نظام كييف أداةٌ بيد الغرب لإعادة العالم إلى التبعية الاستعمارية
موسكو – تقارير
أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن نظام كييف أصبح مجرّد أداة في يد الغرب في محاولة لإعادة العالم إلى التبعية الاستعمارية.
وقالت على “تلغرام” رداً على تصريح سكرتير مجلس الأمن القومي الأوكراني أليكسي دانيلوف حول بداية الحرب العالمية الثالثة: إن “نظام كييف بدأ يدرك أخيراً أن ما يجري ليس صراعاً بين روسيا وأوكرانيا، بل محاولة من الغرب لإعادة العالم إلى التبعية الاستعمارية ومواصلة تسخير موارد العالم لإشباع رغباته كما فعل على مر القرون”.
بدوره، اعتبر مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي سيرغي ناريشيكن أن الحوار المهني بين روسيا والولايات المتحدة مفيد للحد من التوتر الدولي.
ونقل موقع (RT) عن ناريشكين قوله لمجلة الدفاع الوطني الروسية: إن المشاورات بين جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية نادرة لكنها منتظمة والحوار المهني مفيد، بما في ذلك للحد من التوتر الدولي ومن سوء التفاهم بين الدول.
ولفت ناريشكين الى أن “الأمريكيين في المحادثات العملية لا يمكنهم التخلص من استخدام الصيغ الأيديولوجية، ومن غير المستبعد أن يحدث ذلك مع تحقيق روسيا أهدافها من العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا، فالوضع قد يتغير”.
إلى ذلك، أكد النائب في الدوما الروسي عن جمهورية القرم ميخائيل شيريميت أن الحرب العالمية الثانية لم تنتهِ ما دام أصحاب الفكر الفاشي وأعوانهم يحكمون أوكرانيا.
وأوضح النائب الروسي أن “حرب سلطات كييف ضد الناطقين بالروسية مستمرة منذ سنوات، لكن العملية العسكرية الروسية الخاصة تساهم في وقف الإبادة الجماعية بحق الشعب في أوكرانيا”.
من جهةٍ أخرى، أعلنت الخارجية الروسية أن مقترحات الأمم المتحدة الأخيرة لاستئناف صفقة الحبوب لم تأت بشيء جديد، ولا يمكن أن تؤدي إلى انسياب الصادرات الزراعية الروسية بشكل طبيعي.
وذكرت الوزارة في بيان أن “المقترحات الحالية مستوحاة من الطروح السابقة للأمم المتحدة، ولا تحتوي على أي عناصر جديدة، ولا يمكن أن تؤدي إلى انسياب الصادرات الزراعية الروسية بشكل طبيعي”.
وحسب البيان، أشار الجانب الروسي مراراً وبالتفصيل إلى أنه إذا كان الغربيون وكييف بحاجة فعلية لممر البحر الأسود، فعليهم اتخاذ خطوات ملموسة، لرفع العقوبات الأحادية غير القانونية ضد الكيانات الروسية العاملة في إنتاج وتصدير النفط، ومنتجي الحبوب والأسمدة الروس، وهنا نحن نتحدث عن تطبيع أنشطة البنوك والشركات ولوجستيات النقل والتأمين، واستئناف توريد قطع الغيار الزراعية المتفق عليها قبل العقوبات.
وجاء في البيان: “تؤكد روسيا من جديد موقفها المبدئي الذي أعلنه الرئيس فلاديمير بوتين بوضوح في الرابع من الشهر الحالي، واستعدادنا للنظر في إمكانية إحياء (مبادرة البحر الأسود)، فقط بعد تنفيذ شروطنا بالكامل، ومن الواضح أن آفاق اتخاذ الدول الغربية خطوات مناسبة ليست واضحة حتى الآن، أما كييف فتعلن أنها ستواصل السعي إلى فرض عقوبات أكثر صرامة على روسيا دون أن تهتم على الإطلاق باحتياجات بلدان جنوب العالم من الحبوب والأسمدة والأمن الغذائي العالمي بشكل عام”.
وأكّدت الخارجية استمرار روسيا في تصدير المواد الغذائية والأسمدة، بما يساعد في استقرار الأسعار وتوافر الحبوب والسماد، ومواصلتها الجهود للتبرّع بمنتجاتها الزراعية للدول المحتاجة.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها قضت على 600 جندي أوكراني، مؤكدةً في تقريرها اليومي حول سير العملية العسكرية الخاصة بأن القوات الجو- فضائية الروسية نفذت ضربة استهدفت قاعدة تدريب لمجموعات تابعة للقوات الأوكرانية.
كذلك تم على محور دونيتسك، أحبطت القوات الروسية بالتعاون مع سلاح الطيران والمدفعية 10 هجمات لمجموعات أوكرانية، وتم تدمير دبابة وعدد من الآليات العسكرية الأخرى، أما على محور كراسنوليمان، تم تدمير مركبتين مدرعتين ومنصة مدفعية ذاتية الدفع.
في الأثناء، صدّت القوات الروسية 4 هجمات للعدو، أما على محور زابوروجيه، فقد تم تدمير دبابة ومركبات قتالية ومدافع ذاتية الدفع من صنع أمريكي، وعلى محور خيرسون تم تدمير 4 مركبات ومدافع هاوتزر.
وحسب التقرير، اعترضت أنظمة الدفاع الجوي الروسية 12 قذيفة صاروخية أطلقتها منظومات هيمارس الأمريكية، وتم إسقاط 17 طائرة أوكرانية مسيرة.
وفي وقتٍ سابق، أعلنت الدفاع الروسية إحباط محاولة من قبل نظام كييف لتنفيذ هجوم إرهابي بطائرة مسيرة فوق مقاطعة بريانسك جنوب غرب البلاد، مشيرةً في بيان إلى أنه “تم تدمير مركبة جوية مسيرة بواسطة أنظمة الدفاع الجوي على أراضي مقاطعة بريانسك”، وموضحةً أنه لم تقع خسائر نتيجة هذا الهجوم.
بدوره، أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي إلقاء القبض على أحد سكان مقاطعة روستوف، قام بنقل معلومات حول إحدى المنشآت العسكرية بإقليم كراسنودار إلى القوات الأوكرانية.
وقال ممثل الخدمة الصحفية للأمن الفيدرالي: “أثبت المحققون أن أحد سكان منطقة روستوف كان يتواصل مع شخص يستخدم رقم هاتف أوكرانيا، ويقدّم نفسه كممثل للتشكيلات العسكرية في أوكرانيا، وأعرب المواطن الروسي خلال المحادثة عن دعمه لأوكرانيا والأنشطة المناهضة لروسيا”.
وأضاف الممثل: إن هذا الشخص “جمع وسلم لممثل التشكيلات العسكرية الأوكرانية معلومات حول إحدى المنشآت العسكرية الموجودة على أراضي إقليم كراسنودار، ويمكن استخدام هذه البيانات التي تلقاها الجانب الأوكراني من قبل قيادة القوات الأوكرانية لضرب هذه المنشأة”.
وفي مدينة بطرسبورغ الروسية، أقيمت مراسم بدء بناء كاسحة جليد حربية جديدة من مشروع 21180 إم لصالح الأسطول الشمالي الروسي. وأطلق على السفينة اسم سفياتوغور تيمنّاً ببطل الأساطير الشعبية الروسية القديمة، وستصبح كاسحة الجليد الثانية من أسطول كاسحات الجليد الحربية 21180، حيث كانت أولها كاسحة يفباتي كولوفرات في إطار استغلال منطقة القطب الشمالي الروسية.