تطوير الشعور بالاستقلالية ضرورة حاسمة.. 6 نصائح لنجعل أطفالنا أكثر تمتعاً بها
“البعث الأسبوعية” ــ لينا عدرا
يريد الأطفال البدء في استكشاف العالم بمجرد أن يتمكنوا من ذلك. ويعد اكتشاف البيئة المحيطة بهم أمراً ضرورياً لتطورهم، وقبل كل شيء، لتعلمهم كي يكونوا أكثر استقلالية. فكيف نجعل أطفالنا أكثر استقلالية؟
إليك بعض المفاتيح لتعزيز استقلالية الأطفال حتى يبدأوا في استكشاف العالم، بمسؤولية ودون مخاطر. وأنت من الضروري أن تقوم كوالد بتوفير الأدوات اللازمة والمساحة الكافية لتحقيق هذا الهدف. وبخلاف ذلك، لن يشعر الأطفال أبداً بالاستعداد الكافي للمشاركة في الأنشطة بمفردهم.
وعندما ترى أنهم يحققون أهدافهم دون مساعدة، ستلاحظ كيف يعززون احترامهم لذاتهم ومشاعر الرضا الشخصي.
تجنب الإفراط في حماية الأطفال
عندما ينمو طفلك ويطور مهارات جديدة، قد تشعر بالحاجة إلى الإفراط في الحماية، كأن تمسك بيده حتى لا يسقط، ويتأذى عندما يبدأ في اتخاذ خطواته الأولى، مثلاً.
ولكن هذا لا ينبغي أن يصبح ضرورياً. إذ يجب عليك في الواقع بذل جهد لتجنب ذلك. علّمه أن يحاول ويجرب بشكل مستقل، ويتأكد من تكييف البيئة لتقليل المخاطر. ومن خلال اتباع المثال السابق، يمكنك نقل الأثاث، وحتى وضع حصيرة الصدمات على الأرض، حتى لا يتأذى إذا سقط.
إنك من خلال الإفراط في حماية طفلك لتجنب الألم أو الإحباط، فإنك لا تقوم بإعداده للحياة في العالم الحقيقي.
الاستقلالية مرتبطة بالمسؤولية
الاستقلالية هي قدرة البشر على القيام بالأشياء بأنفسهم. إنها عملية تعلم أساسية تستمر مدى الحياة. ويجب أن نعمل على ذلك منذ الصغر، جنباً إلى جنب مع المسؤولية، لنتعلم كيفية اتخاذ القرارات الصحيحة بشأن أفعالنا.
إن الاستقلال بالذات هو الحرية. ومن المهم أن نفكر في نطاق أعمالنا لنحافظ عليه، سواء تجاه أنفسنا أو تجاه الآخرين.
تعليم الطفل أن يكون مسؤولاً عن أفعاله
قد تظن أنه من غير الممكن تعليم الطفل المسؤولية، لكن هذه فكرة خاطئة تماماً. والحقيقة أنه يجب علينا أن نبدأ بغرس المسؤولية منذ المراحل الأولى من حياة أطفالنا لكي يدمجوها في عاداتهم بشكل طبيعي.
يمكن للأطفال، بل ويجب عليهم، أن يكونوا مسؤولين عن أفعالهم وهم يحتاجون فقط إلى التوجيه من البالغين. وبالتالي، يتعلمون تحليل أفعالهم والتفكير فيها والتخطيط لها بشكل أفضل. إنهم بحاجة أيضاً إلى التجربة لإظهار قدراتهم ويصبحوا أكثر وعياً بذواتهم.
تعزيز استقلالية الأطفال بهذه النصائح!
فيما يلي بعض المفاتيح لمساعدة الأطفال على أن يكونوا أكثر استقلالية وسعادة. ولتطبيقها يجب أن تأخذ في الاعتبار أعمارهم وقدراتهم البدنية والعقلية. وعلينا أن نتذكر أن من المهم عدم القيام بذلك بدلاً عنهم، بل تعليمهم تحقيق الأهداف بمفردهم. وأن نتذكر أيضاً أننا نتعلم من الأخطاء أكثر مما تتعلم من النجاحات، لذا كن صبوراً!
- حدد المسؤوليات حسب الإمكانيات حتى يصبح الأطفال أكثر استقلالية
من الضروري تقاسم المسؤوليات مع الأطفال حتى يشعروا بالأهمية والاستقلالية.
يمكنك تجربة جدول المهام الروتينية وتحديد أنشطة مختلفة لهم. مثل ترتيب السرير أو ترتيب الغرفة أو تنظيف الطاولة بمجرد انتهاء العشاء.
- تعزيز الثقة بالنفس حتى يصبح الأطفال أكثر استقلالية
هناك مكونان أساسيان هما الحب والتعاطف. أخبرهم كل يوم أنك تحبهم وأنهم مميزون بالنسبة لك.
عزز مواهبهم أو فضائلهم وأخبرهم أنهم، بالتفاني، سيكونون قادرين على تحقيق كل ما يريدون القيام به في الحياة. لست محتاجاً إلى الثناء عليهم لأي شيء، ولكن شجعهم على مواصلة القيام بما يفعلونه بشكل جيد.
سيساعدهم ذلك على أن يصبحوا أشخاصاً أذكياء وواثقين في نفس الوقت.
- توفير الأدوات اللازمة للأطفال ليكونوا أكثر استقلالية
يحتاج الأطفال إلى الأدوات اللازمة لإنجاز المهام الموكلة إليهم. ولهذا السبب، من الضروري تعليمهم مسبقاً.
- شجعهم على استكشاف العالم ليصبحوا أكثر استقلالية
شجعهم على استكشاف العالم بطريقة مسؤولة وآمنة. لا يمكنك تجنب كل العواقب، لأن التعلم يأتي من تجاربنا الخاصة. وإن كانت هذه التجارب محدودة للغاية بسبب مخاوف الوالدين، يفقد الأطفال فرص تطوير مهارات معينة.
- ضع الحدود المناسبة
الحدود ضرورية لتعزيز استقلالية الأطفال، لأن الانضباط ضروري لإعادة توجيه السلوكيات نحو ما هو مرغوب. ونحن، كآباء، نحتاج إلى إيجاد التوازن الصحيح بين المرونة والحزم في التربية. من المهم التأكيد على أن الأفعال المرتكبة لها دائماً عواقب.
- جدولة إجراءات روتينية
تعتبر الإجراءات الروتينية ضرورية حتى يعرف الأطفال ما هو متوقع منهم في جميع الأوقات. إضافة إلى ذلك، هي تساعدهم على فهم أن هناك وقتاً لكل شيء. وهذه المفاهيم ضرورية لتعزيز الاستقلالية منذ الطفولة.
الحب يتجلى بطرق مختلفة
لكي ينجح كل هذا، يجب عليك دائماً التصرف بمودة واحترام متبادل وتعاطف. إن تربية أطفال مسؤولين ومستقلين لا تعني ممارسة الانضباط الصارم والقاسي والخارج عن نطاق التحمل، بل على العكس تماماً.
ومن المهم الحفاظ على التواصل الأسري الجيد وغرس المفاهيم الصحيحة واحداً تلو الآخر، دون تحميل الطفل مسؤوليات لا يستطيع تحملها بعد.