مجلة البعث الأسبوعية

الإبداع الموسيقي.. مواهب تصنع المستقبل.. ومهارات تبحث عن الرعاية والتشجيع

دمشق – البعث الأسبوعية

مواهب موسيقية عديدة باتت في الصدارة ونالت شهرة كبيرة رغم تجربتها المتواضعة إلا أنها بموهبتها الإبداعية حجزت لنفسها مكاناً في عالم الشهرة وهنا تستوقفنا العديد من الأمثلة التي حصدت أعجاب الناس ونالت محبتهم وخاصة تلك المواهب الصغيرة ذات القدرات الإبداعية المتعددة .

ولاشك أن نضال الصغير احد تلك المواهب التي لا يتجاوز عمرها الـ 10 سنوات، ولاشك أن مهارته في العزف بأصابعه الصغيرة على آلة العود تطرح تساؤلات عديدة عن سر موهبته التي اكتشفتها والدته في عمر 8 سنوات من خلال أدائه الأغاني بصوته الجميل دون أي نشاز موسيقي وقامت بتصميم آلة عود خصيصاً له لتلائم جسمه وأصابعه، حيث شارك الصغير في عدة حفلات في دار الأوبرا (كورال) غناء وفي مدينة معرض دمشق الدولي وفي مهرجان أغنية الطفل.

ولاشك أن الموسيقا غذاء للروح لدى الكبار والصغار في آن واحد فأعظم الموسيقيين كبيتهوفن /موزارت/ عالجوا الأطفال من خلال سماع موسيقا هادئة، فالموسيقا تخاطب أذن الطفل مباشرة وقلبه وعقله فهو يفهم مايسمع وتساهم في تكوين شخصيته وسلوكه وإذا استثمرت بطريقة صحيحة ستفرز جيلاً يمارس دوره بكل ثبات وثقة، وقد نوّهت دراسات كثيرة بأن للموسيقا دوراً في تربية الطفل منذ أن يكون جنيناً لتأثيرها على النفس والأحاسيس البشرية ويوجد العديد من الدول تعمل على تنظيم حفلات موسيقية تحضرها النساء الحوامل لتحسين مزاجهم. النقطة الأهم أن الموسيقا تطور أجزاء من طرف المخ الأيسر عند الإنسان أجزاء مرتبطة بتعلم اللغة وتنشيط الذاكرة وتحسين القراءة. كذلك تعمل على زيادة التذوق للموسيقا والاستمتاع بالغناء السامي للطفل وتقوية مجموعة من المهارات الحركية لديه، حيث سيتعلم الطفل التعاون والعمل الجماعي والصبر فيعتاد على انتظار دوره في العزف بدقة والتزام بسرعة الأغنية.

الكتور نزار اليوسف “علم نفس “اكد أن هناك فروقاً فردية بين الأطفال في تفضيلاتهم الموسيقية (سمع- عزف) ولابد لكل موهبة أن تمر بمرحلة تدريب، حيث أظهرت الدراسات الأخيرة للذكاءات المتعددة أن هناك نوعاً هاماً من أنواعها /الذكاء الموسيقي/ الذي يعتمد على رهافة الحس وقدرة الطفل على التعامل مع بعض الآلات الموسيقية، إضافة إلى قدرته على تعلم النوتة الموسيقية.

وأضاف: يبدي بعض الأطفال اهتمامهم وميولهم الموسيقية منذ نعومة أظفارهم ولكن قد يصطدم برغبات الأهل واتجاهاتهم نحو الموسيقا فمنهم من يشجع ويحاول تدريب الطفل وتوجيهه بامتلاك هذه المهارات الموسيقية وبعضهم يقف عائقاً في وجه هذه الميول من منطلقات متعددة ثقافية اجتماعية…

 

فوائد عديدة

وأشار الدكتور اليوسفإلى أن أحد مظاهر التعلم الهامة التي يمر بها الطفل هي التعلم عن طريق الأغاني والأناشيد والموسيقا الإيقاعية التي تعطي الطفل مساحة كبيرة من المفاهيم والقيم، مؤكداً أنه لايمكن نكران الدور الكبير للموسيقا في ملامسة المشاعر والأحاسيس لدى جميع البشر، خاصة الأطفال فعندما نريد تشجيعهم على الأداء الحسي الحركي كالرقص نبحث عن أنواع الموسيقا التي يهواها الطفل ويمارس عليها هذه الحركات وذكراليوسف أن استخدام رياض الأطفال للأغاني والأناشيد التي يتعلم بها الطفل الأحرف والكلمات ذات دور فعال جداً في حياتهم اللاحقة بمساعدتهم في امتلاك المعارف منذ نعومة أظفارهم.

 

استثمار الموهبة

المعلمة هلا الجابي ترى  أن الطفل ذا الأذن الموسيقية يتم اكتشافه منذ الصغر، حيث يوجد طرق لتنمية الموهبة الموسيقية للطفل من خلال تشجيع الأهل للطفل وتعليمه الأساسيات بمعاهد موسيقية متخصصة ثم عزف نوتات، سماع حفلات موسيقية، مشاهدة أطفال يعزفون، كما يجب على الأهل اصطحاب أطفالهم إلى دار الأوبرا ليتعرفوا على الأماكن الموسيقية الراقية في بلدنا، وأضافت: إن الموسيقا موهبة تنمي وقت الفراغ أفضل من الموبايل /التلفزيون/ التاب واكتشاف الموهبة الموسيقية للطفل أمر مهم ولكن الأهم كيفية اختيار الآلة الموسيقية المناسبة مع جسم الطفل وحركة يديه وطباعه الشخصية فآلة الكمان غير مناسبة لطفل غليظ الأصابع، فهي تحتاج لطفل ذي كف واسع وذلك من مسؤولية المدرب (المعلم)، وهناك آلات موسيقية تحتاج لتدريب مستمر ومتعب ومن الخطأ أن توجه لها طفل ليس لديه وقت كاف وقدرة تحمل.

 

امتلاك الموهبة

موسيقيون كثر ذكرهم التاريخ وهم خالدون إلى يومنا هذا مثل: “محمد عبد الوهاب، أم كلثوم، فريد الأطرش ” قد تكون ظروفهم سيئة جداً عند اكتشاف مواهبهم في الصغر، ولكنهم حققوا حلمهم بالنجومية بالإرادة والعزيمة والأهم امتلاك الموهبة.