اتحاد الكرة يعيد تكرار الأخطاء.. و”كوبر” تحت المساءلة؟
يقيمُ منتخبنا الوطني لكرة القدم للرجال هذه الأيام معسكراً تدريبياً في الصين تحضيراً لخوض تصفيات كأس العالم 2026 ونهائيات كأس آسيا، ومن المنتظر أن يلتقي المنتخب يوم غدٍ نظيره الماليزي في تجربة وديّة، على أن يلتقي منتخب الصين أيضاً يوم الثلاثاء المقبل في السياق ذاته.
وهنا لن ندخل في الجدوى الفنية للمعسكر أو المباريات الودية كونها من اختصاص المدرّب والكادر الفني، إلا أن الإشارة وجبت لعدة نقاط مهمّة، خاصة وأن الفترة الزمنية المتبقية لانطلاق تصفيات المونديال تقارب الشهرين، وهي فترة قصيرة للغاية، لاستدراك النواقص في ضوء الملاحظات الكثيرة على المنتخب وعناصره وأدائه.
الغريبُ أن اتحاد الكرة يعيد في طريقة تعامله مع المدرّب الأرجنتيني هيكتور كوبر وكادره المعاون الأخطاء التي ارتكبها الاتحاد السابق مع المدرّب التونسي نبيل معلول، الذي كان يطيل السفر ولا يعطي المنتخب الاهتمام اللازم، فضلاً عن اكتفائه بزيارات محدودة وقصيرة لسورية دون نتائج ملموسة.
كوبر الذي تعاقد معه اتحاد الكرة قبل حوالي سبعة أشهر لم نشاهده في ملاعبنا إلا ما ندر، وحتى مساعدوه لم يتابعوا مباريات الدوري المنصرم إلا ما ندر، حيث سمعنا أن الجهاز الفني يتابع لاعبين مغتربين لضمّهم للمنتخب، لكن قائمة الأسماء في كلّ مرة تنسفُ هذا الكلام بالمطلق!.
تكاليف المدرّب ومعاونيه التي يقال إنها تقارب الخمسين ألف دولار شهرياً لا بدّ من النظر إليها على أنها حتى اللحظة ضائعة بلا طائل، وجميع المبررات لعدم تواجد المدرّب بشكل مستمر غير صحيحة بالمطلق ولا يمكن قبولها في هذا الظرف، فالكلام عن صعوبة تجميع المنتخب في غير أيام “الفيفا” غير واقعية بالنظر إلى أن نصف القائمة التي استدعاها كوبر للمعسكر الحالي في الصين من لاعبي الدوري المحلي، أي أن الاستفادة من فترة توقف الدوري خلال فترة الصيف كانت ممكنة إذا توفرت النيّة والرغبة.
تكرار الخطأ في ترك المدرّب دون حساب أو سؤال بحجة سيرته الذاتية العالمية أمر يجب ألا يمرّ مرور الكرام، فمن حق الاتحاد على المدرّب أن يشرف بشكل شخصي على تفاصيل العمل، كما أن من حقّ الشارع الرياضي معرفة أسباب استدعاء بعض الأسماء للمنتخب رغم أنها جُرّبت غير مرة ولم تكن على قدر الطموح والمستوى المنتظر؟!!.
المحرر الرياضي