تجارب شبابية أدبية وفنية لفريق “أثر” في ثقافي حمص
حمص – سمر محفوض
أتاحت الأمسية الفنية والأدبية التي أقامتها مديرية الثقافة في حمص بالتعاون مع فريق “أثر” الفرصة لمجموعة من الشباب واليافعين قدموا من مختلف المحافظات السورية بتقديم مواهبهم واختبار تجاربهم الأولية في الغناء والرسم والقصة والشعر أمام نخبة من الأدباء والمهتمين بالشأن الثقافي، وذلك في قاعة الأديب سامي الدروبي في حمص، حيث قدّمت الشابة ناديا حسون نصاً نثرياً حمل عنوان “صفعة روحي” يتحدث عن الخذلان وتبعات الفقد والنكران، وأشارت راما سليمان من ريف دمشق في نصها النثري المعنون “لو أني أجيد الإنصاف” إلى الإهمال الذي ينهي العلاقات بين المحبين ويقتل المودة، أما نور شباط من درعا فتناولت في خاطرتها الأدبية موضوع الشباب ودورهم في حماية الوطن وصنع مستقبله، لتلقي الدكتورة عهد الإبراهيم القادمة من محافظة حماة مقاطع نثرية بعنوان “ذاكرة ولود” تناولت معاناة الإنسان مع حضور الذكريات والخيبة والخسارات الدائمة في عالم يسير من سيئ إلى أسوأ.
بدورها الشابة نور عبد العال القادمة من حلب قدّمت قصة قصيرة عن مخاطر الهجرة وتفريغ البلاد من الكفاءات العلمية، أما أريج باخص فكانت قصتها القصيرة بعنوان “مذكرات لاجئ”، وصفت لحظات القلق والتوتر والمعاناة في زمن الحرب التي علت فيها أصوات القذائف وانطفأ صوت السلام والتجاذب بين البقاء والرحيل لينتصر حب الوطن على كل المغريات.
وتضمّنت الفعالية فقرة غنائية من التراث السوري، كما ضمّ معرض الرسم المرافق عدة لوحات تشكيلية لليافعات دلع الكردي- غفران العلي- أليسار الحكيم، تنوّعت موضوعاتها ما بين رسم الطبيعة والبورتريه والشخصيات الفلكلورية كمحاولة اختطاط سمات فنية لكل تجربة ورسم ملامح عامة لها.
صفاء الطويل، مديرة الفريق بحمص، أشارت إلى أن الفريق تشكل منذ ثلاث سنوات في درعا ويضمّ نحو 500 شاب وشابة من مختلف المحافظات، ويُعنى الفريق بفن الإلقاء والرسم والغناء والكتابة النثرية، ويتمّ التدريب والإرشاد من قبل فريق مختص، منوهةً بأن الفريق قدم أكثر من نشاط وأن فريق “أثر” حمص تمّ تأسيسه منذ شهرين تقريباً.
مشرف فريق “أثر” في محافظة درعا محمد القادري أكد أن التجارب لا تزال في بداية مشوارها الإبداعي، وتحتاج إلى الكثير من التدريب والتثقيف لتصبح أعمق وأكثر صلابة عبر الوقوف على المنبر والتفاعل مع جمهور حقيقي، لافتاً إلى أن الفريق يخوض تجربته الثانية في اللقاء المباشر مع الجمهور، حيث قدّم نشاطه الأول منذ أيام في دمشق واليوم في حمص ومن ثم إلى باقي المحافظات.
بدوره الكاتب والناقد الدكتور قصي أتاسي قي تصريح لـ “البعث” انتقد الفعالية، مؤكداً أن ما تمّ تقديمه لا ينتمي لجنس أدبي واضح ومحدّد السمات، بل يمكن توصيفه بخانة التجارب الشابة التي لم ترتقِ لتكون أدباً يقدّم للجمهور، ويحتاج الشباب المشاركون إلى الكثير من المحاولات الجادة والتثقيف الأدبي والاطلاع على التجارب المهمّة للأدباء والشعراء العرب والعالميين، ومن ثم تخضع الموهبة للصقل والإتقان لتقدّم للجمهور بشكل جميل وممتع مع الحفاظ على القيمة الفكرية والفنية للمنجز الإبداعي.