الجيش الروسي يدمّر قافلة أسلحة غربية وسط أوكرانيا
موسكو – وكالات
حتى الحرب بالوكالة، لم يتمكّن حلف شمال الأطلسي “ناتو” من إدارتها ضدّ روسيا، الأمر الذي يدفعه دائماً إلى الشعور بالعجز أمام الجيش الروسي الذي تمكّن حتى الآن من القضاء على ترسانة عسكرية ضخمة لدول الحلف على أراضي أوكرانيا، حيث تحوّلت مدرعات الحلف وعرباته ومدفعيته إلى خردة، وظهر واضحاً أن السلاح الذي يضخه الحلف على الجبهة لن يأتي إلا بنتيجة واحدة هي إطالة أمد الصراع وزيادة القتلى في صفوف الجيش الأوكراني.
فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها تمكنت من صدّ جميع هجمات قوات نظام كييف على عدّة محاور خلال يوم الأحد الماضي، فيما قُتل أكثر من 500 جندي أوكراني خلال المعارك.
وجاء في تقرير الوزارة أنه تم على محور كوبيانسك صدّ هجمات قوات كييف، وتعزيز مواقع القوات، وعلى اتجاه لوغانسك أحبط الجيش الروسي هجومين في منطقة تشيرفونايا ديبروفا، أما على اتجاه دونيتسك، فقد بلغت خسائر القوات الأوكرانية العشرات من المدافع ذاتية الحركة والمعدات العسكرية.
ووفق التقرير أيضاً صدّت القوات الروسية 5 هجمات للقوات الأوكرانية، ودمرت مستودعاً للذخيرة على اتجاه زابوروجيه.
وتمكنت الدفاعات الجوية الروسية من إسقاط طائرة أوكرانية من طراز “سو 25”، كما تم اعتراض ثلاثة صورايخ من طراز “هيمارس” و”أوراغان”، إضافة إلى إسقاط 36 مسيّرة في لوغانسك ودونيتسك وخيرسون.
وفي وقتٍ سابق أعلن الجيش الروسي عن قيام قواته الجوية بتنفيذ ضربة صاروخية دقيقة استهدفت قطاراً محمّلاً بالأسلحة الغربية في محطة ميجيفايا بمقاطعة دنيبروبيتروفسك وسط أوكرانيا في ضربة ثانية من هذا النوع خلال أسبوع.
وقال رئيس المركز الصحفي للقوات الروسية التابعة لمجموعة الجنوب فاديم أستافيف وفقاً لوكالة نوفوستي: إن الضربة الصاروخية دمّرت ثلاث قاطرات كانت محمّلة بالذخيرة، و10 عربات أخرى للشحن، وقضت على عدد كبير من عسكريي كييف المرافقين للشحنة.
وأشار إلى أن القوات الروسية قصفت براجمات صواريخ تورنادو تجمّعاً قيادياً محصّناً لقوات كييف بمنطقة نوفودميتروفكا في دونيتسك.
إلى ذلك، أحبط الجيش الروسي هجوماً إرهابياً جديداً شنّه نظام كييف بمسيّرتين استهدفتا موسكو صباح اليوم، وتم إسقاطهما في ضواحيها دون أن يسفر الاعتداء عن إصابات.
وأفادت الدفاع الروسية في بيان بأنه “عند الساعة الـ6.50 بتوقيت موسكو، تم رصد طائرة دون طيار أوكرانية وإسقاطها بوسائط الحرب الإلكترونية في مدينة أودينتسوفو بضواحي موسكو الغربية، دون وقوع إصابات”.
كذلك أعلنت وزارة الدفاع الروسية إسقاط مسيّرة ثانية عند الساعة الـ8.12 صباحاً، اقتربت من مدينة إيسترا شمال غرب موسكو.
بدوره، أعلن فلاديسلاف شابشا حاكم مقاطعة كالوغا جنوب غرب روسيا أن الدفاعات الجوية أسقطت مسيّرة أوكرانية في منطقة كيروفسكي بالمقاطعة، مؤكداً أن الحادث لم يسفر عن وقوع إصابات أو أضرار.
وفي سياق متصل أسقطت الدفاعات الروسية مسيرتين أوكرانيتين استهدفتا موسكو، حيث تم تدمير إحداهما في مدينة أودينتسوفو بضواحي موسكو الغربية، والثانية قرب مدينة إيسترا شمال غرب المدينة.
وفي مقاطعة روستوف على الدون جنوب غرب روسيا، أعلن فاسيلي غولوبيف حاكم المقاطعة أن صوت الانفجار العنيف الذي سمع في مدينة روستوف عاصمة المقاطعة صباح اليوم نجم عن اختراق طائرة حربية روسية جدار الصوت، حيث تواصل الطائرات الروسية قصف قوات كييف على الجانب الأوكراني من الحدود المحاذية للمنطقة.
من جهة ثانية، اعتبر ضابط الاستخبارات الأمريكي المتقاعد طوني شافر أن حلف شمال الأطلسي “ناتو” سيخسر في حال قرّر الصدام مع روسيا بشكل مباشر في أوكرانيا، وأنه لا طريق للحل سوى المفاوضات.
وقال شافر في حديث صحفي حسب وكالة نوفوستي: “في حال فكّر حلف الناتو حتى بمهاجمة روسيا مباشرة، فإن ذلك سيثبت رواية روسيا حول مخاوفها التي تحدّثت عنها مسبقاً ونيّاته تجاهها وحقها في الدفاع، وبالتالي سيدافع الروس بشراسة عن أرضهم، وهذا بالتأكيد وضع خاسر للحلف، لذلك لا يمكن له فعل شيء سوى دفع أوكرانيا إلى طريق المفاوضات”.
وأشار إلى أن العديد من الدول تدعم وجهة نظر روسيا في النزاع الأوكراني، وغالباً ما يُنظر إلى الحلف في العالم على أنه معتدٍ ويُطلق العنان للحروب في أجزاء مختلفة من العالم.
من جهته، أعلن ضابط المخابرات الأمريكية السابق، سكوت ريتر، أن توريد الطائرات المقاتلة “إف-16” لن يكون قادراً على تغيير موقف أوكرانيا التي تعاني من خسائر فادحة، وسيتم إسقاطها في غضون شهر.
وكتب ريتر على حسابه في منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، معلقاً على قرار هولندا بنقل طائرات “إف-16” إلى أوكرانيا: “سيتم إسقاطها في غضون شهر، هذه الإمدادات تخلق وهم الأمن لكييف فقط”.
ولفت الضابط السابق إلى أن “الحلفاء أجبروا زيلينسكي على التضحية بأكثر من 400 ألف أوكراني في مناورة فاشلة للناتو.. عارٌ عليك لأنك سمحت بذلك”.
وفي وقت سابق، أعلن فلاديمير زيلينسكي أنه توصّل إلى اتفاق مع رئيس وزراء هولندا، مارك روته، لنقل 42 طائرة “إف-16” إلى كييف.
وأعلنت رئيسة الوزراء الدنماركية، مته فريدريكسن، يوم الأحد، في مؤتمر صحفي مشترك مع زيلينسكي، أن “الدنمارك سترسل 19 مقاتلة أمريكية من طراز “إف-16″ إلى أوكرانيا”.
وأكّدت وزارة الخارجية الدنماركية موافقتها على إرسال طائرات مقاتلة من طراز “إف-16” إلى أوكرانيا “عندما تتم تهيئة الظروف لذلك”.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أشار في وقت سابق، إلى أن الولايات المتحدة وتوابعها في حلف “الناتو” يخلقون خطر حدوث صدام مسلّح مباشر مع روسيا، وهو أمر محفوف بالعواقب الكارثية.
وأضاف: إن حصول كييف على طائرات قادرة على حمل أسلحة نووية، ستعدّه روسيا تهديداً نووياً غربياً لها.