“قرية المشعوذة”.. حين ينتصر الخير أخيراً
طرطوس- محمد محمود
بضحك وسخرية حاول أبطال مسرحية “قرية المشعوذة” إيصال رسائلهم إلى جمهور ثقافي طرطوس، في مسرحية فريدة من نوعها عرضت ظهر يوم الإثنين ١٤ آب، ولاقت تفاعلاً إيجابياً من جمهور متعطش للأعمال المسرحية التي تخص الأطفال.
العرض المسرحي حمل أفكاراً حول الانجرار للخطأ، والتخلي عن القيم الأخلاقية، والطمع بالأشياء التي لا نمتلكها فنتجه إلى الطمع لنحصل عليها بدل الجهد والمثابرة، فكل شيء يأتي بالأمر السهل يذهب بسرعه دون قيمة.
فكرة المسرحية كما تحدث عنها المخرج حسن نصر للبعث تصور قريه قديمة يسكنها شعب أصيل، يعمل بأراضيه ويتمسك بجذوره، لكن تدريجياً انتشر الشر بين ساكنيها، فتخلوا عن صفاتهم الخيرة واستبدلوها بالشر حاصلين على رغباتهم ومتطلباتهم بالسحر والشعوذة، وتخلوا عن مبادئهم حتى تمكن السحر من السيطرة عليهم، وتحويلهم إلى مسوخ حية، بواسطة مشعوذة شريرة، ليستنجدوا أخيراً بحاكمة قريتهم عشتار التي طالما قدمت إليهم يد العون ليصلحوا ذاتهم دون الاستماع إليها في البداية، فقدمت لهم حل التعاون والتوحد يداً بيد للتخلص من المشعوذة ليذهبوا إلى قريتهم متحدين ويقضوا على الشر بالمنطقة، ويعودوا راضين بما قسم لهم.
الصعوبات التي واجهت العمل كما تحدث المخرج نصر هي التعامل مع فئات عمرية مختلفة وضبط سلوكهم وتوحيدهم لينتجوا الأفضل، مبيناً: هدفنا هو الطفل وتقوية سلوكه وتنميه قدراته وإمكانيته بالتعامل مع المجتمع بطريقه إيجابيه، وتجربة العمل ممتازة مع الأطفال الذين شكلوا فريق مسرحي وقدموا الكثير من العروض المتنوعة، تضم المسرحية أربعة عشر شخصية بأدوار مختلفة ومبنية بتوازن لإيصال الأفكار المطلوبه، وتم استخدام اللغة الفصحى في أداء الأدوار.
ومن المشاركين في العمل شيماء المحمود عمر ١٤ عاماً بدور عشتار حاكمة القريه تحدثت عن مشاركتها بالقول: التجربة فريدة ومميزة وتجسد شخصية الخير بالعرض. في حين جسدت نتالين السليم ١٤ عاماً شخصية المشعوذة قائلةً: تطلب مني الدور عملاً كبيراً لأتمكن من إيصال الفكرة بأن من يعطي لمصلحة وغاية بشعة يجب أن نبتعد عنه ومع ذالك المجهود استمتعت كثيراً بلعب الدور وأحب أن أكون قريبة من المسرح لإيصال الرسائل التوعوية للأطفال والمشاهدين على حد سواء.
ومن الشخصيات روز محفوض عمر ١٠ سنوات لعبت شخصية الطفلة التي خالفت أوامر والدتها وتمكن الشر من إسقاطها وعن تجربتها تحدثت: كانت أيام التدريب جيدة فكنا بكل لحظه نتعلم أشياء جديدة فالشكر للمسرح الذي جعلنا نسبق أعمارنا بالمعرفة.
العرض لاقى تفاعلاً إيجابياً من الجمهور الذي أكد أهمية تلك الأعمال في تعزيز المفاهيم النبيلة عند الأطفال.