“ديو” منير وفارس يضيع في “عجقة” العرسين الثّقافيين
الـ”ديو” المفاجأة
في زحمة الأخبار والـ”تريندات” والأعراس الثّقافية الجميلة و”غير الجميلة”، لم ينتبه كثير من محبّي الفنّان المصري محمد منير والمغنية الاستعراضية اللبنانية ميريام فارس إلى الـ “ديو” الذي جمعهما، مؤخّراً، تحت عنوان “السّاحل الشّمالي”، وهو من كلمات وألحان وتوزيع محمد رحيم وإنتاج “كرافت ميديا”، وطُرح منذ أيّام عبر الـ “يوتيوب” ومنصّات الاستماع في الوطن العربي، ولاسيّما أنّ جزءاً كبيراً من جمهور منير ما يزال مأخوذاً بأغنيته الأخيرة “لا لالي” التي أطلقها العام الماضي، ولكن على ما يبدو لم تصل إليهم إلّا منذ بضعة شهور.
أمّا أولئك الذين قرؤوا الخبر وسمعوا الـ “ديو” فقد انقسموا إلى قسمين، الأوّل: أحبّه وأعجب فيه، والثّاني: استهجنه وعدّه تقليلاً من قيمة منير المعروف بتاريخه الفنّي المميّز والفريد، وهذا ما علّق عليه محمد رحيم في لقاء تلفزيوني لإحدى القنوات المحلية المصرية بالقول: محمد منير فنّان كما يقال “قماشته واسعة جدّاً”، ويحتمل أن نجرّب معه أشكالاً كثيرةً، كما أنّه فنان يغنّي خارج المألوف ويحبّ دائماً الكلمة الجديدة، ويغنّي بأشكال مختلفة تماماً، وهذا ما شجعني أن أقدّم له عملاً فيه “خفة الدّم دي”، مضيفاً: “ميريام فارس إنسانة طيبة وفنّانة مجتهدة ولديها جمهور كبير يحبّها، وعندما عرضت عليها الفكرة رحّبت فيها وأدّت الأغنية بشكلٍ جيّد، والأغنية هي عبارة عن رسالة حبّ إلى جميع الشّعوب”.
بدورها، أهدت فارس الأغنية إلى كلّ الشّعب العربي، تحديداً في مصر، وقالت عبر حسابها على الـ”فيسبوك”: “أنا أعشق اللهجة الإسكندرانية منذ صغري، فقد اعتدنا على سماعها في الأفلام المصرية القديمة، والآن أنا أغنّيها مع أسطورة الفنّ العربي الـ”كينغ” محمد منير، وأفتخر بمشاركته في هذا العمل المميز”.
“هوى” سوري
منذ تأسيسها، استقبلت دار الأوبرا في دمشق مغنّين ومطربين وموسيقيين كثر، عزفوا موسيقا الحب وغنّوا قصص الحبّ بشغف، وربّما بحسرة وشوق ورغبة في وجود حبّ حقيقي يجمع ذكراً وأنثى بصدق يكلل بالزّواج.
واليوم، أوّل مرّة في تاريخ هذه الدّار، تتحوّل قصة الأغنية إلى حقيقة جميلة، تحديداً أغنية “حالة غريبة” التي غنّاها في الماضي عبد الحليم حافظ وشادية، وأدّاها، اليوم، الثّنائي المغنّي عبد الملك إسماعيل خريج المعهد العالي للموسيقا والطّالبة ديانا سعيد خلال الأمسية التي جمعت عدداً من المغنين الشّباب بعنوان: “ثنائيات غنائية” مع الفرقة الوطنية السّورية للموسيقا العربية بقيادة المايسترو عدنان فتح الله، وختمها إسماعيل بطلب الزّواج من زميلته أمام الجمهور الذي تفاعل معها بالتّصفيق والزّغاريد، ومن ثمّ على صفحات التّواصل الاجتماعي، وكذلك الأصدقاء من زملاء ومدرّسين وقادة أوركسترا، ومنهم المايسترو محمد زغلول الذي كتب على حسابه الشّخصي على الـ”فيسبوك”: في زمن الحرب، هو حبّ الحياة وحبّ الموسيقا وحبّ المكان الذي جمع عبد الملك وديانا منذ سنوات وتبلور هذا الحبّ في الأمس، عندما طلب يدها أمامنا جميعاً على المسرح.. هذا الحبّ النّقي الذي أعطى للجميع جرعة تفاؤل في هذا الزّمن الصّعب.
ونحن بدورنا نبارك للعروسين ونتمنّى لهما حياة رغيدة سعيدة، وكلّنا أمل بأن تكلّل كلّ قصص حبّ كلّ المثقفين العاملين في هذا المجال وغيره بنهاية سعيدة، وأن تكون قدوةً حسنةً لكلّ مثقّف يتباهى بـ”دنجوانيته” هنا وهناك ولا يعرف من الحرية سوى هذا الشّق المتعلّق بالعشق والهيام.
التّصيّد حقداً
ما يزال “الخطأ القاتل” الذي وقع فيه المغنّي التّونسي صابر الرّباعي أثناء إحيائه حفلاً ضمن مهرجان قلعة دمشق، عوضاً عن شكر صفاء سلطان على محبتها وتفاعلها، قال أمل عرفة، يتصدّر الأخبار الفنّية، لكنّه وللأسف ما يزال بصيغته الأولى التي كُتب ونُشر فيها أوّل يوم من “الحدث الجلل”، فلم يعدّله المتصيّدون ويذكروا تصريح صفاء سلطان الذي تقول فيه: “أنا أحبّ صابر على المستوى الشّخصي ومن عشّاقه كفنان، وفي منزلي أسمع أغانيه دائماً، ومن فرحي الشّديد بوجوده لم أستطع الجلوس لأنّي كنت سعيدة جدّاً ووجوده في دمشق عزيز علينا”. مضيفةً: إنّه يعرفني ونحن أصدقاء، لكن ما حصل سببه أنّه في الأصل يضع نظّارة طبّية وأنّ المطرب عندما يقف على المسرح لا يستطيع رؤية الجمهور جيّداً بسبب الإضاءة، منوّهة بأنّ ما حصل مادّة إعلامية جميلة لم تزعجها، وموضّحةً: “شرف لي أن أشبه أمل عرفة، حتّى أنّي أثناء الحفل طلبت من الجمهور أن نحييّ الفنّانة أمل بصوت واحد”.
بدورها، وعبر حسابها على الـ”أنستغرام” عبّرت أمل عرفة عن حبّها لسلطان وقالت: “صفاء الحلوة من برا ومن جوا ياريت أنا أشبهك يا قمر”، وللرّباعي قالت: “نوّرت الشّام يا فنان”.
وبذلك يكون هذا الخبر أشبه بخبر العرس السّابق من حيث الشّهرة وسرعة الانتشار لا من حيث المضمون، ففي هذا العرس رقصت سلطان فرحاً على أغنيات الرّباعي وهذا أمر أقلّ من الطّبيعي، فالإنسان يحضر هكذا مناسبات من أجل الحصول على جرعة فرح وسعادة لا من أجل الغمّ والنّكد، وفي النّهاية كلٌّ يعبّر عن مشاعره بطريقته، لذا كان من غير المعقول أبداً أن يربط البعض رقص سلطان بالخطأ الذي حصل والقول: “عملت وصلة على الفاضي”؟، وكأنّها ترقص متعمّدة جذب انتباه شخص واحد، وكأنّ الجمهور لم يعد يعرف شخصية سلطان المرحة والمحبة للفرح والسّعادة والصّريحة والمتوازنة، ونقول متوازنة لأنّها تتصرّف على طبيعتها ولا تنافق ولا تجامل ولا تتصنّع كحال كثير من الفنّانين والمثقّفين!.
نجوى صليبه