الصين .. مادة الحملات الانتخابية الأمريكية
تقرير إخباري
وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن الصين بأنها “قنبلة موقوتة” في حملة لجمع التبرعات السياسية في ولاية يوتا قبل أيام، لكن هل الصين أم الولايات المتحدة هي “القنبلة الموقوتة” فيما يتعلق بالاقتصاد العالمي؟.
ليس من المناسب أن يتحدث رئيس الولايات المتحدة عن الصين بهذه الطريقة، ولا أن يذكر الحقائق الأساسية بشكل خاطئ، والتي حصل عليها بطريقة خاطئة حول معدل النمو في الصين، وعدد الأشخاص في سن العمل، وعدد الأشخاص المتقاعدين، بل إنه لأمر أكثر إثارة للغضب أن يزعم أنه بسبب وجود هذه المشاكل الزائفة في الصين يواجه الأشخاص مشاكل ويفعلون أشياء سيئة. “الناس السيئون” هي إهانة للشعب الصيني، لأنه من غير اللائق أن يتحدث زعيم الولايات المتحدة عن الشعب الصيني بهذه الطريقة غير المحترمة.
يبدو أن تقريع الصين بات مكوناً مهماً للحملات السياسية قبل الانتخابات، وأصبحت منافسة لمعرفة من يمكنه التحدث بأكبر قدر من الهراء عن الصين لمجرد جذب انتباه الشعب الأمريكي. ومع ذلك، إذا كان القصد من قوله أن الصين “القنبلة الموقوتة” لمحاولة إعادة انتخابه، فإنه سيحرج نفسه فقط من خلال إظهار مدى انفصاله عن الواقع.
تواجه جميع الاقتصادات تحديات من أنواع مختلفة للتعافي من الدمار الذي خلفته جائحة كوفيد 19، والصين ليست استثناء. ومع ذلك فقد أظهر الاقتصاد الصيني مرونته ويعمل بشكل جيد بحيث لا يجعلها “قنبلة موقوتة”، كما تروج الولايات المتحدة.
إن “القنبلة الموقوتة” هي الولايات المتحدة بكل تأكيد، لأنه عندما يتعلق الأمر بالاقتصاد الأمريكي، تخفض وكالة “فيتش” للتصنيف الائتماني تصنيف ديون واشنطن، وتحمل المسؤولية للـ “التدهور المستمر في معايير الحوكمة على مدى العشرين عاماً الماضية فيما يتعلق بالمسائل المالية والديون”. لذا فإن الاقتصاد الأمريكي يعاني من مشكلة مزمنة وليست مجرد صعوبات مؤقتة.
بالإضافة إلى ذلك فإن الولايات المتحدة هي التي دعت إلى النزعة الأحادية والحمائية في تجارتها مع بقية العالم، الأمر الذي أضر بشكل خطير بالصناعة العالمية وسلاسل التوريد وأضر بنمو الاقتصاد العالمي. لذلك، إن الألعاب الجيوسياسية الأمريكية هي أكبر عائق وتهديد للاقتصاد العالمي، وعليه إذا كان بايدن يريد التحدث عن “قنبلة موقوتة” فيجب أن يتحدث عن بلده.
هناء شروف