نبض رياضي أحلام كرتنا أكبر من واقعها
البعث الأسبوعية – مؤيد البش
زاد اجتماع الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم الذي عقد يوم الأحد الماضي من القناعة بأن كرتنا تعيش فجوة كبيرة بين الأحلام والمتوقع وبين الواقع الأليم الذي تعيشه كافة مفاصلها بدءاً بالأندية وانتهاء باتحاد اللعبة.
فمن تابع الاجتماع يدرك أن الاتحاد يسعى وبكل قوته لتنفيذ ما وعد به فيما يخص تطوير الفئات العمرية، واستحداث مسابقات تصب في هذا التوجه إلى جانب تطبيق رؤية جديدة للدوري الممتاز والالتزام بروزنامة ثابتة لمبارياته.
الطبيعي أن هذه الأفكار كانت ومنذ زمن طويل مطلب الخبرات والمتابعون والشارع الرياضي، لما لها من فوائد في بناء وتطوير اللعبة على أمل حصد الثمار في المستقبل القريب إن كان على صعيد المواهب أو النتائج.
لكن وسط الأطروحات الإيجابية تبرز حالة ضعف وغياب الأسس الصحيحة للبناء، والبداية من الاحتراف الذي لم يطبق بالشكل الصحيح فحوّل أنديتنا لمجرد مستهلك دون وجود أي إنتاج يساعد على تطوير اللعبة، فبات هم الأندية واهتمامها “تدبير” المال اللازم لعقود اللاعبين والمدربين لفئة الرجال فقط، مع نسيان أو تناسي بقية الفئات التي بات وجودها مجرد ديكور زائد.
وبالتالي آثار هذا الاحتراف انعكست بشكل غاية في السوء على محاولة الخروج عن هذا النمط، فاتحاد الكرة قرر إقامة دوري لفئة “تحت 23سنة” لإنقاذها من الاندثار وجعلها رديفة لفئة الرجال، لكن الأندية رفضت الفكرة وباتت تهدد بعدم المشاركة بسبب عدم رغبتها أو قدرتها على تأمين مستلزماتها المالية، كما أن الاتحاد أطلق مشروع تطوير الفئات العمرية لكن العثرات كانت ولاتزال كثيرة.
أمام هذا الواقع القاتم يبدو طرح أي فكرة جديدة وتنفيذها صعباً بل قريباً من المستحيل في ظل تعنت الكثير من المفاصل عن التجاوب، وعليه البداية يجب أن تكون من محاولة تحسين جوانب الثقافة الكروية لكوادر اللعبة في مختلف المفاصل، ففكرة الفوز السريع وتجميع اللاعبين في فريق واحد لن يوصل لنتيجة وحصر التفكير في تأمين مال لصرف على الاحتراف ليس الهدف الحقيقي للرياضة، كما أن الهروب للأمام عبر ذرائع ومبررات باتت قديمة ومحفوظة، وعليه فتغيير العقلية أهم بكثير من المشاريع المستقبلية.