بالقرب من ضريحه.. شعراء وأدباء: ضرورة تفعيل ثقافة المعرّي
نجوى صليبه
بالتّعاون مع فرع إدلب لحزب البعث العربي الاشتراكي، أقام فرع اتّحاد الكتّاب العرب في إدلب مهرجاناً شعرياً، بالقرب من ضريح الشّاعر أبي العلاء المعري.
وفي كلمته، بيّن أمين فرع إدلب لحزب البعث، أحمد نجار، أنّ إقامة هذا المهرجان خطوة بداية إكمال التّحرير، مؤكّداً ضرورة العودة إلى تفعيل ثقافة المعري الذي أراد الإرهاب إلغائها، وأهمية شعر المعري وفلسفته عبر التّاريخ، وضرورة الاهتمام بثقافتنا، لأنّ الثّقافة تحمل مقوّمات الهوية والانتماء ووسائل حمايتها ومواجهة الليبرالية الأمريكية الحديثة.
بدوره، قال رئيس اتّحاد الكتّاب العرب الدّكتور محمد الحوراني: مهرجاننا نحن وحزب البعث العربي الاشتراكي هو دحض لكلّ ما حاول الإرهاب ترويجه، فنحن القادرون على حماية هويتنا وتاريخنا، وهذا دليلنا الواضح نقدّمه ومجموعة من فرساننا قرب ضريح أبي العلاء.
وركّز الشّعراء المشاركون فيه على موضوع تحدّي الإرهاب وتحرير معرة النّعمان واستمرار نهج المعري، يقول الشّاعر الدّكتور جهاد بكفلوني: المعرّي سيبقى مشرقاً عبر الأزمان يحارب الظّلام والظّلّام لتعود الأرض إلى جمالها، متمنياً أن يتذكر الجميع وصايا المعري وحكمته وفلسفته للاعتماد عليها في السّلوك الاجتماعي لأنّها تزرع القوّة والمحبة، وينظم:
سوف يلقى الأستاذ شاعر كلّ النّاس , نور الأجيال والأزمان
يتجلّى أبو العلاء ضياء .. ليموت الدّجى على الأجفان
ليعود السّلام ينسج الأرض رداء خلوا من الأدران
ليتنا يا أبا العلاء أخذنا .. بوصاياك جملة كلّ آن
ويبيّن الشّاعر الدّكتور أسامة حمود أنّ أكثر الحالات في هذه الكون لم تكن صادقة مع المعرّي، على الرّغم من كونه زرع الحكمة والأمل والمحبة، وينظم:
في البدء كُنّا وكان الهمُّ والألمُ …زُوراً / بوجهك/ هذا الكونُ يبتسمُ
قد كنتُ أكثر من يُزجي الورى أملاً … واليوم يأسٌ بدنِّ الرُّوح يحتـدمُ
كلُّ النُّبوءات في مرمى سذاجتنا …صَـرحٌ على رمل هذا التِّيه يرتسمُ
“سلاماً أبا العلاء” عنوان القصيدة التي شاركت فيها الشّاعرة أميمة إبراهيم، وفيها بيّنت أهمية إقامة المهرجان في هذا المكان بالتّحديد بعد تحريره من الإرهاب، تقول:
سلاماً أبا العلاء… جئنا نقرؤك السلام… فهلّا
بُعثت من رقادك… ورددت السّلام…
قمْ حرّر روحك… حرّرنا من محابسنا..
نحنُ العميان.. ما كنت أعمى…
ولا كنت رهين المحبسين… بل كنت الرّائي
بدوره، وتحت عنوان ” دمعي على خدّ الزّمان”، وصف الشّاعر والأديب رياض طبرا حالة المثقّف السّوري خصوصاً والعربي عموماً عندما سمعوا بخبر احتلال ضريح المعرّي، يقول:
دمعي على خدّ الزّمان لهيب … هذي المعرة غصّة ونحيب
والشّاعر المغدور في عليائه … وجه حزين صمته تأنيب
يروي حكاية غدرهم وجهالة … حضرت وساد ظلامها ويغيب
شيخ المعرة جئتكم متردداً … لا الحرف يسعفني ولا التّهذيب
رئيس فرع إدلب لاتّحاد الكتّاب العرب الشّاعر محمد خالد الخضر قال إنّ الوجود، اليوم، بجانب ضريح أبي العلاء هو قمّة التّحدي للإرهاب الذي صنعته أمريكا والكيان الصّهيوني، ومن قصيدته نقتبس:
معري الشّعر جئتك دون رمح … لقد هرب الأشاوس والطّغاة
فليس يخيفني جمع خؤون .. تقسّم حالهم فبغوا وماتوا
أجندلهم أمامك لو دعاني .. ضريحك ثم يخشاني الطّغاة
وأرتجل القصيدة في زمان .. مفاعلتن تهيبها الدّعاة
ونظراً لمكانة المعرّي الثّقافية تاريخياً، أكّدت الشّاعرة عبير الدّيب أنّه من الضّروري والصّحيح الاحتفاء به عالمياً، ونقتبس من قصيدتها:
قتلوك مرّات ومرّات
وما قتلوك يا ابن معرة النّعمان…
يا ذا العقل… أين سيوفهم وخيولهم…
ما ضرّك الموت الذي
استدعيته زمناً إليك …
ولا طواك تراب أفواه القبور