أخبارصحيفة البعث

إنطلاق قمة “بريكس” في جوهانسبورغ والهدف إقصاء الدولار

جوهانسبورغ – سانا   

تحت شعار “بريكس وإفريقيا” إنطلق اليوم في مدينة جوهانسبورغ بجنوب إفريقيا قمة مجموعة “بريكس 2023″، بمشاركة قادة الدول الخمس الأعضاء في المجموعة، وهي روسيا والصين والهند وجنوب إفريقيا والبرازيل، وتستمر حتى الـ24 من الشهر الجاري.

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن القدرة الشرائية في دول مجموعة “بريكس” تتجاوز نظيرتها في مجموعة السبع.

وقال الرئيس بوتين في كلمة عبر الفيديو خلال جلسة انطلاق أعمال القمة: القدرة الشرائية في دول “بريكس” تتجاوز نظيرتها في مجموعة الدول الصناعية السبع، مشيراً إلى أنه يجري التخلص من هيمنة الدولار.

بدوره الرئيس الصيني شي جين بينغ قال في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير التجارة الصيني وانغ ون تاو: الصين لا تسعى لأي حروب عالمية اقتصادية وتهدف إلى تحقيق المصلحة المشتركة لكل الدول، ويتوجب تعزيز الشراكة بين بريكس والعالم.

وأعلن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا عن تأييده إنشاء عملة موحدة لمجموعة دول البريكس والمكونة حاليا من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.

وقال دا سيلفا خلال خلال القمة: إنه لكي ينمو الاستثمار يجب علينا أن نضمن نمو الثقة والقدرة على التنبؤ والاستقرار القانوني والسياسي والاجتماعي للقطاع الخاص، لذلك أنا أؤيد تبني عملة موحدة لتحل محل عملاتنا الوطنية.

من جهته قال رئيس قسم السياسة النقدية في بنك بريكس أيفاندو كاسينو: إن بنك مجموعة بريكس يعمل على تطوير عملة رقمية موحدة لدول المجموعة، موضحاً أن إصدار العملة الرقمية سيتم على مراحل.

ولفت كاسينو إلى أن العملة الموحدة لبريكس قد تبصر النور في غضون 5 إلى 10 سنوات، وأنه قد يتم استخدامها في البداية أداة للاستثمار وبعد ذلك في التعاملات التجارية.

وفي وقتٍ سابق، أكد نائب رئيس جنوب إفريقيا بول ماتشاتيل أهمية القمة، مشيراً إلى أن ممثلي “بريكس” سيركزون في الاجتماع بشكل رئيسي على مناقشة تقليص اعتماد المجموعة على الدولار، كما ستبحث مسألة زيادة المدفوعات بين أعضائها بالعملات الوطنية، إضافةً إلى مسألة قبول أعضاء جدد ووضع خطة اقتصادية وتجارية ومالية للتكتل.

رئيسة بنك التنمية التابع للمجموعة “ديلما روسيف” بينت أن التداول بالعملات المحلية المطروح حالياً بين الدول الأعضاء في المجموعة ليس خياراً بديلاً عن الدولار فقط بل هو عملية لتجاوز النظام أحادي القطب المهيمن في العالم، موضحةً أن “بنك بريكس للتنمية” الجديد يحترم سياسات كل دولة ولا يضع شروطاً سياسيةً على القروض، إذ يحاول تمييز نفسه عن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي من خلال عدم وضع قوائم بالشروط السياسية لمنح القروض، حيث إن الإقراض بالعملة المحلية، ويسمح للمقترضين بتجنب مخاطر المضاربات بالدولار وتقلبات أسعار الفائدة الحاصلة في الولايات المتحدة.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف: إن المجموعة لا تطمح إلى أن تصبح قوةً جماعيةً مهيمنةً جديدةً، لكنها مستعدة لأن تكون إحدى ركائز النظام العالمي الجديد متعدد الأقطاب، موضحاً أن من بين أولويات المجموعة تعزيز إمكانات بنك التنمية الجديد ومجمع احتياطيات النقد الأجنبي الافتراضي لـ”بريكس”، وتطوير آليات الدفع وزيادة دور العملات الوطنية في التسويات المتبادلة، لافتاً إلى أنه من المقرّر أن تكون هذه القضايا محور الاهتمام في القمة.

إلى ذلك، أكّدت صحيفة الغارديان البريطانية أن هناك مساعي حثيثة لتقليص هيمنة الدولار على التعاملات التجارية العالمية من جانب الدول الأعضاء في المجموعة، التي تمثل اقتصاداتها ما يقرب من 25 بالمئة من اقتصادات العالم، وذلك نحو تعزيز التعاون الاقتصادي في مواجهة تدخل الولايات المتحدة والدول الغربية في شؤون الدول الأخرى في جميع أنحاء العالم.

أما صحيفة فايننشال تايمز البريطانية فذكرت أن بكين ستدعو زملاءها في المجموعة إلى تحويل المنظمة إلى منافس جيوسياسي كامل لمجموعة السبع.

ويُشار إلى أنه سيمثل موسكو وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بينما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه سيشارك فيها عبر تقنية الفيديو.

وكانت وزيرة الخارجية والتعاون بجنوب إفريقيا ناليدي باندور كشفت في وقت سابق من هذا الشهر أن 23 دولةً تقدمت بطلبات رسمية للانضمام إلى المجموعة، وأن مناقشتها ستتم في القمة المرتقبة الحالية.

ومؤخراً أعلنت 19 دولةً على الأقل عن رغبتها في الانضمام إلى الكتلة الاقتصادية بما في ذلك الأرجنتين وإيران والجزائر وتونس وتركيا والمملكة العربية السعودية ومصر.