استشهاد فلسطيني وإصابة واعتقال العشرات في اعتداءات متفرّقة للاحتلال في الضفة
الأرض المحتلة – وكالات
استشهد فلسطيني وأُصيب واعتقل آخرون، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرّقة بالضفة الغربية المحتلة.
واقتحمت أعداد كبيرة من قوات الاحتلال مخيم نور شمس في طولكرم، وداهمت عدداً من المنازل ونشرت قناصيها على أسطحها، وأطلقت الرصاص باتجاه الفلسطينيين، ما أدّى إلى استشهاد الشاب عايد أبو حرب 21 عاماً وإصابة آخر بجروح خطيرة.
كذلك دمّرت جرافات الاحتلال الطريق المحاذي لمدخل المخيم، والذي يعد الشريان الرئيسي الذي يربط طولكرم ببلدات وادي الشعير شرقها وبمدينة نابلس، كما دمرت عدداً من المركبات والمحال التجارية في المنطقة.
وتصدّت فصائل المقاومة لقوات الاحتلال على أكثر من محور بصليات كثيفة من الرصاص والعبوات المتفجّرة، وأعلنت إصابة إحدى آلياته بعبوة متفجرة، ودفعت قوات الاحتلال في أعقاب الاشتباكات العنيفة بتعزيزاتٍ عسكرية تجاه مخيم نور شمس.
وفي سياقٍ متصل، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة يعبد في جنين ودهست بآلية عسكرية فلسطينيين اثنين كانا على دراجتهما قبل أن تعتقلهما، بينما اقتحمت عدّة أحياء في الخليل ومخيم العروب شمالها، واعتقلت ستة فلسطينيين، كما اقتحمت مخيمي الجلزون والأمعري في رام الله، وبلدات عناتا وكفر عقب والرام والعيسوية والبلدة القديمة في القدس المحتلة، واعتقلت 13 فلسطينياً، كما سلمت رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر هدمي أمراً بتجديد وضعه تحت الإقامة الجبرية للمرة الخامسة تمنعه بموجبه من دخول الأحياء الشرقية من القدس المحتلة، بما فيها البلدة القديمة والمسجد الأقصى، وتحدد له طريق دخوله لحي الصوانة الذي يقطنه وطريق الخروج منه.
في الأثناء، أطلقت قوات الاحتلال الرصاص وقنابل الصوت والغاز السام على عشرات الفلسطينيين الذين تظاهروا في منطقة عصيدة في بلدة بيت أمر شمال مدينة الخليل رفضاً لجرائمها، ما أدى لإصابة شابين بالرصاص والعشرات بحالات اختناق.
وكانت قوات الاحتلال اقتحمت البلدة صباح الثلاثاء، واعتدت على مدرسة زهرة المدائن الأساسية أثناء وجود الطالبات فيها، ما أدّى لإصابة عدد من المعلمات وعشرات الطالبات بالاختناق، كما قامت بمداهمة عدد من المنازل واعتلاء أسطحها.
من جانبهم، اقتحم مستوطنون إسرائيليون بلدتي عورتا جنوب شرق مدينة نابلس ودير دبوان شرق مدينة رام الله، ونفّذوا جولاتٍ استفزازية فيها بحماية قوات الاحتلال التي داهمت عدداً من المنازل، وخربت محتوياتها، واحتجزت أهلها لعدة ساعات.
إلى ذلك، طالبت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين المجتمع الدولي بالضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لنقل الأسير المصاب بالسرطان وليد دقة إلى أحد مشافي الضفة الغربية.
وأوضحت الهيئة في بيان، أن دقة يعاني من سرطان النخاع الشوكي، وتعرّض في الفترة القليلة الماضية لعدة انتكاسات صحية خطيرة ومتتالية تمثلت في التهاب رئوي وقصور كلوي حاد وهبوط في نسبة الدم، مشدّدة على ضرورة نقله إلى أحد مشافي الضفة الغربية لتلقي العلاج اللازم.
في الأثناء، دعا البرلمان العربي المجتمع الدولي، وفي مقدمته مجلس الأمن واللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى التدخّل العاجل لوقف انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وممارساته التعسفية بحق الأسرى الفلسطينيين، والعمل على حمايتهم وفقاً للقرارات الدولية واتفاقية جنيف الخاصة بالأسرى ومساندتهم حتى نيل حريتهم وحقوقهم المشروعة.
وأدان البرلمان في بيان، قرارات الوزير في حكومة الاحتلال ايتمار بن غفير بتقليص زيارات الأسرى في معتقلات الاحتلال لتصبح مرة كل شهرين بدلاً من مرة كل شهر، مبيناً أن الهجمة العنصرية الشرسة التي تشنها سلطات الاحتلال ضدّ الأسرى تهدّد بتفجير الأوضاع، ما يتطلب تحركاً فورياً لوقفها.
من جانبه، طالب وزير الاقتصاد في السلطة الفلسطينية خالد عسيلي المجتمع الدولي بالضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي لإعادة فتح معبر كرم أبو سالم، الذي يعد المنفذ التجاري الوحيد لقطاع غزة إلى الضفة الغربية.
وأوضح العسيلي، أن قرار الاحتلال بإغلاق المعبر ومنع تسويق منتجات القطاع في الضفة جائر، ويُضاف إلى سياسة الحصار والعقاب الجماعي التي تنتهجها حكومة الاحتلال بحق القطاع منذ عام 2006 والتي تسببت بأزمة إنسانية واقتصادية عميقة.
وحذّر العسيلي من أن هذا القرار الظالم سيكبّد القطاع خسائر باهظة، ويحرم التجار والمزارعين والصناع من تسويق منتجاتهم، ما يعطل حركة الإنتاج والتشغيل.
من جهتها، طالبت رئاسة السلطة الفلسطينية المجتمع الدولي بالتدخّل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل وعدم الاكتفاء بسياسة التصريحات التي لا تغير شيئاً على الأرض، مشدّدة على أن الشعب الفلسطيني سيبقى متمسكاً بثوابته الوطنية التي لن يحيد عنها مهما كانت الضغوطات.
وبين أبو ردينة أن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية تصعيد الاحتلال اعتداءاته، داعياً إياها إلى التدخل لوقفه ومنع انفجار الأوضاع، حيث إن استمرار هذه السياسات العدوانية ضدّ الفلسطينيين وأرضهم ومواصلة المستوطنين إرهابهم واقتحاماتهم للمسجد الأقصى وغيرها من الإجراءات أحادية الجانب سيكون لها تداعيات خطيرة جدا على الجميع.
بدورها أكّدت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية أن الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في مخيم نور شمس هي جريمة حرب وجريمة ضدّ الإنسانية تضاف إلى جرائم القتل التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، محذرةً من خطورة التعامل معها كإحصائيات وأرقام تخفي حجم معاناة الأسر الفلسطينية نتيجة اغتيال حياة أبنائها وسرقتها.
ولفتت الخارجية إلى أنها ستتابع العمل مع المحكمة الجنائية الدولية، مطالبةً إياها بالخروج عن صمتها وتحمل مسؤولياتها والوفاء بالتزاماتها تجاه ما يتعرّض له الفلسطينيون من اعتداءات وجرائم وصولاً إلى محاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين ومحاكمتهم.