دعم وحماية زيادة المئة بالمئة…!!
وائل علي
ابتلعت الأسواق وأسعارها الملتهبة التي تبدلت وتتبدل وتتغيربسرعة رهيبة وعلى وقع عقارب الساعة, ما يبعدنا عن الغاية النبيلة التي تقف وراء القصد والسبيل، ويفرغها من مضمونها!!
وإذا كنا نرمي باللائمة على ما يجري للجشع وضروب الطمع والاستغلال كنوازع بشرية متأصلة لدى البعض فتأخذ أصحابها لتلك المطارح والتصرفات، وتجعلنا نكيل اتهامات التقصير وفقدان السيطرة وغياب دور الأجهزة الرقابية ذات العلاقة، فإننا لا ننكر أن ثمة مسببات أخرى تتحمل لدرجة كبيرة وزر الحال والتداعيات التي تزرها..
ولعل الحرب التي لم تضع أوزارها العسكرية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية بعد تتحمل العبء الأكبر فيما وصلنا ونصل ونصل إليه، لكننا نعتقد أن لدينا مشكلة معقدة ومركبة في أداء مؤسساتنا الذي يفتقر للمبادرة والمبادهة في معظم المفاصل الإدارية التي تمتلك ناصية القرار المؤثر الفاعل والسرعة والجرأة في إصداره, ما يجعلها تبدو – أي مؤسساتنا – وكأنها غريبة عن معاناة غالبية الناس ومنفصلة عن واقعهم, فتخالها وكأنها تعيش في كوكب آحر أو أنها تعيش داخل جلباب الصندوق، بدل أن تفكر خارجه…!؟
فضبط الأسواق مثلاً ليس مهمة عسيرة ولا مستحيلة ولدينا جيش من المؤسسات والأذرع التي لو أحسنّا اللعب بها ومعها لتمكنّا من الوصول لحالة مرضية لكل الأطراف من مستهلكين ومنتجين وتجار وأسواق.
الأمر الآخر يتعلق بأهمية التعجيل بأتمتة عمل مؤسساتنا التي لها علاقة مباشرة بحركة الأسواق كالتجارة الداخلية والخارجية والمالية وغيرها، وتوظيف واستثمار علاقاتنا بالحلفاء والأصدقاء لتأمين موادنا الأولية واحتياجاتنا بعيداً عن الوسطاء والسماسرة والوكلاء الحصريين، ووضع حدٍ للاستعصاء الواضح لكارثتنا الكهربائية بالاعتماد على حلول الطاقة البديلة من خلال مشاريع حكومية عملاقة إلى جانب الحلول الطاقوية الفردية التي لا تسمن ولا تغني من جوع لدفع عجلة الإنتاج المترنحة…
حينها فقط سنتمكن من دعم وحماية زيادة المئة بالمئة التي تحصل لأول مرة في تاريخ أصحاب الدخل المحدود ونجعل أصحابها يقطفون ثمارها لا أن تترك البعض يحولها لعبء وهمٍّ حياتي جديد يضاف لقائمة الهموم…
وبغير ذلك سنظل نواجه الكثير من المتربصين والمُحْبِطِين الذين لاهمّ لهم سوى إفراغ كل إنجاز وحرف مساره باتجاهات لا تخدم إلا مصالحهم التي يجب أن لا نسمح مجتمعين بأن تمر…