هل باتت”اليونيفيل” أداة أخرى لتعميق معاناة اللبنانيين
تقرير إخباري
برفضه الاقتراح الذي فرضته ممثلة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد على لبنان، صدم وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب المندوبة الأمريكية خلال اجتماعهما مؤخراً في نيويورك. ففي خطوة شاعة، رفض إملاءات واشنطن، ولم يذعن للانتقال إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز “فرض القرار 1701 بالقوة”.
يتعلق الاقتراح بالتجديد السنوي لتفويض الأمم المتحدة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “اليونيفيل”، المقرر أن ينتهي في 31 آب، والذي تم طوعياً وبموافقة متبادلة بين لبنان والأمم المتحدة، لكن الأمم المتحدة، تحت قيادة الولايات المتحدة في المقام الأول، قررت أنه إذا لم يوافق لبنان على شروط التفويض، فسيتم فرضه عليه.
وكان وزير الخارجية اللبناني في نيويورك لحضور اجتماع بشأن قوات اليونيفيل المكلفة من قبل الأمم المتحدة، وبعد لقائه مع السفيرة غرينفيلد، اتخذ لبنان قراراً برفض فرض الانتداب على لبنان بالقوة.
شددت غرينفيلد على أن الهدف من دعم الولايات المتحدة لضمان تفويض قوي لمجلس الأمن بتمديد ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان هو تمكينها من القيام بواجباتها، كما دعت إلى التصدي لأنشطة منظمة “أخضر بلا حدود” التي فرضت الولايات المتحدة عليها عقوبات مؤخراً لتقديمها الدعم للسكان في جنوب لبنان على طول الخط الأزرق.
وللإشارة، فرضت الولايات المتحدة مؤخراً عقوبات على منظمة “أخضر بلا حدود”، وهي منظمة غير حكومية تأسست عام 2013 تعمل على حماية البيئة اللبنانية وزراعة الأشجار في المناطق المدمرة، وذلك بذريعة أن المنظمة ومديرها زهير نحلة مرتبطان بالمقاومة اللبنانية. من جهته قال نحلة لوكالة “أسوشيتد برس” في كانون الثاني الماضي: “نحن لسنا ذراعاً لأحد.. نحن جمعية بيئية نعمل من أجل جميع الناس ولسنا مسيسين”.
تم إنشاء قوات اليونيفيل بقرار من مجلس الأمن في آذار 1978 بعد الغزو الإسرائيلي الأول للبنان، ومع ذلك، قامت “إسرائيل” منذ ذلك الحين بعمليات توغل متكررة في لبنان، واحتلت بوحشية الجزء الجنوبي بأكمله لمدة 18 عاماً لغاية عام 2000. وعلى الرغم من انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من الجنوب، إلا أنه يواصل احتلاله جزءاً زراعياً استراتيجياً للغاية في الجنوب وهو مزارع شبعا، والأمم المتحدة لم تعترف قط بمزارع شبعا كمنطقة محتلة في لبنان.
إن 18 عاماً من الاحتلال الإسرائيلي للبنان تظهر عدم فعالية قوات اليونيفيل والأمم المتحدة، حتى أن كثيرين في لبنان يتهمون قوات اليونيفيل بالعمل على قمع المقاومة في جنوب لبنان نيابة عن الكيان الإسرائيلي.
يتمحور النزاع بين لبنان والأمم المتحدة حول مزارع شبعا بسبب عدم اعترافها على أنها أرض لبنانية، في حين تعترف سورية ولبنان معاً بالمنطقة على أنها أرض لبنانية محددة بوضوح على الخرائط القديمة.
وفي بيان أصدرته وزارة الخارجية في 25 آب أضاف وزير الخارجية أن “الاعتراف بالحدود البرية يسهم في وضع حد للتوترات المستمرة”.
في صيف عام 2006، حاولت “إسرائيل” غزو لبنان على نطاق واسع، وبينما لم تكن القوات البرية الإسرائيلية قادرة على الاستيلاء حتى على بوصة واحدة من الأراضي، قامت قوات الاحتلال الجوية بقصف البلاد من الشمال إلى الجنوب ما تسبب في مقتل وإصابة الآلاف، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية.
تمت الموافقة على القرار 1701 في عام 2006 بعد هزيمة الجيش الإسرائيلي، والذي كان يدعو إلى “وقف كامل للأعمال العدائية والسماح لليونيفيل باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة في مناطق انتشار قواتها، والتدابير التي ترى أنها في حدود قدراتها، لضمان عدم استخدام منطقة عملياتها في أنشطة عدائية من أي نوع”.
وتربط قوات حفظ السلام التابعة لليونيفيل مع الجيش اللبناني بعلاقة عمل ويجريان تدريبات مشتركة، وقد أشار وزير الخارجية إلى ضرورة وأهمية تنسيق عمليات اليونيفيل مع الحكومة اللبنانية ممثلة بالجيش اللبناني، كما نص على ذلك ميثاق اليونيفيل المعروف.
سمر سامي السمارة