ثبات المعيار
معن الغادري
على الرغم من كلّ الظروف الصعبة والضاغطة، اقتصادياً ومعيشياً، ستبقى حلب الرقم الصعب في كلّ المعادلات والحسابات التي شكّكت بقدرتها على مواجهة كلّ التحديات والمخاطر التي أفرزتها الحرب الإرهابية الشرسة وإمكانية تعافيها ونهوضها مجدداً، وعودتها المتسارعة لموقع الصدارة والريادة كداعم وحامل ورافع للاقتصاد الوطني، وهو ما تؤكده مجريات ومسارات الخطط والبرامج وتسارع حركة الإنتاج صعوداً، ما أحدث فارقاً واضحاً وملموساً في خريطة العمل المتكاملة والمتناغمة الداعمة لعملية النهوض التنموي، والتي رسم جزءاً من هويتها وملامحها المستقبلية معرض خان الحرير للألبسة والجلديات بتنوعه وبعده الاقتصادي والاجتماعي والحضاري، والذي جاء ثمرة جهود كبيرة ومخلصة من كافة الشركاء.
ولعلّ البعد الأكثر تأثيراً للمعرض هو استقطابه لأكثر من 500 رجل أعمال حضروا من دول عربية عدة لزيارة المعرض، وهو بحدّ ذاته إنجاز كبير يُسجّل لمنظمي المعرض في غرفة الصناعة، وخاصة في مثل هذه الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد جراء الحصار الاقتصادي المفروض على الشعب السوري، وهو ما يحتّم على غرفة الصناعة بحلب التعاطي مع متطلبات التطور والحداثة برؤية تطويرية تتواءم مع احتياجات النهوض، ومن المفيد هنا استثمار وتوظيف نجاح المعرض في استنساخ هذه التجربة النوعية والرائدة لإقامة معارض مشابهة لمختلف الصناعات وتعزيز الجانب الترويجي والتسويقي، وتوثيق العلاقة والشراكة مع قطاع رجال الأعمال العرب والمستثمرين، وبما يؤسّس لمرحلة جديدة تضع المنتج الوطني في واجهة الأسواق العربية والعالمية.
ومقابل ذلك يقع على عاتق الفريق الحكومي ومحافظة حلب تقديم كلّ الدعم الممكن والمتاح للقطاع الصناعي والإنتاجي في حلب وباقي المحافظات، وأن يضعا في سلم أولويات عملهما للمرحلة القادمة إنجاز مدينة المعارض في المدينة الصناعية بالشيخ نجار، لتكون البوابة الأسرع والأوسع لاستعادة المنتج الوطني ريادته وصدارته في الأسواق العربية والعالمية.