أخبارصحيفة البعث

الإمارات في “البريكس”.. خطوة إستراتيجية

تقرير إخباري

نحن اليوم أمام خطوة جديدة لدولة الإمارات في عالم الشراكات الكبرى، والتي هدفها الأساسي، كما أكّد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، “العمل معاً من أجل رخاء ومنفعة جميع دول وشعوب العالم”، هذه الخطوة هي انضمام دولة الإمارات إلى مجموعة دول “البريكس” تأكيداً لنجاح سياستها الدولية الإستراتيجية المتوازنة.

كانت دولة الإمارات العربية المتحدة قد وضعت قبل ثلاث سنوات نصب عينيها إستراتيجية قائمة على بناء الشراكات الموسعة مع عدد كبير من دول العالم، وهي انطلقت في ذلك من تاريخ طويل في بناء العلاقات الدولية القائمة على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل  مع مختلف دول العالم.

واليوم، يأتي انضمام دولة الإمارات إلى مجموعة دول “البريكس” إلى جانب كل من المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية، والأرجنتين، وإثيوبيا، وإيران،  في سياق رغبة دولة الإمارات في توطيد علاقاتها مع دول الإقليم والمنطقة والعالم بشكلٍ متوازن .

الجدير بالذكر أنّ لدى دولة الإمارات العربية المتحدة علاقات صداقة قوية وشراكات إستراتيجية واقتصادية عميقة مع مختلف دول جموعة “البريكس” وعلى رأسها الصين، وروسيا، والهند، فضلاً عن العلاقات التجارية المتنامية والمتسارعة مع كل من جنوب إفريقيا والبرازيل، لتأتي الخطوة الجديدة اليوم في إطار ما تصبو إليه دولة  الإمارات من تمتين العلاقات أكثر وتوطيد الشراكات التنموية  والسياسية والاقتصادية والتجارية ، وهي إذ تستفيد  استفادة كبيرة من الدخول ضمن هذه المجموعة التي تشكل حوالي نصف سكان البشرية وحوالي ثلث الناتج المحلي الإجمالي العالمي، فإن لدى الإمارات الكثير لتعطيه بالمقابل، في إطار الشراكة والمصالح المشتركة بين دول المجموعة .

غير متناسين أنّ الإمارات العربية المتحدة صاحبة أحد أكثر الاقتصادات ديناميكية وتطوراً، ولديها من الشراكات  الواسعة داخل وخارج دول مجموعة “البريكس”،  وهذا ما يوفر لها أرضية مثلى للعب أدوار إيجابية وهامة في مختلف ساحات العلاقات الدولية التي تربطها مع العديد من دول العالم، وهي التي تمتلك البنية التحتية الأقوى والأكثر موثوقية في التجارة  والطيران وشركاتها واستثماراتها الضخمة تجوب العالم من مشرقه حتى مغربه.

إنّ انضمام دولة الإمارات إلى “البركس” يؤكد رؤيتها الإستراتيجية لتحول العالم من القطبية الأحادية إلى القطبية الثنائية، وأن هذا الانضمام هو  امتداد لإستراتيجيتها الممتدة في بناء الشراكات الدولية الإيجابية والمتوازنة في دولة تؤمن بأن مستقبل الأمن الإقليمي يعتمد على شراكات متعددة الأطراف وقوية، والتزام بتحقيق الأمن والسلام والاستقرار والازدهار، في عالم متغير يتطلب عملاً متعدّد الأطراف، ويمكن تعزيز الحوار البناء من خلال منصات فاعلة لها دور كبير في العالم تمثل اقتصاديات الدول النامية والناشئة، في عالم متعدد الأقطاب يرضي الجميع.

ريا خوري