إطلاق العمل بترميم ناعورة البشريات في حماة والمتحف الوطني في معرة النعمان
حماة – حسان المحمد
تفقدت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة المشوح اليوم عددا من المواقع والبيوت الأثرية في مدينة حماة، لا سيما موقع ناعورة البشريات الكبرى التي تعرضت للتصدع جراء الزالزال وباشرت الأمانة السورية للتنمية، ومديرية الآثار والمتاحف، أعمال تأهيلها وترميمها ضمن مجموعة البشريات، ثالث أكبر النواعير في حماه، وفق المعايير الخاصة بترميم المواقع الأثرية المسجلة على القوائم المؤقتة للتراث العالمي، وذلك بعد تعرض حجراتها للضرر.
كما شملت جولة وزيرة الثقافة أحد البيوت الأثرية في حي الجلاء، ومبنى قصر الوالي، الذي شهد خلال الفترة السابقة أعمال ترميم، وإعادة تأهيل شاملة.
ومن ثم تابعت الوزيرة إلى مدينة معرة النعمان في إدلب حيث تفقدت أعمال ترميم وتأهيل المتحف الوطني الذي تعرض له من أعمال تخريب على يد الجماعات الإرهابية المسلحة خلال السنوات الماضية.
وفي تصريح لها، بينت وزيرة الثقافة أن الوضع الحالي لمتحف معرة النعمان مرضٍ بشكل عام رغم محاولات العبث به وسرقة محتوياته، لكن الجهد الكبير الذي قدمه عمال الآثار والمتاحف جنباً إلى جنب مع مواطني وسكان المنطقة، مكن من حماية المتحف نوعاً ما.
يذكر أن المديرية العامة للآثار والمتاحف، بالتعاون مع سلطنة عمان الشقيقة، أعادت توثيق كافة القطع المتحفية في متحف معرة النعمان وغلفتها ونقلتها، وتعمل الآن على إعادة تأهيل وترميم هذا المتحف بما له من أهمية تاريخية ترتبط بمقتنياته وخاصة اللوحات الفسيفسائية المشهورة عالمياً، بالإضافة لساحة المعرة التي احتضنت تمثال المفكر والفيلسوف أبي العلاء، حيث أعيد صناعة التمثال بأيد فنية خبيرة، والآن بانتظار إعادة ترميم المركز الثقافي والمتحف المجاور والساحة التي تعتبر ساحة أثرية بامتياز، ولابد من إجراء بعض التعديلات عليها.
بدوره المدير العام للآثار والمتاحف نظير عوض أوضح أن تكلفة ترميم متحف معرة النعمان 800 مليون ليرة سورية.
وذكرت مديرة ثقافة ادلب فاتن سلهب أن متحف المعرة ومركزها الثقافي هما قبلة سياحية لأي زائر وإعادة ترميمهما ستسهم في إعادة إحياء العمل الثقافي إلى سابق عهده في المدينة.
وعرض مدير المتحف غازي علولو الإجراءات التي تمت لحماية المتحف من المخربين، وذلك عن طريق جمع القطع الأثرية المعروضة في الخزائن ووضعها في غرفة في قبو بجانب المتحف الرئيسي، ومن ثم إغلاق كافة الثغرات كالأبواب والنوافذ بشكل محكم، وبهذا يعتبر المتحف هو الوحيد الذي لم يستباح في معرة النعمان، حيث تم إغلاقه تماماً، ولم يسمح لأحد بالاقتراب منه بعد تضافر الجهود مع شرفاء المدينة الذين قدموا المساندة اللازمة.