الجزائر بوابة للأمن والتنمية الإفريقية
تقرير إخباري
الجزائر وبصفتها من أكثر الدول الإفريقية تقدّماً على جميع الصعد عملت على لعب الدور الأبرز على تلك الساحة عبر طرح مقاربتها الأمنية لإحلال الأمان والتنمية الاقتصادية بدلاً من تفشي الإرهاب ومحاربته بشكل تقليدي عبر التجييش والعسكرة، من خلال إنشاء صندوق دعم للاستثمار واتفاقيات تبادل وتعاون أمني ضمن المنطقة وحتى على مستوى العالم. كما أنها بعد أن أصبحت قطباً صاعداً على المستوى الدولي قررت تلقين فرنسا وأي قوىً غربية أو حتى أدوات مرتهنة درساً في كيفية احترام الشعوب الإفريقية، حيث ساهمت إلى حدٍ كبير في جهود تنظيف الساحل الإفريقي من ذلك الوجود الاستعماري وخلق مناخٍ مناوئ له منذ أن أساءت فرنسا العلاقة معها.
واليوم مع تطورات المشهد النيجري، والذي أعلنت الجزائر موقفها منه منذ بدايته والمتمثّل في رفض الانقلابات والاستيلاء على السلطة بشكل غير دستوري، إلا أنها في الوقت نفسه تعود لتؤكد أنها ضدّ أي تدخّل عسكري في النيجر حتى من دول “إيكواس”، كما أنها رفضت أن تكون بوابة لأي تدخل جوي فرنسي ضدّ النيجر.
ويزور وزير شؤون الخارجية الجزائري أحمد عطاف ثلاثة من دول المنظمة “نيجيريا وبنين وغانا” بهدف تطويق التصعيد الذي تعتزم تلك الدول السير فيه، مع التأكيد من الجزائر بأن فرص الحل السلمي للأزمة ما زالت كبيرة ولا بدّ من المضي قدماً فيها، مرسلةً أمين عام الوزارة أيضاً على رأس وفد آخر إلى نيامي لتتمة المساعي نحو حلحلة الأزمة ورأب صدع “أيكواس”، مع تأكيد مالي وبوركينا فاسو والنيجر أنها سترد على أي تدخل عسكري من دول المجموعة في حال حصوله.
إن الجزائر ترتبط مع النيجر اقتصادياً بحقل كفرا النفطي ومع نيجيريا بأنبوب غاز يمر عبر النيجر، ناهيك عن التبادل التجاري بين الجزائر والنيجر، ودول إفريقيا، كما ترتبط بمسافة 1000 كم من الحدود البرية وهذا الارتباط الجغرافي يجعل الجزائر أكثر تمسكاً بالمقاربات السلمية والعقلانية في منطقة الساحل الإفريقي وغربي إفريقيا التي تعاني الآن من خطر تفشي الإرهاب منذ دخول الناتو إلى ليبيا، كما أن الجزائر تعاني منذ عام 2020 موجات لجوء متزايدة من شعب الساحل الإفريقي نحو أراضيها.
وأمام كل هذه المعطيات تصّر الجزائر على إتمام دورها الإيجابي عبر التعاون مع القوى الصاعدة عبر تكثيف التعاون العسكري والتجاري مع موسكو وبكين، والانضمام إلى “بريكس”، والإنخراط في التعاون الإفريقي- الإفريقي؛ لإتمام خطوات التنمية وإزاحة خطر الحروب والمؤامرات الفرنسية والغربية عن كامل المنطقة وإحلال الشراكات العادلة والمتوازنة بدلاً من سياسات الخضوع التي اعتاد الغرب على زرعها في المنطقة لاستغلال شعوبها.
بشار محي الدين المحمد