رغم الظروف والمعوقات.. أكثر من 14500 مدرسة تقرع أجراسها مع بداية العام الدراسي
اعتراض ومبررات
قرار افتتاح المدارس في هذا الموعد رافقته شكاوى عديدة، لاسيما أن المدرسين لم يتنفسوا الصعداء بعد جراء استنفارهم على مدار أيام الامتحانات، وخاصة أن امتحانات الدورة الثانية للشهادة الثانوية انتهت منذ أسابيع قليلة، إضافة إلى وجود مدارس بحاجة لصيانة وترميم، ولاسيما مدارس المحافظات المنكوبة بعد كارثة الزلزال؛ فيما تؤكد وزارة التربية من خلال قرارها التقيد بالخطة الدرسية والالتزام بأيام العام الدراسي من أجل إنهاء المنهاج بالكامل. وقد أرسلت “التربية” رسائل مطمئنة من خلال إجراءات وتوجيهات وتعليمات تساهم في تذليل بعض الصعوبات التي تواجه افتتاح المدارس في هذا التوقيت، إلا أن تلك الإجراءات المزمع تطبيقها في المدارس، تبقى هواجس ومخاوف الأهالي محقة، وخاصة أن أغلب مدارسنا يفتقر لتجهيزات مع الأعداد الكبيرة للطلاب في الصفوف وقلة الإمكانيات المادية التي تقف عائقاً أمام إجراء عمليات الصيانة والإصلاح، إضافة إلى عدم تجاوب أغلب المجالس المحلية وخاصة في تقديم المساعدات والتعاون في الوصول إلى بيئة مدرسية مناسبة ضمن الظروف الراهنة.
استنفار تربوي
وقد شهدت الأيام القليلة الماضية استنفاراً تربوياً عالي المستوى، وغزارة في القرارات والبلاغات، منها مكرر في كل عام كتعليمات تربوية ثابتة، ومنها الجديد، ولعل أهمها إيقاف التنقلات والإجازات والاستقالات وذلك من خلال سحب التفويضات من يد المحافظين ومديري التربية، وهو ما فسره البعض بأنه يأتي من باب حرص وزارة التربية على ضبط العملية التعليمية منذ بداية العام، إذ عممت الوزارة على مديري التربية تحديد يوماً واحداً في الأسبوع لاستقبال الأهالي والمدرسين والاستماع لمشاكلهم وإيجاد الحلول بالسرعة الكلية، مع القيام بجولات ميدانية مفاجئة على جميع المدارس خلال العام الدراسي للاطمئنان على حسن سير العملية التعليمية في كافة المحافظات، واستدراك ومعالجة الملاحظات، ومتابعة عمل الإدارات والمدرسيين والكادر التربوي في المدارس.
ومع توجيه الوزارة بعدم التشدد باللباس المدرسي إلا أنها لم تغفل التأكيد على ضرورة التقيد باللباس المدرسي المحدد، ورفض كل لباس بعيد عن الأصول التربوية ويسيء للعملية التربوية وللطالب في آن معاً، ولاسيما مع وجود “موديلات” غير مقبولة في المدارس، محملة إدارة المدرسة مسؤولية تنبيه الطلاب وتوضيح المطلوب.
العبرة بالتنفيذ
ومع أهمية هذه القرارات والتعليمات التربوية وما تعكسه بالإيجاب على الأسلوب التعليمي، اعتبر متابعون للشأن التربوي أن العبرة تبقى في مدى تنفيذ هذه البلاغات والتعليمات على أرض الواقع مع وجود كوادر تربوية ومدرسين على سوية عالية تستطيع أن تواكب المناهج المطورة.
ويأمل مدرسون عبر “البعث” أن تأخذ هذه القرارات طريقها، وأن تكون قابلة للتطبيق في ظل التحديات الجمة التي تواجه إدارات المدارس، مثل الكثافة الطلابية في الشعبة الصفية، ما ينعكس سلباً على أداء المعلم والطالب.
علي حسون