روسيا: أي خطوات من “الناتو” تتعلّق بإجراءاتنا لتعزيز أمن “الاتحاد” ستزيد المخاطر النووية
موسكو – مينسك – تقارير
أكّد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل غالوزين أن تصريحات بولندا حول الأمن ذريعة أخرى لبدء جولة جديدة من الاستعدادات العسكرية.
ونقلت وكالة تاس عن غالوزين قوله: إن نشر قوات شركة فاغنر العسكرية الخاصة في بيلاروس ليس أكثر من ذريعة أخرى لوارسو كما فعلت من قبل، وتذرّعت بالتدريبات الروسية البيلاروسية المشتركة المخطط لها وبزيادة الهجرة غير الشرعية التي أثارها الغرب نفسه قبل عامين، وكل ذلك في محاولة للتستّر على خططها العسكرية .
وأضاف غالوزين: إن أي خطوات إضافية من جانب الناتو فيما يتعلق بإجراءاتنا المشروعة لتعزيز أمن دولة الاتحاد بين روسيا وبيلاروس غير معقولة، ولن تؤدي إلا إلى زيادة أخرى في التصعيد بما في ذلك زيادة المخاطر النووية، ونأمل بأن تفهم واشنطن وعواصم أوروبا الغربية ذلك.
واعتبر غالوزين أن جميع محاولات وارسو للترويج للموضوع مرتبطة فقط برغبة السلطات البولندية في زيادة أهميتها في نظر الشركاء في “الناتو”، وتبرير الإنفاق العسكري بمليارات الدولارات أمام مواطنيها.
وشدّد غالوزين على أنه من خلال الجهود المشتركة لدولة الاتحاد بين بيلاروس وروسيا سيتم الردّ بشكل متناسق على أي خطوات غير ودية تتخذها القيادة البولندية.
وكان وزير الدفاع البولندي ماريوس بلاشتشاك أعلن أن بلاده تعتزم نشر 10 آلاف جندي في شرق البلاد لحراسة الحدود مع بيلاروس.
من ناحيتها، أعلنت وزارة الدفاع البيلاروسية أن قواتها أحبطت خلال الأسبوعين الماضيين عددًا من محاولات التسلل لمناطق ومرافق عسكرية يمنع دخولها إلا لمن يحق لهم ذلك.
وذكرت الخدمة الصحفية التابعة لوزارة الدفاع البيلاروسية على قناة تليغرام: “تم تسليم عدد من الموقوفين للأجهزة الأمنية المختصة. كما تم احتجاز مشغل طائرة مسيّرة حاول إطلاقها فوق موقع إحدى الوحدات العسكرية.
وبحسب الوزارة ساهمت وسائل الحرب الإلكترونية في منع عدّة محاولات لتحليق طائرات مسيّرة فوق مواقع عسكرية مغلقة.
وفي سياق آخر، أعلنت الخارجية الروسية أن شركة مايكروسوفت الأمريكية تقدّم الدعم إلى نظام كييف، وتنتهج سياسة معادية لروسيا.
وقال غالوزين: إن (مايكروسوفت) هي واحدة من تلك الشركات التي أقحمت نفسها ليس فقط بالخطاب المعادي لروسيا، وإنما انتهجت أيضاً خطوات ملموسة ضدّ مصالح دولتنا.
وأشار غالوزين إلى أنه ومنذ بداية العملية العسكرية الخاصة قدّمت هذه الشركة دعماً مختلفاً لنظام كييف بحجّة تعزيز دفاعها الإلكتروني، كما أنها تتهم روسيا بتنظيم هجمات سيبرانية على المنشآت الأوكرانية، في حين يتم التغاضي وإخفاء حقائق التخريب والهجوم السيبراني الممنهج ضدّ البنية التحتية الحيوية لروسيا.
ولفت نائب وزير الخارجية الروسي إلى أن نهج (مايكروسوفت) يشهد مرة أخرى على أنها توظّف أنشطتها وتوجهها بما يتماشى مع المبادئ التوجيهية السياسية للولايات المتحدة.
وفي شأنٍ آخر، صرّح وزير الزراعة الروسي دميتري باتروشيف، بأنه سيتم قريباً البدء في توريد شحنات حبوب مجاناً من روسيا إلى دول في إفريقيا، مردفاً بالقول: “الحديث يجري عن 6 دول وعن شحنات يتراوح حجمها من 25 ألف طن إلى 50 ألف طن. يجري العمل على تنفيذ ذلك وفي المستقبل القريب ستبدأ عمليات التسليم”.
وعن وضع صادرات الحبوب الروسية في العام الزراعي الحالي، أشار باتروشيف، إلى أنه من المقرّر هذا العام تصدير حوالي 55 مليون طن من الحبوب، لكن الرقم مرشح للزيادة.
وشدد الوزير على أن روسيا ستحافظ على مكانتها كشريك موثوق به للدول الصديقية في مجال توريد المنتجات الزراعية ككل وليس فقط الحبوب.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن وحدات هجومية تحسنت مواقعها على طول خط الجبهة، بعمليات هجومية على محور كوبيانسك في خاركوف، كما تم القضاء على نحو 700 من الجنود الأوكرانيين على عدّة محاور خلال اليوم الماضي، حيث صدّت القوات الروسية سبع هجمات أوكرانية مضادة على محور كوبيانسك.
كذلك صدّت القوات الروسية وحدات من قوات الجيش الأوكراني، وعلى محوري جنوب دونيتسك وخيرسون تم صد هجومين أوكرانيين، كما تمت إصابة قوات ومعدات عسكرية أوكرانية في 146 منطقة، وتدمير مستودع ذخيرة، وموقعي قيادة لقوات كييف في دونيتسك، واعتراض 5 قذائف من راجمات الصواريخ هيمارس وأوراغان، وإسقاط 38 طائرة أوكرانية دون طيار.
إلى ذلك، أسقطت وسائط الدفاع الجوية الروسية 13 مسيّرة أوكرانية حاولت الهجوم على اتجاهي موسكو وسيفاستوبول.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: “تم إحباط محاولات هجومية إرهابية من قبل نظام كييف، بواسطة طائرات بدون طيار على أراضي مقاطعتي كالوغا وموسكو ومدينة سيفاستوبول في القرم”.
وأوضحت الوزارة أن الدفاعات الروسية دمرت مسيرتين حلقتا باتجاه موسكو، الأولى فوق مالوياروسلافسكي في مقاطعة كالوغا، والثانية فوق أودينتسوفو في ضواحي موسكو.
وأشارت الوزارة إلى أنه تم تدمير مسيّرتين بالقرب من مدينة سيفاستوبول و 9 مسيّرات أخرى بوسائط الحرب الإلكترونية، وتحطمت جميعها في البحر الأسود دون وقوع إصابات أو أضرار.
وفي وقتٍ لاحق، أعلنت الدفاع الروسية أن حاملتي صواريخ استراتيجيتين من طراز “تو 160” أكملتا مهمة فوق المياه المحايدة لبحر بارنتس، والمحيط المتجمّد الشمالي.
وقال بيان للوزارة: “أكملت حاملتا صواريخ من طراز البجعة البيضاء رحلة مخططا لها في المجال الجوي فوق المياه المحايدة لبحر بارنتس والمحيط المتجمد الشمالي لمدة 8 ساعات”، مشيراً إلى أن طائرات “سو 35 إس” قامت بتوفير حراسة للمقاتلتين خلال المهمة.
وأوضح البيان أنه تم تنفيذ الرحلة وفقاً للقواعد الدولية لاستخدام المجال الجوي، لافتاً إلى أن الطيران الروسي بعيد المدى يحلّق بانتظام فوق المياه المحايدة في القطب الشمالي وشمال الأطلسي والبحر الأسود وبحر البلطيق والمحيط الهادئ.
من جهةٍ أخرى، اعتقل الأمن الفيدرالي الروسي أحد سكان مقاطعة سمارا وسط البلاد بتهمة إرسال معلومات عن تحركات القطارات العسكرية الروسية إلى الاستخبارات الأوكرانية.
وقالت هيئة الأمن الفيدرالية الروسية في بيان: “تم إحباط نشاط إجرامي موجه ضدّ أمن روسيا مارسه مواطن من سكان مقاطعة سمارا ضالع في الخيانة العظمى”.
ووفقاً للبيان فإن الشخص المذكور بادر بمراسلة موظّف في الخدمات الخاصة الأوكرانية عبر الإنترنت، وقام بناء على تعليمات منه بتصوير قطارات عسكرية في منطقة سمارا ونقل الصور مع تعليقات حول موقع التصوير وعدد المعدات العسكرية.