الضفة.. كابوس “إسرائيل” الوجودي
تقرير إخباري
تتحوّل الضفة الغربية المحتلة كابوساً وجودياً يلاحق المسؤولين الإسرائيليين السياسيين والأمنيين والعسكريين، ويهدّد كيانهم، فقدرات المقاومة الفلسطينية فيها والعمليات النوعية التي تستهدف قوات الاحتلال ومستوطنيه تتزايد، وبينما تلاحق العبوات الناسفة المتطوّرة عربات الاحتلال خلال اقتحامها المدن والقرى والمخيمات وتدمّرها، دخلت الصواريخ البدائية الصنع وذات المديات القصيرة في إطار استراتيجية الردع التي تنتهجها المقاومة ضد اعتداءات الاحتلال على المدن والمقدسات الفلسطينية.
وجاءت العملية النوعية التي شهدت إطلاق نار في منطقة “نحلات بنيامين”، وسط “تل أبيب”، وقتل خلالها شرطي إسرائيلي بالإضافة إلى إصابة مستوطنين يوم السبت الفائت، لتشكّل صدمة أمنية داخل كيان الاحتلال، ولا سيما أنها جاءت بعد عدوان جيش الاحتلال على جنين ومخيّمها شهر تموز الماضي، الأمر الذي دفع وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى المسارعة بالقول: إنها “بدّدت الإعلان عن تغيير قواعد المعادلة”.
ولا تنفصل هذه العملية البطولية عن سابقاتها التي استهدفت قوات الاحتلال ومستوطنيه بمعدل عمليتين على الأقل أسبوعياً، في سياق تعرية وفضح زيف ادّعاءات المسؤولين الإسرائيليين بتمكّنهم من ردع المقاومة وتحجيم قدراتها من خلال الاعتداءات المتتالية التي تطول الضفة الغربية منذ بداية العام وما زالت مستمرة بوتيرة عالية، حيث أسفرت عن استشهاد واعتقال عدد كبير من الفلسطينيين، بالإضافة إلى تدمير العديد من المنازل والسيطرة على آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين، بغرض تحويلها إلى مستوطنات غير شرعية.
ودفعت هذه العمليات النوعية قادة الاحتلال السياسيين والأمنيين وحتى وسائل إعلامه إلى التحذير من تفلّت الأمور من أيديهم وأن تتوسّع لتشمل مواقع أخرى، وتصبح أكثر إيلاماً، وصولاً إلى أن تصبح تحدّياً وجودياً لكيان الاحتلال، وخصوصاً في حال تمكّن المقاومة من نقل خبرتها في تكنولوجيا صناعة الصواريخ النوعية التي تمتلكها في قطاع غزة المحاصر إلى الضفة، وهو ما يمكن أن يغيّر من موازين القوى ويقوّي من ردع المقاومة عن طريق استثمار موقع مدن الضفة المحاذي للعديد من المستوطنات الإسرائيلية الأساسية والكبيرة.
في المقابل، لا يقف جيش الاحتلال مكتوف اليدين ويسعى إلى استهداف المقاومين واغتيالهم، كما حدث عندما اغتال ثلاثة مقاومين قرب دوار عرابة جنوبي جنين، وسيزيد من وتيرة اعتداءاته على القرى والمدن الفلسطينية، ويتحيّن الفرص للقضاء على من يعدّهم تهديداً أمنياً، ولن يوقفه عن ارتكاب مجازره بحجة العمليات الوقائية، سوى وحدة فصائل المقاومة ويقظتها لكل ما يحضّره الاحتلال، ومعركة “بأس الأحرار” كانت شاهداً على أن المقاومة جاهزة للمواجهة والدفاع عن الأراضي الفلسطينية المحتلة وردّ أيّ عدوان.
إبراهيم ياسين مرهج