التين المجفف.. مشروع ريفي يعيل 50 أسرة في “بلين”
حماة – ذُكاء أسعد
تعتبر صناعة التين الهبول والمجفّف من الطقوس التراثية، وحكاية تحكيها الجدات منذ القدم، حتى باتت من أهم الصناعات التي تميّز ريف محافظة حماة وخاصة منطقة مصياف، إذ يتحدث المزارع رزق الحسين من قرية بلين عن مشروعه الصغير الذي بدأ به على سبيل التجربة منذ حوالي ست سنوات؛ ونظراً لغنى منطقة مصياف بأشجار التين، المحصول الرئيسي لقرية بلين، قام بتجربة تجفيف التين لنحو 50 كغ فكانت النتيجة جيدة، وهذا ما شجّعه على توسيع المشروع حتى بات اليوم يعيل أكثر من 50 أسرة، حيث يتمّ إرسال التين الطازج المستجر من فلاحي المنطقة لبيوت العائلات التي تعمل على فرز التين وتعقيمه وتصنيعه، ثم يتم توضيبه ضمن مشغل صغير خاص، ليتمّ بعدها تسويقه في السوق المحلية في حماة وتصديره للمحافظات الأخرى وإلى خارج القطر في بعض الأحيان مع ضمان جودة المنتج وحمايته وصلاحيته لمدة طويلة.
ولم يخفِ الحسين وجود عدة صعوبات، أبرزها قلة رأس المال الخاص باستجرار محصول التين من المزارعين، إضافة لمشكلات المازوت والغاز وحاجة العمل لكميات كبيرة من هاتين المادتين لغلي التين وتهبيله.
ورغم أهمية الشجرة التي حظيت بها في كافة الحضارات، إلا أنها لا تلقى ذلك الاهتمام في موطنها الأصلي، فقد أكد الخبير التنموي أكرم عفيف أن الاهتمام بها ليس في أجندة المعنيين، سواء من جهة العمل أو الاستثمار أو دراسة جدواها الاقتصادية، لكن ما يدعو للتفاؤل هو معرفة قيمة الشجرة من المواطنين أنفسهم الذين يعملون بشكل واسع على زراعة هذه الشجرة لما لها من ميزات، خاصة وأن إنتاجيتها مرتفعة جداً مقارنة بالأشجار المثمرة الأخرى، حيث تنتج ما لايقلّ عن 4 كيلو يومياً لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر لبعض الأصناف، مشيراً إلى قيام المشاريع الأسرية السورية بمبادرة توزيع 40 ألف عقلة تين مصيافي في جميع أرجاء سورية.
من جهته، بيّن مدير الزراعة المهندس أشرف باكير قيام وزارة الزراعة بالعديد من ورشات العمل والندوات حول أهمية هذه الشجرة وقيمتها الاقتصادية في الصناعات الغذائية، حيث تعتبر من أهم الأشجار في حماة وتبلغ مساحة زراعتها الكلية 18586 هكتاراً 17960 منها مثمر بعدد أشجار يتجاوز 663331 شجرة مع إنتاج 7901 طن هذا العام.