الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

تكريم كنان أدناوي على مسرح الدراما في دار الأوبرا

ملده شويكاني

” تريو” من أجمل ما كتبه عازف العود كنان أدناوي، وهي من المقطوعات الجديدة التي قدمها على مسرح الدراما في دار الأوبرا بشكل ثلاثي مع عازف الترومبيت والساكسفون دلامة شهاب، وعازف الإيقاع سيمون مريش الذي قدم مفاجأة لجمهور الأوبرا بضربه الإيقاع على الجرة مستخدماً تكوينها بأبعاد صوتية مختلفة.

 متتالية على الجرة

وقد عبّرت هذه المقطوعة الثلاثية عن معاني الترحال بتداخل ألحان العود مع إيقاع الجرة وامتدادات الساكسفون بلحن هادئ في البداية، ومن ثم يتصاعد اللحن بلحن سريع يتزامن مع العزف على العود، الذي يأخذ اللحن الأول مع تأثير إيقاع الجرة، لتأتي القفلة بفاصل صغير لمتتالية إيقاعية على الجرة.

ومباشرة ألحقها كنان أدناوي برفقة الفرقة الموسيقية بمقطوعة تراثية ” طلعت يامحلا نورها” مع تصفيق الجمهور.

تكريم كنان أدناوي

وتأتي هذه الأمسية بدعوة كريمة من مدير دار الأوبرا المايسترو أندريه معلولي، وبرعاية الدكتورة لبانة مشوّح وزيرة الثقافة تكريماً لعازف العود والمؤلف الموسيقي كنان أدناوي، الحاصل على الماجستير في الموسيقا من جامعة نيو إنغلند كونسرفاتوري في بوسطن في أمريكا، والحاصل على جوائز دولية، إضافة إلى مؤلفاته التي أغنت الموسيقا السورية.

ألبوم ” وتر”

ومن خلال الأمسية تمّ الاحتفاء بإطلاق ألبومه الثاني ” وتر” بعد الأول ” جو” فقدم مع الفرقة الموسيقية المرافقة المؤلفة من البيانو والهارب والقانون والإيقاع والناي والكمان والفلوت والكونترباص، بمشاركة الأساتذة الموسيقيين الأكاديميين المحترفين مقطوعات عدة من ألبوم وتر في القسم الثاني من الأمسية.

روح الأسطورة

منها مقطوعة ” افتتاحية تموز” المستمدة من روح الأسطورة والمعبّرة عن عودة الخصب والنماء وتجدد الحياة بزخم موسيقي قوي، فبدأت مع البيانو-إياد جناوي – والفرقة باستهلال هادئ تمهيداً لتصاعد اللحن الأسطوري الدرامي بتأثير ضربات الطبل الكبير والصنجات والإيقاعيات اللحنية –علي أحمد- وقوة آلات النفخ الفلوت والساكسفون مع الدرامز والمجموعة الإيقاعية –سيمون مريش- تخللها صولو الساكسفون- دلامة شهاب- مع الإيقاعيات الخفيفة والعزف التقني السريع للعود، ومن ثم دور العود والناي وصولاً إلى القفلة القوية.

التراث والرق

في حين امتزجت روح التراث باللحن الشرقي في مقطوعة ” تحية” بتوليفة الكمان والناي والبيانو، بلحن مبهج تخللته فواصل العود مع الرق، ومن ثم تدرجه على درجة صوت خافتة مع القانون والكمان والبيانو، ليتابع العود خطه اللحني الأول بمزج بين الشرقي والعزف التقني السريع في مواضع، وقد تخللها صولو الناي مع الإيقاعيات بدور الدف.

ومن ثم عزف أدناوي مع الفرقة المقطوعة الأساسية” وتر” التي حملت اسم الألبوم، الذي تم إطلاقه مؤخراً في غاليري مصطفى علي وبأمسيات أقيمت في محافظات عدة، كما تابع بعزف مقطوعات أخرى، منها مقطوعة أوغاريت الشهيرة التي عزفها مرات عدة.

 العزف المنفرد

استهلت الأمسية بالعزف المنفرد على العود لكنان أدناوي الذي درس على يد الأذربيجاني عسكر علي خلال دراسته بالمعهد العالي للموسيقا، فشغلت ارتجالاته المطوّلة القسم الأول من الأمسية، أظهر خلالها براعته باستخدام تقنيات جديدة لآلة العود بالعزف التقني ومساندة العزف بالضرب الإيقاعي الخافت على خشب العود، إضافة إلى  مزجه أساليب اللحن الشرقي والتقني بإدخال العزف التقني السريع مع أبعاد اللحن الشرقي بمشهدية رائعة.