كرتنا تعاني سوء الإدارة.. والحلول العاجلة مطلوبة في الأندية
ناصر النجار
عندما نشاهد مباراة منتخبنا الأولمبي مع نظيره السعودي، ونجد كيف خسرنا بالثلاثة مع الرأفة، نعرف تماماً الهوة الكبيرة والفارق الشاسع بيننا وبين أقراننا، وندرك تماماً أنهم اتخذوا طريق العلم منهجاً في تطوير كرة القدم، فصاروا إلى ما صاروا إليه، ولا غرابة إن فازوا على الأرجنتين في كأس العالم الماضية، بينما كرتنا تتلقى الخسائر من دول شقيقة كنا نعلّمها كرة القدم.
كلّ شيء في كرتنا يسير عكس التيار، ونحن لا نضع اللوم الكامل على اتحادها الحالي، بل على الاتحادات المتعاقبة كلّها، وإصلاح الحال بات بحاجة إلى معجزة، فكثرة العقبات والعثرات والصعوبات تحتاج إلى تحقيق معادلة صعبة ولكنها ليست مستحيلة.
المشكلة ليست في قيادة كرة القدم، بل هي في معقل كرة القدم ومركز صناعتها ورعايتها، ونقصد هنا الأندية، ولنا أن نتصوّر كيف كان حال الفرق الممتازة لو انطلق الدوري في موعده؟.
أنديتنا أغلبها يعيش فترة صعبة من الضائقة المالية إلى الضعف الإداري وسوء التنظيم. وعلى سبيل المثال استقال رئيس نادي الحرية ولمّا يمضِ على تشكيل الإدارة فترة بسيطة، وترك النادي يغوص في حيرة ما بعدها حيرة ولم يبق على انطلاق الدوري أكثر من ثلاثة أسابيع، وبالانتقال إلى نادي الطليعة فإن اللاعبين أعلنوا امتناعهم عن الالتزام بالتمارين حتى تفي إدارة النادي بالتزاماتها المالية تجاههم، وهي مشكلة جديدة تواجهها إدارة النادي ولا ندري إن كانت تملك الحلول التي تنهي هذه المشكلة سريعاً، فالوقت حرج، أما نادي الفتوة فقد أعلن حالة الطلاق المبكر بينه وبين مدرّبه محمد عقيل وتعاقد مع أيمن الحكيم كمدرّب جديد ليبدأ موسمه بمباريات كأس الاتحاد الآسيوي في الشهر القادم، إضافة للمسابقات المحلية، ولا ندري إن كان الفريق سيستمر مع المدرّب الحالي أم أنه سيقع بفخ التبديل والتغيير.
هذا غيض من فيض، فهناك معلومات عن تغييرات قادمة في بعض الأندية على صعيد المدربين، وقد نشهد استقالات هنا وهناك من إدارة أو مدرّبين، فالأوضاع في بعض الأندية ليست على ما يرام أمام الأزمات الكثيرة التي تلحق بها.
بكل الأحوال، ما سبق كله عائد إلى سوء الإدارة والتنظيم، فأنديتنا ما زالت تتصرف فوق إمكانياتها وحجمها وعند ساعة الجد ينكشف المستور، لذلك لا بد من وضع حدّ لهذا الاحتراف الهزيل الذي أضاع على أنديتنا كل مواردها وإمكانياتها دون أي طائل أو فائدة ترتجى!.