والأردن وليبيا).
وفي خطوة تُحسب لإدارة المهرجان وخاصة لمؤسّسه ومديره التونسي السيد فتحي بن عمر الذي يترأس المهرجان للمرة السادسة عشرة، فقد تم الاختيار بالإجماع أن تكون سورية ضيف شرف هذه الدورة التاسعة عشرة للمهرجان وصاحبة عرض الافتتاح من خلال العرض المسرحي السوري “بيت على الحدود”، وهو بالمناسبة عمل مسرحي من إنتاج الاتحاد الوطني لطلبة سورية وقدمته في هذه الدورة في تونس فرقة المسرح الجامعي لجامعة تشرين باللاذقية.
اختيار سورية لتكون ضيفة شرف هذا المهرجان وصاحبة أول عرض ارتاح له كل المشاركين والمتداخلين في المهرجان، وترجم بوضوح سعادة التونسيات والتونسيين بعودة العلاقات الديبلوماسية رسمياً بين تونس وسورية، وهذا ما أكده مدير المهرجان نفسه في الندوة الصحفية حين قال: “تونس هي سورية وسورية هي تونس وكم نحن سعداء باستقبال الوفد المسرحي السوري في بلده تونس وعودة العلاقات إلى طبيعتها بين تونس وسورية”. وأضاف: لهذا ليس من باب المصادفة أن نمنح سورية شرف افتتاح مهرجاننا الدولي وأن يكون وفدها المسرحي ضيف شرف مبجلاً في هذه الدورة.
من جهتها أبدت السيدة بشرى الشعباني مديرة الإدارة الجهوية للخدمات الجامعية بالوسط سعادتها الكبيرة بوجود المسرحيين السوريين على أرض تونس، وقالت: “حبنا لسورية لا نقاش فيه ولهذا اخترنا أن تكون المشاركة السورية مقترنة بتكريم خاص، وهو أن تكون سورية ضيف شرف وصاحبة العرض المسرحي الافتتاحي وكذلك ممثلة بعضو في لجنة التحكيم”.
هذه الإشادة الرسمية التونسية من إدارة المهرجان بسورية وبشعبها ومثقفيها ومسرحييها خاصة، قابلها اعتزاز من الوفد المسرحي السوري بوجوده على أرض تونس الخضراء، وهذا ما عبّر عنه المخرج المسرحي السوري هاشم غزال وعضو لجنة التحكيم في الآن نفسه في المهرجان، حين قال: “والله أعجز عن وصف هذه الحفاوة التي لقيها الوفد السوري على أرض تونس من قبل إدارة المهرجان وأهالي مدينة المنستير، وهذه الحفاوة في حميميتها وصدقها هي أعظم ما عشناه في مسيرتنا المسرحية حتى الآن”. وأثنى الأستاذ هاشم غزال كثيراً على جهود السيد فتحي بن عمر مدير المهرجان ووصفه بالمسؤول الاستثنائي والرجل المناسب في المكان المناسب، كما اعتبر أن مهرجان المنستير للمسرح الجامعي هو من أعرق المهرجانات ليس العربية فحسب، وإنما العالمية ويسعدنا أن نكون موجودين كسوريين لنثر نسمات مسرحية سورية على مسرح قصر العلوم بمدينة المنستير التونسية.
ونقل غزال تحيات المسرحيين السوريين المشاركين في المهرجان وشكرهم لإدارة المهرجان في تونس وللجمهور، ووعد برفع نسق العمل المشترك مع تونس لمزيد النهوض بالمسرح الجامعي، وجعله يحتلّ المكانة التي تليق به.
المخرج المسرحي هاشم غزال اعتبر أن وجود الوفد السوري في تونس من جديد إنما هو نتيجة حتمية لحكمة القائدين بشار الأسد وقيس سعيد اللذين أعادا الروح للعلاقات بين البلدين الشقيقين بعد نكسة لم تدم طويلاً، ولم تصمد أمام إرادة الشعبين السوري والتونسي، وها هو العلم السوري يعانق العلم التونسي على أرض تونس الخضراء في مهرجان مسرحي كله حب وتجديد وإبداع.
للتذكير أو الإشارة فقد نجح العرض المسرحي السوري “بيت على الحدود” في شدّ انتباه الجمهور الحاضر والنقاد لتفرده في تقديم صورة غير نمطية تجاوزت المعروف والمألوف والمعهود في عالم المسرح، قد يكون للنص الذي غلب عليه الحزن الذي ينتهي بك إلى الصدمة والانفعال والتفاعل مع كل حركة وكل كلمة أثر في هذا التقبل الإيجابي من الجمهور، الذي عبّر عن إعجابه أكثر من مرة بأداء الممثلين، سواء بالتصفيق الحار أو بالوقوف تضامناً مع موقف من المواقف التي تضمنتها المسرحية وما أكثرها.
“بيت على الحدود” هو بيت لعائلة تم تقسيمه عنوة وتعسفاً إلى قسمين على منطقتين حدوديتين، وكل قسم مطالب بتقبل قوانين الحدود التابع لها، فكرة صادمة تمّ تقديمها مسرحياً بسلاسة، وأبدع الممثلون في ترجمتها وإيصالها إلى المتلقي.
“بيت على الحدود” من إخراج كمال فضة، وإشراف هاشم غزال.