جهينة شبوع تعود إلى أصل الحكاية في باكورتها الأدبية
آصف إبراهيم
استضافت قاعة سامي الدروبي في المركز الثقافي العربي بحمص أول أمس الأحد حفل توقيع رواية الكاتبة جهينة شبوع الصادرة حديثاً عن دار توتول تحت عنوان “أصل الحكاية- حكاية حب”.
تضمن الحفل قراءات نقدية قدّمها مجموعة من الكتّاب والنقاد بدأها الكاتب عماد نداف الذي رأى أن الكاتبة فتحت باباً جديداً في مجال الكتابة عن الحرب هو باب الحب، بعيداً عن وقائع الحرب نفسها من مشاهد قتل ودمار، هذه الرواية بتشويقها الحاد تطوي صفحة الحرب بحكاية حب، حكاية الإنسان السوري الذي كان ضحية لهذه الحرب، فالكاتبة كما يرى، لم تغامر في تصوير وحشية الحرب، بل فتحت الباب بهدوء لعاشقين من نوع خاص، وانتقت لهما المكان المناسب عند بائع الورد، وليس في جبهات الحرب، لنجد أنفسنا أمام نصّ جديد يحاكي الحرب بالحب.
الكاتب نزيه بدور، رئيس جمعية العاديات في حمص، رأى في الرواية تجربة فريدة واعدة خطّت بأسلوب حداثوي عن قصد أو غير قصد، بأصوات متعدّدة تناوبت في قيادة السرد، وأشار إلى رمزية اختيار الأسماء التي وظفت توظيفاً متقناً، بأسلوب مشوّق يضع الرواية في خانة النصوص السردية العصرية المختصرة دون أن يضرّ قصرها بمكانتها في السرد، ورسالتها الإنسانية.
الكاتب محمد رستم شاهد في النص نمطاً جديداً من فن الحكاية يتعدّى الدلالة المباشرة إلى الرسالة المشفرة، أي القراءة بالتأويل، كل ما أرادته الكاتبة هو نشر ضوء الكلام على حبل أرواحنا المتعبة، فالحكاية تتعدّى قصة حب غيث وورد إلى حبّ أمنا الأولى سورية، فالمأساة السورية هي الصندوق الأسود في هذا المنجز، الذي لا يخلو من الطابع الإرشادي الواضح في الدعوة للحب وإدانة الحرب، الصراع في السرد الروائي لا يدور بين الشخصيات فيما بينها، وإنما بينها وبين الواقع، حيث يطغى عليه ترف جمالي مغمس بعبق الشعر.
الكاتب والمسرحي محمد الحفري لم يخرج في قراءته عما أتى به من سبقه من ابتعاد النص عن أزيز الرصاص وأصوات المدافع بل اختارت التلميح إليها دون المجاهرة بها، واعتمادها على رمزية الأسماء ولاسيما الورد، واعتمادها أيضاً على التكثيف الذي لخّصت فيه ما يجول في خاطرنا.
وختم الناشر محمد الطاهر بالحديث عن الجوانب المهمّة في الرواية التي تمحورت حول حكاية ثلاث شخصيات هي محور السرد.
القراءات النقدية كافة لجأت إلى إبراز الجوانب التي رأت فيها ملمحاً إيجابياً، وابتعدت عما يمكن أن يخلق حالة إحباط للكاتبة باعتبار أن النص هو باكورتها الأدبية وجلّ ما تحتاجه هو مزيد من التشجيع والثناء. رغم المبالغة الواضحة في كيل الإطراء والمديح على نص لا يتجاوز عدد صفحاته المئة صفحة وعدد شخوصه الثلاث شخصيات.
الرواية هي باكورة نصوص جهينة شبوع وتدور قصتها حول شخصيتي ورد وغيث الشابين اللذين التقيا عند محل بيع الزهور وتعاهدا على الحب مدى الحياة، لكن ظروف الحرب التي دارت رحاها في البلاد دمّرت محل الزهور، ودفعت بغيث للهجرة بحثاً عن عمل يعيل أسرته، وتبقى ورد التي ورثت عن أمها مرضاً في القلب تنتظره إلى أن فاجأها بعودته يحمل باقة من الزهر في المكان ذاته لتسقط ورد التي أنهكها المرض صريعة بين يديه مستسلمة للموت الذي أنهى قصة حب سورية تتجاوز الحرب وتداعياتها المؤلمة لتعيدنا إلى أصل الحكاية حكاية حب.
جهينة شبوع كاتبة من مواليد حمص ١٩٧٣تحمل شهادة ترجمة، ودبلوم تأهيل تربوي من جامعة البعث.