إستراتيجية وحدة ساحات المقاومة
تقرير إخباري
أحرجت عمليات المقاومة الفلسطينية الفدائية الأخيرة، التي استهدفت قوات الاحتلال ومستوطناته في الضفة الغربية المحتلة، قادة كيان الاحتلال، وكشفت عن ضعفٍ أمنيٍّ وعسكريّ شديد يقوّض ادّعاءاتهم بتمكّنهم من ردع فصائل المقاومة عن مواصلة نشاطها في الضفة، ولا سيما بعد العدوان الأخير على مدينة جنين ومخيّمها. ولم يقف الأمر عند هذا الحدّ، فعجز “إسرائيل” يتّضح أكثر في حديث إعلامها عندما كذّب كلام رئيس حكومته بنيامين نتنياهو عن استعداد جيشه لملاحقة واستهداف قادة المقاومة الفلسطينية، معتبراً أنه “ليس دقيقاً”، كما أشار الإعلام ذاته إلى سقوط ورقة استهداف المقاومة في قطاع غزة المحاصر من يدِ نتنياهو، باعتبارها الحاضنة لقادة الفصائل ومنها ينطلق أمر عمليات استهداف الاحتلال، حسب زعمهم.
فمن المعلوم أن “إسرائيل” كانت وما زالت تستخدم سلاح الاغتيال للقضاء على قادة المقاومة السياسيين والعسكريين عندما تعجز آلتها العسكرية عن القيام بمهمّة كبح وفرملة العمليات الفدائية، ولكن المقاومة كانت تسارع إلى ترميم جسمَيها السياسي والعسكري وتعيد إنتاج أجيال أكثر قدرة على مواجهة الاحتلال وأكثر تطوّراً من حيث أساليب عملها المقاوم وبما يحقق أهدافها بتكاليف أرخص وصدى أوسع وتكون أكثر إيلاماً.
أما عن احتمالات العدوان على قطاع غزة، رداً على العمليات الفلسطينية في الضفة، فقد أشار إعلام العدو إلى أنه سيكون لها ثمن، يتمثل بإطلاق الصواريخ على مستوطناته، وهو أمر لن يستطيع المستوطنون تحمّله وستكون أثمانه كبيرة على ما تسمّى “الجبهة الداخلية”، وسيعزّز مكاسب معارضي نتنياهو وسيزيد من مشكلاته الداخلية.
من جهتها، تعي المقاومة الفلسطينية أن غدر الاحتلال الإسرائيلي بقادتها وحتى شنّ عدوان على قطاع غزة وارد بشدّة، فهي تعلم أن نتنياهو قد يُقدِم على المغامرة بهذين الخيارين للخروج من مشكلاته الداخلية ولشدّ عصب حكومة المتطرّفين التي يرأسها، ولهذا السبب أعادت الفصائل تذكير الاحتلال بإستراتيجية وحدة الساحات، كما أن احتمال تهوّر الاحتلال وقيامه باستهداف قادة المقاومة خارج فلسطين المحتلة، دفع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر، وفي خطاب “يوم القدس العالمي” منتصف نيسان الفائت، إلى تحذير الاحتلال من ارتكاب الحماقات، وهدّده بأنّ “أي حدث أمني يستهدف أيّ أحد في لبنان، ستردّ عليه المقاومة اللبنانية بالحجم المناسب وبالطريقة المناسبة من دون تردّد”، وأيضاً جاء اللقاء الأخير بين نصر الله وقادة في المقاومة الفلسطينية يوم السبت الفائت لـ”ردع إسرائيل”، حسب إعلامها الذي بات يعلم أن كيانه المصطنع يعيش أسوأ أيامه، وأن الكلمة الفصل في المنطقة أصبحت في يد المقاومين، وأن الاستفراد بأيّ ساحة داخل فلسطين وخارجها لم يعُد ممكناً، وأن ثمن أيّ حماقة سيكون كبيراً جداً.
إبراهيم ياسين مرهج