الصين تدخل على خط الوساطة لحلّ أزمة النيجر.. وباريس تبدأ مباحثاتها للانسحاب
باريس – نيامي – وكالات
في سياق الخطوات الصينية الرصينة في تحقيق التنمية والأمان لجميع الشعوب، وخاصةً في المنطقة الإفريقية، بما ينعكس على الوضع الاقتصادي لكل بلدان العالم، وبشكل يمهّد الطريق أمام بكين لتنفيذ مبادرة “الحزام والطريق”، إضافةً إلى تعزيز شراكاتها الاقتصادية في القارة السمراء، في وقت يندحر فيه الدور الأوروبي الاستعماري في مناطق شاسعة من القارة، أعلن السفير الصيني في نيامي جيانغ فنغ أن حكومة بلاده تعتزم القيام بدور وساطة في محاولة لحل الأزمة السياسية التي تشهدها النيجر.
ونقلت وكالة فرانس برس عن فنغ قوله في تصريح للتلفزيون الوطني النيجري: إن “الحكومة الصينية تعتزم تأدية دور المساعي الحميدة والوسيط مع الاحترام الكامل لدول المنطقة، لإيجاد حل سياسي لهذه الأزمة التي تشهدها النيجر”.
وشدّد فنغ على أن “الصين تنتهج دائماً مبدأ عدم التدخّل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، كما أنها تشجع الدول الإفريقية على حل مشكلاتها بنفسها”.
من جانبٍ آخر، أفادت وسائل إعلام فرنسية بأن باريس بدأت مباحثات مع جيش النيجر لسحب جزء من قواتها العسكرية من النيجر، حيث تحتفظ هناك بنحو 1500 جندي.
وقالت صحيفة “لوموند”، نقلا عن مصادر فرنسية مطلعة: إن “المناقشات بدأت بشأن انسحاب بعض العناصر العسكرية الفرنسية”.
وأضاف مصدر بوزارة الدفاع الفرنسية: إن هناك “مناقشات بين العسكريين لتسهيل حركة الأصول العسكرية الفرنسية المجمّدة منذ تعليق التعاون بين البلدين في مكافحة الإرهاب”.
وونقلت الصحيفة عن مصدر قوله: إن فرنسا تجري مباحثات مع جيش النيجر، وليس مع المجلس العسكري الحاكم.
من جانبه أكد رئيس الوزراء المعين من قبل المجلس العسكري في النيجر، محمد الأمين زين، يوم الاثنين، أن المشاورات حول وجود القوات الفرنسية في النيجر يجب أن تؤدي لنتائج قريبة، مضيفاً: إنه يأمل في التوصل إلى اتفاق مع “إيكواس” في الأيام القليلة القادمة.
من جهةٍ أخرى قال رئيس وزراء النيجر: إن بلاده ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لمواجهة أي تدخّل عسكري.
إلى ذلك قال وزير الخارجية الفرنسي الأسبق هوبير فيدرين، إنه يتعين على فرنسا مغادرة الدول الإفريقية التي لم تعد تريد بقاءها على أراضيها.
وأوضح الوزير في محوار مع صحيفة “فايننشال تايمز” أن فرنسا ارتكبت خطأ خلال العقد الماضي، وهو تعويلها في سياستها الخارجية تجاه الدول الإفريقية بمصالحها العسكرية في المقام الأول.
وأضاف: “إذا كانت (الدول في إفريقيا) لا تريدنا هناك، فلا يمكننا البقاء هناك. علينا أن نبدأ من الصفر ونطور علاقات أكثر تنوعاً تعتمد على النشاط الاقتصادي والتبادلات الثقافية والقوة الناعمة”.
وفي وقت سابق، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، في مقابلة مع صحيفة “لوموند”: إن الجيش الفرنسي في النيجر، بسبب عدم التعاون مع القوات النيجيرية، لم يعد قادرا على تنفيذ مهمته فعلياً.