ثقافةصحيفة البعث

ميرنا ملوحي تغني أغنياتها بأمسية سورية بقيادة نزيه أسعد

ملده شويكاني

“يا ساحر العينين يا أكحل عيناك لا أحلى ولا أجمل”..

أغنية فهد بلان الشهيرة، التي كتب كلماتها الغزلية عبد الجليل وهبة، ولحنها عبد الفتاح سكر، كانت بصوت ميرنا ملوحي في الأمسية التي قدّمتها في دار الأوبرا، بمرافقة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو نزيه أسعد، وبدور خاص للبيانو –إياد جناوي – والناي- ماهر علي.

التزمت الأمسية بطابع الموسيقا السورية، إذ استحضرت ذكرى كبار الملحنين والمغنين السوريين، ومن جانب آخر أطلقت ميرنا ملوحي ثلاث أغنيات من أغنياتها الخاصة باللهجة السورية المحكية، انتمت اثنتان إلى اللون الغنائي العاطفي والإيقاع الموسيقي المناسب بالتركيز على البيانو والدرامز ضمن تشكيلة الإيقاعيات، أما الأغنية الوطنية فاعتمدت على آلات التخت الشرقي بدور خاص للناي. كما غنّت من التراث والفيروزيات ما يتناسب مع مساحة صوتها الدافئ.

موسيقا سمير كويفاتي

وبعد أغنية فهد بلان بدأت بأغنيتها العاطفية “مهما تأخرنا” كلمات وألحان سمير كويفاتي، وبدت فيها موسيقا سمير كويفاتي منذ اللحظات الأولى للألحان التي يدخل بنسيجها البيانو وتتناسب مع رقة الكلمات المعبّرة عن قوة الحب الذي يتجاوز الزمن. فبدأت المقدمة الموسيقية بالبيانو والمؤثرات الإيقاعية والدرامز “نحن مهما تأخرنا الدنيا ما بتسبقنا، والعمر بيبقى ناطرنا وما راح بيفرقنا”، وبعد تكرار الجملة الموسيقية لـ”مهما تأخرنا” يمضي اللحن الراقص في الفواصل “وجودك بحياتي خلى هل العمر أغلى”، لتأتي القفلة مع الصنجات والامتداد الصوتي “مهما تأخرنا”.

البيانو والتشيللو

وتابعت بأغنيتها العاطفية التي تصف حالة الانتظار “أنساك ما فيي” بجمالية كلمات رامي كوسا، وعلى وقع اللحن الرائع للملحن غابي صهيون، فبدأت الغناء برتم عاطفي هادئ شفاف بمرافقة البيانو والتشيللو “أنساك ما فيي صعب الجفا عليّ، أنت صرت متل الدمع، ساكن بعينيي” ثم يتصاعد اللحن مع الفرقة “مش قلبي وحده بيعشقك، عم اعشقك كلي”.

الناي وبردى

المنعطف بالأمسية الأغنية الثالثة لـ ملوحي “الشام ما بتموت” والتي تنتمي إلى الأغنية الوطنية وزادت من قوة مفرداتها التي كتبها إياد قحوش وتغنّت بنهر بردى وتاريخ سورية الألحان التي ألّفها غابي صهيون “قلن يا بردى، الشام ما بتموت، متل المي الجايه من جبال الزمان”، تخللها صولو مطوّل لعازف الناي والكوله ماهر علي مع تقاسيم، لتأتي القفلة الموسيقية القوية بعد “الشام ما بتموت”.

الملحن السوري وفيروز

وخلال الأمسية غنّت لفيروز قصيدة “سيد الهوى قمري” –كلمات بشارة الخوري وألحان محمد محسن- مع آلات النفخ الخشبية الباصون والكلارينيت والفلوت. كما غنّت لفيروز أيضاً قصيدة: “أحب من الأسماء ما شابه اسمها ووافقه أو كان منه مدانيا” كلمات قيس بن الملوح وألحان محمد محسن، على وقع آلات النفخ الخشبية والبيانو والفرقة.

الراحلة ميادة بسيليس

وتعود ملوحي إلى موسيقا سمير كويفاتي الرائعة بألحان “تلجك دفاني، دفاني تلجك” التي أبدعت بغنائها الراحلة ميادة بسيليس وغنتها ملوحي مع الكورال وآهات الفوكاليز” وعلى تأثير التقطيع الموسيقي، وتكرار جملة “أقلك أنا بحبك” بدرجات صوتية متعدّدة، لتأتي القفلة “أنا بحبك” بمرافقة صولو الناي.

من التراث

وكان للتراث محطة مطوّلة متنوعة مع “يا شجرة الليمون ونارك ولا جنة هلي، وعل الليمونة وغيرها”، إلا أن تفاعل الجمهور الأكبر كان مع أغنية “يا خالي” التي غنّاها مصطفى نصري كلمات وألحان حسام تحسين بيك، وأعادت غناءَها ملوحي بالأمسية.

اللون العاطفي

وبعد الأمسية تحدثت “البعث” مع ميرنا ملوحي التي درست الغناء على يد أستاذ الغناء الشرقي في المعهد العالي للموسيقا باسل صالح قبل سفره، وهي ليست من خريجات المعهد، فأعربت عن سعادتها بالوقوف في أمسية خاصة على مسرح دار الأوبرا العظيم للمرة الأولى بعد مشاركتين جماعيتين سابقاً، وبأن أهمية هذه الأمسية تأتي من أهمية هذا الصرح الحضاري الكبير.

وعن أغنياتها العاطفية أوضحت أن هذا اللون يتناسب مع صوتها ويتطلّب الإحساس بالكلمة.

اللهجة المصرية

كما شاركت ميرنا ملوحي بغناء الشارات الدرامية لمسلسل “فرصة أخيرة” مع الفنان اللبناني آدم، وعدة أغنيات من مسلسل “هارون الرشيد”، فعقبت على سؤالي عن أهمية الشارة الدرامية بشهرة الفنان، بأن ذلك يعود إلى نجاح المسلسل ككل.

أما عن مشروعاتها الجديدة فتتمّ التحضيرات لغنائها باللهجة المصرية مع ملحنين مصريين ضمن إيقاع مسارها الفني للأغنية العاطفية.

الأغنية السورية المعاصرة

كما توقفت “البعث” مع المايسترو نزيه أسعد فنوّه بهذه الأمسية السورية بامتياز باللحن والكلمة والأداء وبالبيئة الموسيقية السورية التي فرضت حضورها على البشرية، حتى الكلام العفوي -من التراث- والذي كان يلحن بأسلوب عفوي أيضاً ترك بصمة كبيرة، ومن واجبنا الحفاظ عليه ونشره، إضافة إلى تقديم الأغنية السورية المعاصرة.

القدرة على التوزيع

كما سألته عن قوة وجمالية ألحان غابي صهيون، فبيّن أنه ملحن معاصر لديه اطلاع واسع على الموسيقا ويعزف على الأورغ، ما جعله يمتلك القدرة على التوزيع إضافة إلى موهبته.

المخزون الموسيقي

وأوضح عازف الناي والكوله ماهر علي الذي أخذ دوراً خاصاً بالصولو والفواصل، بأن الناي آلة شرقية تفرض وجودها بالأعمال الشرقية، وقدم الصولو بالناي، والتقاسيم المستمدة من روح المقامات بالكوله، ومن خلالها قدّم ارتجالات من المخزون الموسيقي لديه المترجم إلى التقاسيم.