أخبارصحيفة البعث

الأمريكيون لا يثقون بالجيش

تقرير إخباري   

يعدّ الجيش الأمريكي المؤسسة الأكثر ثقة من الأمريكيين، لكن على الرغم من هذه الحقيقة، فإن الثقة في الجيش الأمريكي نفسه آخذة في التراجع، وهي نابعة من مجموعة متنوعة من الأسباب.

وفي هذا السياق كشفت صحيفة “بوليتيكو”، في مقالها الأخير الذي حمل عنوان “ثقة الأمريكيين في الجيش الأمريكي الأدنى منذ عقدين”، أنه بغض النظر عن الانتماء السياسي، ينظر الأمريكيون سواء كانوا جمهوريين أم ديمقراطيين أم مستقلين إلى الجيش الأمريكي بثقة أقل بكثير من التي كانت لديهم خلال 20 عاماً.

ويشير المقال إلى أنه بعد هجمات الحادي عشر من أيلول عام 2001، ارتفعت الثقة العسكرية ووصلت إلى أعلى من 70 في المائة حتى تراجعت في بداية عام 2021. وتزامن هذا التراجع مع الانسحاب العسكري الأمريكي من أفغانستان في العام نفسه، الذي كان يُنظر إليه على أنه كارثة بعد عقدين مما اعتقد العديد من الأمريكيين أنه مستنقع غير قابل للحل.

لقد أدّى الأداء الضعيف للمخططين العسكريين الأمريكيين ونظرائهم المدنيين في الانسحاب من أفغانستان إلى مقتل جنود أمريكيين ومدنيين أفغان، وترك أفغانستان في حالة من الفوضى. لقد ظلت مقاطع الفيديو التي تظهر الأفغان الذين تعاونوا مع المحتلين الأمريكيين وهم يتشبّثون بالطائرات العسكرية الأمريكية أثناء إقلاعها عالقة في أذهان الملايين في جميع أنحاء أمريكا وكذلك في جميع أنحاء العالم.

لم يكن واضحاً مصير عشرات الآلاف من أفراد الخدمة الأمريكية الذين تم إرسالهم في جولات متعدّدة في الخارج إما إلى العراق وإما إلى أفغانستان أو إلى كليهما، وعانوا من صدمات جسدية أو نفسية، وعادوا إلى بلدهم ليجدوا نظاماً يضعهم على قوائم انتظار طويلة للحصول على رعاية متدنية، أو عدم تلقّي أي رعاية على الإطلاق. لقد وجد هؤلاء الرجال والنساء صعوبة في التكيف مع الحياة المدنية بعد تجربة الطبيعة السريالية للقتال والاحتلال العسكري على بعد آلاف الأميال من الولايات المتحدة.

قضى هؤلاء العسكريون الأمريكيون سنوات من حياتهم بعيداً عن عائلاتهم وأصدقائهم، يقاتلون في الخارج من أجل مفاهيم مجردة مثل “الحرية” و”الديمقراطية” و”بناء الأمة”، ليعودوا إلى الوطن ورؤية أمتهم في حالة تدهور حاد، كما وجد هؤلاء العسكريون أيضاً وبعد المشاركة في التدخلات الأجنبية في الخارج، التي حرمت الناس من شمال إفريقيا إلى آسيا الوسطى من السلام والازدهار، أن احتمالات بناء حياة سلمية ومزدهرة في الوطن بعيدة المنال.

لم تتراجع ثقة الأمريكيين في الجيش الأمريكي فقط، بل تراجعت أيضاً ثقة الجيش الأمريكي بنفسه، حيث أشارت صحيفة “وول ستريت جورنال ” في مقالها “أزمة التجنيد العسكري: حتى المحاربون القدامى لا يريدون لعائلاتهم الانضمام إلى الجيش”، إلى أزمة متنامية تواجه مجندين في الجيش الأمريكي يواجهون صعوبة في العثور على أمريكيين مؤهّلين قادرين ومستعدين للانضمام إلى القوات العسكرية الأمريكية.

عناية ناصر