مجلة البعث الأسبوعية

الشاشات الرقمية قد تتسبب بتلف بشرة أطفالنا.. إليك بعض النصائح الوقائية

“البعث الأسبوعية” ــ لينا عدرا 

ينطوي التعرض المطول للشاشات الرقمية على مخاطر صحية مختلفة للأطفال. وعلى الرغم من دراسة التأثيرات على الرؤية والصحة العقلية، إلا أن تلف الجلد هو موضوع لم يحظ بالاهتمام المطلوب. هنا نلقي نظرة على الأضرار المحتملة للجلد لدى الأطفال بسبب استخدام الشاشات الرقمية، ونقدم لك نصائح حول كيفية تقليل آثاره الضارة.

 

ما هي تأثيرات الشاشات الرقمية على بشرة الأطفال؟

يعد فهم الآثار السلبية التي يمكن أن تنتج عن الاستخدام المفرط للشاشات الرقمية أمراً بالغ الأهمية لحماية الصحة العامة للرضع. فيما يلي الآثار الأكثر شيوعاً.

 

إشعاع الضوء الأزرق

تنبعث الشاشات الرقمية من الضوء الأزرق، وهو شكل من أشكال الضوء المرئي عالي الطاقة يمكنه اختراق أعمق طبقات الجلد، ولذلك، يمكن له أن يسبب الإجهاد التأكسدي وتلف الحمض النووي لخلايا الجلد. وتوضح دراسة نشرتها مجلة “جماليات البشرة” الأمريكية أنه يمكن أن يسرع شيخوخة الجلد ويزيد من خطر الإصابة بالسرطان.

 

جفاف الجلد

يمكن أن يساهم الاستخدام المطول للشاشات الرقمية في الإصابة بجفاف الجلد عند الأطفال. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي الوميض المتكرر أثناء التركيز على الشاشات إلى انخفاض إنتاج الدموع، مما يؤدي إلى بشرة وجه جافة ومشدودة.

 

زيادة مشاكل حب الشباب

يمكن أن تسهل ملامسة الجلد للأجهزة الإلكترونية نقل البكتيريا والأوساخ والزيوت من الشاشة إلى بشرة الطفل. ونتيجة لذلك، يمكن أن تسد مسام البشرة وتساهم في تطور حب الشباب أو تفاقمه، خاصة عند المراهقين.

ومع ذلك، يستمر البحث في هذا المجال لفهم التأثيرات المحددة للشاشات الرقمية على صحة الجلد بشكل أفضل.

 

ما هي التأثيرات طويلة المدى للشاشات الرقمية على بشرة الأطفال؟

من المهم ملاحظة أن التأثيرات طويلة المدى قد تختلف اعتماداً على الحساسية الفردية ومدة وشدة التعرض للشاشات الرقمية، فضلاً عن عوامل أخرى متعلقة بصحة الجلد الفردية.

 

شيخوخة الجلد المبكرة

يمكن أن يؤدي التعرض المستمر إلى تسريع شيخوخة الجلد، والتي تظهر على شكل تجاعيد وخطوط دقيقة وفقدان مرونة الحلد. ويمكن للإجهاد التأكسدي الناجم عن الإشعاع أن يتلف الكولاجين والألياف المرنة، ما يساهم في الشيخوخة المبكرة.

 

تأثير الشاشات الرقمية على بشرة الأطفال: فرط التصبغ

يمكن أن يؤدي إشعاع الضوء الأزرق أيضاً إلى زيادة إنتاج الميلانين، وهو الصبغي المسؤول عن لون البشرة. وبالتالي، يمكن أن يؤدي إشعاع الضوء الأزرق إلى ظهور بقع داكنة أو تغير لون الجلد.

 

خطر الاصابة بسرطان الجلد

على الرغم من محدودية الأدلة، تشير دراسة نشرتها منظمة “آفاق الصحة البيئية” الأمريكية إلى أن التعرض المزمن لإشعاع الضوء الأزرق قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان. وقارنت هذه الدراسة 2000 شخص تعرضوا سابقاً للأضواء الاصطناعية في الليل و2000 آخرين أقل تعرضاً.

 

الاضطرابات الجلدية عند الأطفال بسبب الشاشات الرقمية

يمكن أن تؤدي الحرارة والجفاف الناجمين عن الاستخدام المطول للشاشات الرقمية إلى تفاقم حالات إصابات الجلد. مثل حب الشباب والتهاب الجلد الدهني والأكزيما. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي الجفاف والتهيج الناتج إلى طفح جلدي وبشرة غير مرتاحة بشكل عام.

 

كيف نحمي بشرة الأطفال من الآثار الضارة للضوء الأزرق؟

بشرة الأطفال أكثر حساسية وعرضة للتهيج والمشاكل الجلدية، لذلك فالمثالي هو حمايتها والحفاظ عليها بصحة جيدة حتى يتمتع الطفل بنوعية حياة جيدة. وقد ينبغي الالتزام ببعض الإجراءات على النحو التالي:

 

الحد من زمن النظر إلى الشاشة

من الضروري وضع حدود زمنية معقولة لاستخدام الأطفال للشاشات الرقمية. وهنا، توصي “الأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين” الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 شهراً بتجنب استخدام الشاشات الرقمية باستثناء الدردشة المرئية، على أن يقصر الأطفال، بين سن 2 إلى 5 سنوات، وقتهم على ساعة واحدة في اليوم.

 

ضع واقياً شمسياً

على الرغم من أن خبراء الصحة الجلدية يشددون على الفرق بين إشعاع الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات الرقمية وضوء الشمس، إلا أنه لا يزال يوصى باستخدام الواقي الشمسي على نطاق واسع قبل تعرض الأطفال للأجهزة الإلكترونية.

 

حافظ على مسافة جيدة

من الضروري أن يحافظ الأطفال على المسافة الصحيحة بين عيونهم والشاشة عند استخدام الأجهزة الإلكترونية. يوصى بمسافة لا تقل عن 50 سم. بالإضافة إلى استخدام حامل لتثبيت الشاشة على مستوى العين.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساهم الاستخدام المطول للشاشات الرقمية في بيئات الهواء الجاف في جفاف الجلد. وفي سبيل محاولة تجنب ذلك، استخدم أجهزة ترطيب الهواء في الداخل للحفاظ على مستوى مناسب من الرطوبة ومنع جفاف الجلد.

 

حماية الأطفال من مخاطر الشاشات الرقمية: أخذ فترات راحة بصرية

يمكن أن يساعد تشجيع الأطفال على أخذ فترات راحة بصرية منتظمة عند استخدام الشاشات الرقمية في تقليل إجهاد العين والأعصاب. وفي الواقع، توصي الأكاديمية الأمريكية لطب العيون بقاعدة “20 – 20 – 20”. أي كل 20 دقيقة، توقف لمدة 20 ثانية ثم انظر على بعد 20 قدماً (حوال 6 أمتار) لإراحة عينيك.

 

تعزيز أسلوب حياة صحي

النظام الغذائي المتوازن والترطيب الكافي ضروريان للحفاظ على بشرة صحية. وللقيام بذلك، يجب تشجيع اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات والأطعمة التي تحتوي على أحماض أوميغا 3 الدهنية للمساعدة في تقوية الجلد وتقليل الالتهاب.

ومن الجيد أيضاً ممارسة الأنشطة الخارجية لمواجهة الآثار السلبية للتعرض لفترات طويلة للشاشات وتعزيز صحة الجلد والرفاهية العامة.

 

تثقيف من أجل المسؤولية الذاتية

من الضروري تعليم الأطفال أهمية العناية الذاتية وحماية البشرة. ولكي يحافظوا على عادات صحية طوال حياتهم، لا بد من تذكيرهم بعدم لمس وجوههم بأيدي متسخة، ثم تشجعيهم على الحفاظ على روتين يومي من التنظيف اللطيف للوجه.

ويُنصح غالباً بتنظيف البشرة بعد استخدام الأجهزة الإلكترونية لمنع تراكم البكتيريا وانسداد المسام.

 

الأطفال والاستخدام المفرط للشاشات الرقمية

أخيراً، يؤدي الاستخدام المتزايد للشاشات الرقمية لدى الأطفال إلى زيادة القلق بشأن تلف الجلد المحتمل. ومن الضروري أن يكون الآباء والمعلمون والمتخصصون بالرعاية الصحية على دراية بهذه المخاطر واتخاذ تدابير وقائية للتقليل منها، وأيضا، حماية بشرة الأطفال وضمان سلامتهم في العصر الرقمي.