أخبارصحيفة البعث

موسكو: العقوبات ضدّنا فشلت وزعزعت موثوقية النظام المالي المتمركز حول أمريكا

موسكو – تقارير   

تشهد الساحة الدولية متغيرات جذرية متسارعة بعد العملية العسكرية الروسية الخاصة لحماية دونباس، وخاصةً مع تزايد العقوبات الغربية، وما رافقها من حالة حياد دولية أو معارضة لتلك العقوبات الأحادية ضدّ روسيا، في تأكيد من معظم الدول على معاداتها للنهج الغربي في التدخّل في سياسات واقتصادات الدول، وإيقاعها في النزاعات والتوترات لمجرّد ضمان استمرار الهيمنة الأمريكية، أما على الصعيد الميداني فيتواصل تقدّم الجيش الروسي، وضربه لأهداف استراتيجية في الداخل الأوكراني، وتصدّيه لهجمات أو محاولات قوات كييف لتهديد سلامة البلاد.

وفي السياق، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل غالوزين، عن تزايد عدد الدول التي تدرك عدم شرعية ما يسمى بـ”العقوبات الغربية” وأضرارها.

ونقلت وكالة نوفوستي عن غالوزين، قوله: “يمرّ الوقت، ويدرك عددٌ متزايد من البلدان بوضوح عدم شرعية ما يسمى بـ(العقوبات الغربية) وأضرارها، ليس فقط على الدول التي فُرضت عليها، بل كذلك على الدول التي تشارك في هذا النهج الغربي غير المشروع”.

ولفت غالوزين إلى مواصلة روسيا تطوير التعاون التجاري والاقتصادي بشكل تدريجي مع الدول الأعضاء في رابطة الدول المستقلة، مشيراً إلى عزم روسيا على مواصلة هذه العملية.

وفي السياق ذاته، أكّد السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف، أن العقوبات الغربية ضدّ روسيا فشلت، وأظهرت للعالم عدم موثوقية النظام المالي المتمركز حول الولايات المتحدة.

وقال أنطونوف: إننا نعتبر العقوبات الأمريكية الجديدة ضدّ روسيا محاولة من قبل السلطات الأمريكية لتهدئة الانتقادات المتزايدة داخلياً حول فشل السياسة التقييدية للبيت الأبيض، حتى الذين يعانون من رهاب الروس المحليين نجدهم يدركون تماماً أنه لم يكن من الممكن تدمير اقتصادنا وتقويض السيادة التكنولوجية لروسيا.. تم تأكيد هذه الحقيقة من قبل خبراء من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي”.

ولفت أنطونوف إلى عدم تأثير الهجمات الغربية على القطاع الاقتصادي الروسي، ما يسمح للشعب الروسي بالتطلّع إلى المستقبل بثقة، مؤكّداً أن الدول التي لم تشارك في العقوبات الغربية أصبحت مقتنعة بعدم موثوقية النظام المالي المتمركز حول الولايات المتحدة.

بدوره، أعلن رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي ليونيد سلوتسكي أن بلاده يمكن أن تستأنف المفاوضات مع أوكرانيا، ولكن في ظروف إقليمية جديدة.

وتعليقاً على تصريحات وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا بأن المجتمع الدولي يميل بشكل متزايد نحو ضرورة إجراء مفاوضات لإنهاء النزاع، قال سلوتسكي: “عاجلاً أم آجلاً سنعود بالتأكيد إلى حيث توقفنا، وهو الوضع المحايد، ونزع السلاح في أوكرانيا، ولكن ذلك سيجري كما هو واضح في ظروف إقليمية أخرى لكييف”.

وأشار سلوتسكي إلى أن المزيد من دول العالم اليوم أدركت الأسباب والخلفية الحقيقية للنزاع الأوكراني، وتوقفت عن دعم الغرب في المواجهة مع روسيا.

وفي الشأن العسكري، تفقّد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو حاميات نائية للأسطول الروسي الشمالي، في منطقة القطب الشمالي.

وقال في بيان لوزارة الدفاع الروسية: إن شويغو فحص خلال جولته سير تنفيذ المهام الموكلة للوحدات الخاصة المنتشرة في أرخبيل نوفايا زيمليا بالقطب الشمالي، بما في ذلك استعدادها للعمل على حماية المواقع الحيوية والدفاع عنها.

ولفت البيان إلى أن الوزير شويغو اطلع على جاهزية مرافق البنية التحتية الاجتماعية في قرية بيلوشيا غوبا في نوفايا زيمليا ، كما قام بجولة جوية فوق مواقع ميدان التجارب المركزي لروسيا الاتحادية.

يُذكر أن الدفاع الروسية أعلنت انطلاق تدريب للقيادة والأركان على قيادة القوات التابعة للأسطول الشمالي، لأداء المهام المتعلقة بحماية سيادة روسيا في مياه الطريق البحري الشمالي.

ميدانياً، أعلنت الدفاع الروسية توجيه ضربة جوية ناجحة لمطار عسكري في مقاطعة إيفانو فرانكوفسك غرب أوكرانيا، وإيقاع إصابات محققة فيه، مبينةً في تقريرها اليومي حول العملية الخاصة أن القوات الروسية نفّذت ضربة مكثّفة بأسلحة عالية الدقة بعيدة المدى تطلق من الجو على مطار عسكري بالقرب من بلدة كولوميا بمقاطعة إيفانو فرانكوفسك، وحققت الضربة أهدافها.

وأضافت الوزارة: إن القوات الروسية حسّنت على محور كوبيانسك خلال عمليات هجومية مواقعها على الخط الأمامي، فيما تمّ صد 8 هجمات مضادّة أوكرانية، وخسرت قوات نظام كييف على هذا المحور نحو 70 جندياً، مشيرةً إلى أنه على محور دونيتسك تم صدّ 7 هجمات للقوات الأوكرانية وتدمير مستودع ذخيرة والقضاء على أكثر من 110 جنود.

وعلى محور جنوب دونيتسك تم صدّ هجمتين، وتجاوزت خسائر القوات الأوكرانية الـ130 جندياً، أما على محور زابوروجيه فتم صدّ 3 هجمات، وقتل أكثر من 40 جندياً، أما على محور كراسني ليمان فقد تم صدّ 3 هجمات، وبلغت خسائر القوات الأوكرانية نحو 90 جندياً، وعلى محور خيرسون تم القضاء على نحو 35 جندياً.

كذلك تم ضرب مركز القيادة الأمامية للفيلق الـ10 الأوكراني قرب مدينة أورخوف في زابوروجيه، وتدمير مستودع لأسلحة الصواريخ والمدفعية، وآخر للمواد والوسائل التقنية فيها أيضاً، فيما اعترضت الدفاعات الجوية الروسية 29 طائرة أوكرانية دون طيار.

وفي وقتٍ سابق، أعلن رئيس جمهورية القرم سيرغي أكسيونوف أن قوات الدفاع الجوي الروسي أسقطت صاروخين في منطقة مضيق كيرتش، موضحاً أن جسر القرم لم يتضرّر إثر ذلك.

بدوره أشار أوليغ كريوتشكوف، مستشار رئيس القرم إلى أن حركة المرور على جسر القرم ستستأنف في الوقت القريب.

وفي دونيتسك الشعبية، أكّد القائم بأعمال رئيس الجمهورية دينيس بوشيلين أن قوات النظام الأوكراني، تستخدم القذائف العنقودية المحظورة دولياً في قتل المدنيين في الجمهورية بشكل يومي، وقال بوشيلين: إن دونيتسك وغورلوفكا وماكيفكا تتعرّض كل يوم لقصف بقذائف عنقودية، ويقُتل الناس ويصابون.. ناهيك عن عدد القذائف غير المنفجرة المتبقية في الشوارع والتي تهدد بمآس محتملة بعد أيام أو أشهر.

وفي القرم، أفشل الجيش الروسي هجوماً إرهابياً نفّذه النظام الأوكراني على مناطق في شبه الجزيرة.

وأكّدت الدفاع الروسية في بيان أنه تم إحباط محاولة نظام كييف لتنفيذ هجوم إرهابي بواسطة 25 طائرة من دون طيار على أهداف في أراضي شبه الجزيرة، حيث تمّ تدمير المسيّرات الأوكرانية بنيران أنظمة الدفاع الجوي وبوسائط الحرب الإلكترونية، فتحطّمت في البحر الأسود قبل الوصول إلى أهدافها، دون وقوع إصابات أو أضرار في الجانب الروسي.

وفي مقاطعتي كالوغا وبيلغورود، أسقطت الدفاعات الجوية الروسية ثلاث مسيّرات أوكرانية، وقال حاكم مقاطعة غالوكا الروسية فلاديسلاف شابشا: إن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت مسيّرة في منطقة دزيرجينسكي بالمقاطعة ليلاً، دون وقوع إصابات أو أضرار.

بدوره أعلن حاكم مقاطعة بيلغورود فياتشيسلاف كلادغوانه أن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت مسيّرتين في سماء المقاطعة، إحداهما كانت متجهة نحو مدينة بيلغورود، والأخرى بالقرب من قرية باتراتسكايا داتشا في بلدة شيبيكينسكي.

إلى ذلك، أعلنت المنطقة العسكرية الغربية للجيش الروسي تحطّم طائرة سو 30، في منطقة خالية من السكان، أثناء قيامها برحلة تدريبية في مقاطعة كالينينغراد غرب البلاد، ما أدّى أيضاً إلى وفاة الطاقم، موضحةً أن سبب الحادثة وفقاً للمعلومات الأولية عطل فني.