الخارجية الروسية: ندعم جهود “إيكواس” لحل الأزمة في النيجر عبر الحوار
موسكو – نيويورك – تقارير
حذّرت وزارة الخارجية الروسية اليوم من أن التدخّل العسكري في النيجر قد يؤدي إلى مواجهة طويلة الأمد وزعزعة استقرار الوضع في منطقة الساحل والصحراء.
وقالت الوزارة في بيان: “إن الحل العسكري لتسوية الأزمة في النيجر يمكن أن يؤدي إلى مواجهة طويلة في ذلك البلد فضلاً عن زعزعة حادة للوضع في منطقة الصحراء والساحل”.
وشددت الخارجية الروسية على دعمها لجهود المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس” لإيجاد حلّ ومخرج من خلال الحوار بين الأطراف في النيجر لإيجاد سبل للخروج من الأزمة الحالية.
وبالنسبة لآسيا الوسطى، اعتبر مدير إدارة التعاون الاقتصادي بالخارجية الروسية دميترى بيرتشفسكي أن ضغوط الاتحاد الأوروبي وواشنطن على دول تلك المنطقة بشأن العقوبات المناهضة لروسيا تدخّل سافر في العلاقات الثنائية بين روسيا ودول المنطقة، كما تهدد تنفيذ المشاريع فيها.
ونقلت وكالة نوفوستي عن بيرتشفسكى قوله: إن “هذه الضغوط على الدول الصديقة في المنطقة أجبرتها على الانضمام إلى العقوبات المناهضة لروسيا وتقليص التعاون التجاري والاقتصادي مع بلدنا”، لافتاً إلى أن “مثل هذه التصرفّات تدخل فاضح في العلاقات الثنائية لدولنا، وتنتهك في الواقع الحق الحرّ فى بناء سياسة خارجية مستقلّة وخط اقتصادي خارجي، وتهدد تنفيذ المشاريع المفيدة للطرفين في منطقة آسيا الوسطى”.
وأعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل مؤخراً أن الاتحاد الأوروبي يريد الدخول في حوار مع دول آسيا الوسطى حول مسالة الامتثال للعقوبات ضدّ روسيا، لكنه يعتزم اتخاذ إجراءات ضدّ من يساعدون في الالتفاف عليها.
إلى ذلك كشف بيرتشفسكي عن اهتمام دول أمريكا اللاتينية وإفريقيا بإنشاء نظام تجاري تفضيلي مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وقال: “إن الدول الأعضاء في الاتحاد إلى جانب اللجنة الاقتصادية الأوروبية الآسيوية تدرس هذه الطلبات من وجهة نظر الجدوى الاقتصادية، ولم يتم الانتهاء بعد من تطوير المبادرات ذات الصلة”، لافتاً إلى أنه “تجري حالياً مفاوضات رسمية بشأن تحرير التجارة مع مصر والإمارات وإندونيسيا”.
من جهته، اعتبر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف أن استسلام أوكرانيا قد يفتح الطريق إلى السلام، ولكن الولايات المتحدة لا تريد ذلك ولا تكترث بدماء الأوكرانيين.
ونقل موقع آر تي عن مدفيديف قوله عبر “تلغرام”: “إن الذين يعانون في خنادق البلد المقسّم (في إشارة إلى أوكران) لا يحتاجون في الحقيقة إلا للاستسلام الذي ربما يفتح الطريق أمام السلام، لكن لا واشنطن ولا كييف تريد السلام، حيث أمريكا تريد سلطة مطلقة وفي سعيها لذلك لا تكترث بدماء الأوكرانيين”، لافتاً إلى أن الآلاف من جنود القوات المسلحة الأوكرانية يموتون أثناء الهجوم المضاد، لكن حتى هذا الجهد لن يساعد نظام كييف في البقاء.
وتعليقاً على المساعدات الأمريكية لنظام كييف أفاد مدفيديف بأن “الانتحاريين في الدبابات الغربية المحترقة لن يروا هذه الأموال، لن يروا سوى الموت، لكن هذه الأموال مهمة جداً لنخبة كبار السن من الحزب الديمقراطي الأمريكي وخدمه في الاتحاد الأوروبي”.
وفي سياقٍ متصل، أكد السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف أن الولايات المتحدة تحاول إطالة أمد الصراع في أوكرانيا، لافتاً إلى أن تخصيص مساعدات مالية جديدة لنظام كييف لن يؤدي إلى هزيمة روسيا.
وقال أنطونوف: “إن واشنطن تطيل أمد الصراع ويمكن ملاحظة نوع من الرغبة المجنونة لإلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا.. كل هذه الطموحات محكوم عليها بالفشل”.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير طائرة مسيّرة أوكرانية حاولت استهداف أحد المواقع في العاصمة موسكو.
وأشار بيان للوزارة إلى أن تعطيل حركة المسيّرة الأوكرانية تم باستخدام وسائل الحرب الإلكترونية، وسقطت وتحطّمت بمنطقة غابات غرب موسكو دون أي إصابات أو أضرار.
إلى ذلك، أعلنت الدفاع الروسية أن القوات الروسية أفشلت هجمات لقوات النظام الأوكراني في العديد من المحاور، واستهدفت نقطة انتشار مؤقت للمرتزقة الأجانب في منطقة زابوروجيه، فيما بلغت خسائر قوات ومرتزقة نظام كييف نحو 575 جندياً خلال يوم.
وأفادت الوزارة بأن القوات الروسية واصلت العمليات الهجومية على جبهة عريضة على محور كوبيانسك، وعزّزت مواقعها قرب بلدتي أولشانا وبيرشوترافنيفويه في مقاطعة خاركوف.
ووفقاً للوزارة تم في محور دونيتسك صدّ 5 هجمات، وفي محور جنوب دونيتسك تم صدّ 3 هجمات، وفي محور زابوروجيه تم صدّ 3 هجمات، وفي محور كراسني ليمان تم صدّ هجومين.
كذلك لفتت الوزارة إلى أن القوات الروسية دمّرت 4 مستودعات ذخيرة في دونيتسك وخاركوف وزابوروجيه، وأصابت قوات ومعدات عسكرية أوكرانية في 139 منطقة، واعترضت صاروخين من نوع “هيمارس”، وأسقطت 16 طائرة أوكرانية دون طيار.