لافروف يبحث مع نظيره الصيني الأزمة الأوكرانية
موسكو – وكالات
بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال اتصال هاتفي مع نظيره الصيني وانغ يي الأزمة الأوكرانية وقضايا التعاون الثنائي بين البلدين.
وقالت الخارجية الروسية في بيان: إن الوزيرين بحثا عدداً من قضايا الساعة، وتطرّقاً إلى عدد من القضايا الإقليمية الساخنة، بما فيها الأزمة الأوكرانية.
وأعرب الوزيران عن تقديرهما البالغ لتطور العلاقات الثنائية واستقرارها وديناميكيتها الإيجابية، في ظلّ الاضطرابات الجيوسياسية العالمية.
وأكّدت الوزارة رفض موسكو لسياسة المواجهة التي تنتهجها الكتلة الغربية إزاء روسيا والصين ومحاولات كبح تنميتهما عبر العقوبات وغيرها من الأساليب غير المشروعة.
بدوره أعلن وانغ أن السلطات الصينية تتخذ موقفاً مستقلّاً بشأن الأزمة الأوكرانية وتسعى جاهدة لإيجاد طريقة سلمية لحلها.
وشدّد وانغ على أن بلاده تُساهم بنشاط في عملية السلام وتعزيز المفاوضات بين الجانبين الروسي والأوكراني، مؤكّداً أن السلطات الصينية تتصرف بموضوعية وعقلانية بهذا الصدد.
من ناحيتها، اتهمت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا السلطات الأوكرانية بالضلوع في بيع الأعضاء بصورة غير شرعية والتستّر على “هذا البيزنس الدموي”.
وقالت زاخاروفا في مقال لها نشر في صحيفة “روسيسكايا غازيتا” اليوم الاثنين: “من المعروف منذ فترة طويلة أن أوكرانيا أصبحت واحدة من الدول “الرائدة” في العالم بعمليات زراعة الأعضاء غير الشرعية. وبدأت تظهر الفضائح المتعلقة بنزع الأعضاء من جثث الموتى بصورة غير قانونية منذ أواخر التسعينيات في أوكرانيا، على خلفية تدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي فيها”.
وذكرت زاخاروفا أنه في حزيران 2023 تم اعتقال موظف في منظمة خيرية على الحدود الأوكرانية السلوفاكية، تورّط في تهريب أطفال أوكرانيين إلى الخارج لبيع أعضائهم.
وقالت: “هذا يشير بوضوح إلى أن الدولة الأوكرانية تتستّر على الأعمال الدموية وتتغاضى عنها. وهناك أيضاً أدلة تشير إلى تورّط حاشية فلاديمير زيلينسكي فيها”.
وتابعت زاخاروفا: إن “هناك أدلة على أنه في حزيران 2023، اتفق ممثلو وزارة الصحة في إحدى دول الناتو مع الجانب الأوكراني على توريد ثلاجة تحتوي على أعضاء بشرية لزراعتها، بينها قرنيات العين وبعض العظام والأنسجة الضامة والقلوب والأكباد”.
وأضافت: شارك في الصفقة من الجانب الأوكراني “رجال أعمال فرديون” بمساعدة أشخاص من وزارة الصحة ومكتب الرئاسة الأوكرانيين.
وقالت: “سيصرخ شخص ما الآن ويقول: هذا مستحيل، التبرّع بالأعضاء بعد الوفاة وبيعها إلى الخارج تمّت شرعنتهما في أوكرانيا. وما يثير الاستغراب ليس ذلك وإنما حقيقة أن أعضاء فريق زيلينسكي غير مهتمين بنشر هذه المعلومات، رغم أنهم هم أنفسهم من رخّصوا بيع الأعضاء”.
من جهة ثانية، أكّدت متحدثة الخارجية الروسية أن اجتماع جدّة حول أوكرانيا لا يحظى بأي قيمة له، بمعزل عن مشاركة روسيا وأخذ مصالحها في الاعتبار.
وقالت زاخاروفا: “أحيطت الخارجية الروسية علماً بفحوى المشاورات حول الأزمة الأوكرانية بحضور شركائنا في “بريكس” وشركاء آخرين. ونتوقعّ أن يتبادل شركاؤنا تقييماتهم معنا. ونعيد تأكيد موقفنا تجاه ما تسمّى “صيغة زيلينسكي للسلام”، التي يحاول نظام كييف والغرب الترويج لها في مثل هذه الاجتماعات”.
وشدّدت على أنه لا يوجد أي نقطة من النقاط العشر في “صيغة السلام” التي طرحها زيلينسكي تهدف إلى إيجاد حل تفاوضي ودبلوماسي للأزمة، وأن مجملها إنذارات نهائية لا معنى لها تهدف إلى إطالة أمد القتال، مؤكدةً أن التسوية مستحيلة على هذا الأساس.
وأضافت: “من خلال الترويج لـ”صيغة” زيلينسكي، يحاول نظام كييف والغرب التقليل من الأهمية الكبيرة لمقترحات السلام للدول الأخرى واحتكار الحق في اقتراحها. وفي الواقع، هناك معركة ضد الأفكار المعارضة على الصعيد الدولي”.
واعتبر مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف، أن الاجتماع حول أوكرانيا في مدينة جدّة السعودية حدث لا معنى له، لأنه لم تتمّ دعوة روسيا إليه.
ميدانياً، أسقطت الدفاعات الجوية الروسية طائرتين مسيّرتين أوكرانيتين في سماء مقاطعتي بيلغورود الروسية الحدودية مع أوكرانيا وكالوغا الواقعة جنوب غرب موسكو.
وأعلن حاكم مقاطعة بيلغورود فياتشيسلاف غلادكوف في قناته على موقع تلغرام أن نظام الدفاع الجوي في بيلغورود أسقط طائرة دون طيار عند اقترابها من مدينة بيلغورود، لافتاً إلى عدم وقوع إصابات أو أضرار.
وحسب المصادر المحلية فإنه تم تسجيل سقوط 65 قذيفة أوكرانية في أنحاء مقاطعة بيلغورود خلال اليوم الماضي، ما ألحق أضراراً بمنزلين وخط للكهرباء، كما اندلع حريق في حقل للقمح، وأصيب شخصان إثر اصطدام حصادة بلغم.
بدوره أعلن حاكم مقاطعة كالوغا فلاديسلاف شابشا في قناته على تلغرام أن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت فجر اليوم طائرة دون طيار في منطقة فيرزيكوفسكي شرق مدينة كالوغا، مشيراً إلى أن الحادث لم يخلف إصابات أو أضراراً بالبنية التحتية.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تقدّم الجيش الروسي على محور كوبيانسك في مقاطعة خاركوف، وصدّ جميع هجمات قوات نظام كييف على مختلف المحاور خلال يوم الأحد الماضي، مؤكدةً في تقريرها اليومي حول نتائج العملية الخاصة أن قواتها تقدّمت خلال الأيام الثلاثة الماضية على طول الخط الأمامي في بلدتي أولشانا وقرية بيرفومايسكويه في مقاطعة خاركوفبنحو، 11 كيلو متراً على طول الجبهة، وأكثر من 3 كيلومترات في عمق دفاعات القوات الأوكرانية.
وأوضحت الوزارة أن خسائر القوات الأوكرانية على محور كوبيانسك في خاركوف بلغت نحو 110 عسكريين، في حين تم على محور زابوروجيه صدّ 3 هجمات أوكرانية، والقضاء على مجموعة تخريب واستطلاع أوكرانية، ومقتل حوالي 80 جندياً أوكرانياً.
ولفتت الوزارة إلى أن خسائر القوات الأوكرانية بلغت على محور دونيتسك 135 جندياً، وعلى محور جنوب دونيتسك 225 جندياً، وعلى محور كراسني ليمان 65 جندياً، وعلى محور خيرسون 20 جندياً.
وأشارت الوزارة إلى أن القوات الروسية استهدفت 107 وحدات مدفعية أوكرانية، وقوات ومعدات عسكريةً في 126 منطقةً، كما دمرت ثلاثة مستودعات ذخيرة في مقاطعة خاركوف ومركز قيادة اللواء الهجومي 95 المحمول جواً في دونيتسك.
وبينت الوزارة أن القوات الروسية اعترضت 9 صواريخ من طراز ستورم شادو و4 صواريخ هيمارس، وأسقطت 14 طائرةً مسيّرةً أوكرانيةً.