القهوة باتت جزءاً أساسياً من روتيننا اليومي.. حاول أن تعدّها باردة
تحتل القهوة مكانة استثنائية في بلدانٍ كثيرة، وقد وصل إجمالي استهلاكها في العالم إلى أكثر من مليارَي كوب يومياً. فهناك من لا يكتفي بكوبٍ واحد في اليوم، ويحتاج إلى أكثر من ذلك، كلما كان عليه القيام بنشاطٍ يحتاج إلى تركيز.
ولاتُعتبر القهوة مجرد مشروبٍ يعدّل المزاج ويزيد الطاقة فحسب، بل أصبحت روتيناً يومياً نمارسه من دون التفكير كثيراً بالأمر. نستيقظ، نتصفح هاتفنا، نغسل وجوهنا، ومن ثم نتجه إلى المطبخ لتحضير القهوة قبل الذهاب إلى العمل.
ومهما اختلف ترتيب هذا الروتين من شخصٍ لآخر، إلا أن هذا المشروب – شئنا أم أبينا – جزء أساسي من يومنا، أينما كنا ومهما فعلنا. فكثيرون يعتبرون أن الكوب الصباحي هو السبب الأساسي الذي يزوّدهم بالطاقة من أجل الانطلاق في يومهم.
وإلى جانب تعزيز الطاقة، فمن فوائد القهوة أنها توفر مضادات الأكسدة، وتدعم صحة الدماغ، وتقلّل من خطر الإصابة بمرض السكّري، والزهايمر والباركنسون. وهذه كلّها فوائد مُثبتة علمياً، ويمكن الاطلاع عليها بمجرد البحث عبر الإنترنت.
ولا يعني الحديث عن فوائدها، أن نكهة القهوة ليست مهمة، بل على العكس. فنحن لا نعشق هذا المشروب الساحر إلا لنكنهته. لكن هل تعلم أن هناك خطوات بسيطة، لو اتبعتها، فإن نكهة القهوة ستتحسن؟ وهذه لائحة بها:
– خزّن البن بالطريقة الصحيحة
الأكسجين والرطوبة والضوء هي أعداء القهوة الطازجة، لذا احرص على تخزين حبوب البن الطازجة – أو المطحونة – في حاوية داكنة مُحكَمة الغلق، داخل إحدى خزائن المطبخ. فإذا لم يُحفظ البن في حاوية مانعة للهواء، يمكن أن تبدأ نضارته ومذاقه القوي بالتراجع.
العبوات المفتوحة من البن المطحون تُحفظ أيضاً في حاوية مانعة للضوء ومحكَمة الإغلاق في درجة حرارة الغرفة، وبهذه الطريقة يبقى البن المطحون طازجاً، وتتراوح صلاحيته من أسبوع إلى أسبوعين تقريباً.
لكن إذا كنتَ تعيش في بيئةٍ رطبة ولا تريد المخاطرة بتعريض البن المطحون للتلف، فيمكنك الاحتفاظ به في الثلاجة أو الفريزر، وفي حاويات مُحكَمة الغلق طبعاً؛ هكذا سيبقى البن طازجاً لمدة تصل إلى أسبوعين في الثلاجة، وشهرٍ واحد في الفريزر.
– أضِف بودرة الكولاجين
كما تضيفها إلى الوجبات أو الحلويات والعصائر، يمكن إضافة بودرة الكولاجين إلى قهوتك أيضاً، خصوصاً إذا كنتَ من محبي القهوة الكريمي. وهي إضافةً إلى أنها تذوب بسهولة في المشروب الساخن، فإنها تعزز قيمته الغذائية.
ويمكن القول إنها الطريقة المثلى لصنع قوامٍ غني، وفي الوقت نفسه الحفاظ على طاقةٍ مستقرة طوال اليوم، من دون تراجعها في منتصف النهار.
ومن فوائد بودرة الكولاجين أنها تساعد في تعزيز إنتاج الكولاجين في الجسم طبيعياً، وتحافظ على رطوبة الجلد وسماكة الشعر، كما أنها تقوّي جهاز المناعة وتخفف من ألم المفاصل والتهابها.
– اشترِ حبوب قهوة داكنة
توصي طبيبة التغذية أوما نايدو بشراء حبوب البن الداكنة والطازجة لدعم صحة الدماغ. ومقارنةً بحبوب البن ذات التحميص الخفيف والمتوسط، فإنَّ الحبوب الداكنة أو شديدة التحميص تحتوي على نسبة أقل من مادة الأكريلاميد.
والأكريلاميد مادة كيميائية تتكون عند تحميص حبوب البن، ويمكنها تثبيط انتقال الإشارات العصبية وتدمير الخلايا العصبية التي تفرز الدوبامين، ومن شأنها أن تزيد من مستوى التوتر الناتج عن الأكسدة.
والأهم أن تجنب هذه المادة الكيميائية، باختيار الحبوب شديدة التحميص، يُعتبر إحدى طرق حماية الدماغ.
– كيف تستمتع بنكهة القهوة؟
إن شراء الحبوب الكاملة، وطحنها طازجة قبل كل استخدام يومي، هي الطريقة المثلى للحصول على مذاقٍ أطيب من فنجان سعادتك والاستمتاع بنكهة القهوة الحقيقية.
البن المطحون يُفقد القهوة نكهتها سريعاً، ولسنا نبالغ لو قلنا إن قهوتك تصير بالية بحلول الوقت الذي تصل فيه إليك. لذلك، وللحصول على نكهة القهوة الطازجة والمركزة، اشترِ الحبوب الكاملة التي تحتفظ بنكهتها لوقتٍ أطول، مما يطيل من عمر تخزينها.
وكلما أردتَ أن تصنع فنجاناً من القهوة، إطحن البن واستخدمه. سنضمن لكَ مذاقاً استثنائياً، خصوصاً إذا كنتَ من عشاق القهوة السوداء.
– اصنع قهوة باردة
تحتوي القهوة الباردة على نسبة حموضة أقلّ بنحو 65%، مقارنةً بالقهوة الساخنة العادية؛ ما يجعلها أخف على المعدة، ويجنبنا أي شعور بعدم الراحة يمكنه أن يصاحب كوب القهوة العادي.
ولكن لا تقلق، فإذا كنتَ من محبي القهوة الساخنة، يمكنك تسخين مشروب القهوة الباردة في وعاءٍ صغير، عندما يصبح جاهزاً للشرب. فكلمة “البارد” هنا تُشير ببساطة إلى عملية التحضير نفسها، وليس المشروب النهائي.
– جرّب الجرعات الصغيرة
بدلاً من تناول فنجانٍ كامل في الصباح، يوصي الأطباء بتقسيمه إلى عدة فناجين صغيرة، للحصول على توزيعٍ عادل من جرعات الكافيين التي لا يجب أن تكون كبيرة. تساعد هذه العملية في القضاء على انهيار الطاقة المخيف بعد الظهر، أو التخفيف من التوتر.
يمكن لهذه الطريقة أن تمنحك دفعات تعزيزية على مدار اليوم. قد يحدث هذا من خلال شرب فنجان قهوة في الصباح، ثم تناول الشاي الأخضر فقط طوال اليوم، أو احتساء القهوة ببطء خلال النهار، حتى لا يحصل جسمك دفعة واحدة على الكافيين.
يستغرق الأمر حوالي 60 إلى 100 ملغ من الكافيين للوصول إلى منطقة الطاقة المثلى، لذلك يمكن أن تساعد الجرعات الصغيرة في الحفاظ على الطاقة وبنائها مع مرور الوقت، بدلاً من انهيارها فجأة لو تناولتَ الكافيين بسرعة.