الغابون كنزٌ أفريقي أخر تخسره فرنسا
تقرير إخباري
بعد دقائق من إعلان الهيئة الانتخابية في الدولة الواقعة في وسط إفريقيا فوزه بولاية ثالثة، قال ضباط عسكريون في الغابون: إنهم استولوا على السلطة يوم الأربعاء30 آب ووضعوا الرئيس علي بونغو تحت الإقامة الجبرية.
كانت هناك محاولة انقلاب فاشلة في عام 2019، وفي حال نجاح الانقلاب الأخير سيكون هذا الانقلاب في الغابون هو الثامن في غرب ووسط إفريقيا منذ عام 2020 بعد النيجر ومالي وغينيا وبوركينا فاسو وتشاد، ولم يتضح من كان يقود الانقلاب لكن لقطات تلفزيونية أظهرت رجلاً يرتدي زياً عسكرياً وقبعة خضراء ويرفعه جنود وهم يهتفون “أوليغي الرئيس” في إشارة محتملة إلى بريس أوليغي نغويما قائد الحرس الجمهوري في الغابون.
وتعليقاً على الانقلاب، قال أوليفييه فيران المتحدث باسم الحكومة الفرنسية: “ندين الانقلاب العسكري ونذكر بالتزامنا بإجراء انتخابات حرة وشفافة”. لقد خلق الانقلاب المزيد من عدم اليقين بشأن الوجود الفرنسي في المنطقة والتي يتواجد فيها نحو 350 جندياً في الغابون. وكان قد تم طرد قواتها من مالي وبوركينا فاسو بعد انقلابات هناك في العامين الماضيين.
على عكس النيجر ودول الساحل الأخرى، فإن الغابون، التي تقع إلى الجنوب على ساحل المحيط الأطلسي، لم تضطر إلى محاربة حركات التمرّد المزعزعة للاستقرار، لكن الانقلاب يُعد علامة أخرى على التراجع الديمقراطي في المنطقة المضطربة.
من جهتها دعت الصين إلى حلّ سلمي، وقالت روسيا: إنها تأمل في عودة سريعة للاستقرار. وكتب روكميني سانيال، المحلل في وحدة الاستخبارات الاقتصادية في مجلة “إيكونوميست”: “مع ادعاء قادة الانقلاب أنهم يمثلون جميع فصائل جهاز الأمن في الغابون، فمن غير المتوقع أن يتمكن السيد بونغو من قمع الانتفاضة”، مشيراً إلى “الاستياء العام واسع النطاق” ضد بونغو، وعائلته وحزبه الحاكم.
وكان نقص المراقبين الدوليين وتعليق بعض محطات البث الأجنبية وقرار قطع خدمة الإنترنت وفرض حظر التجول ليلاً بعد الانتخابات قد أثار مخاوف بشأن شفافية التصويت، على الرغم من رفض فريق بونغو مزاعم التزوير . وكانت هيئة الانتخابات قد أعلنت فوز بونغو في الانتخابات بنسبة 64.27% من الأصوات، وقالت: إن منافسه الرئيسي، ألبرت أوندو أوسا، حصل على 30.77% .
تجدر الإشارة إلى أن الغابون تنتج نحو 200 ألف برميل من النفط يومياً، معظمها من الحقول المستنفدة، وتشمل الشركات العالمية ” التي تجري أنشطة التنقيب توتال إينرجيز” الفرنسية و شركة”بيرينكو” الأنغلو فرنسية. وكانت شركة التعدين الفرنسية إيراميت، التي لديها عمليات كبيرة في مجال التعدين في الغابون، قد أعلنت عن تعليق أنشطة عملياتها.
عناية ناصر