“لمحات” صقر عليشي في ندوة تكريمية
آصف إبراهيم
عقد اتحاد الكتّاب العرب فرع حمص ندوة حول كتاب “اللمحات” الصادر حديثاً للشاعر صقر عليشي، شارك فيها كلّ من الناقد عطية مسوح، والشاعر حسن بعيتي اللذين قدما قراءتين نقديتين يغلب عليهما الرأي الانطباعي والمحاباة الأدبية الاستعراضية الرائجة في المشهد الثقافي السوري حالياً، فقد رأى الشاعر حسن بعيتي في الديوان ظاهرة فنية تتسم بتطعيم الشعر بعفوية النثر، النثر الذي يبدأ بكلمات عادية ثم ما يلبث أن يفاجئك أنه شعر عندما يلمع بريق الشعر من بين الكلمات.
القافية كما ينظر إليها بعيتي في نصوص عليشي ليست زينة شخصية بل هي جسد المعنى الذي لا بدّ منه. فاللمحة تغرّر بالقارئ عندما تجعله يبدأ كلاماً عادياً يرتفع، بذكاء الشاعر، إلى عتبة عالية غير متوقعة عندما تسمع أكثر مما تتوقع. في هذا الكتاب يحثك الشاعر على قراءة متعددة لاكتشاف الجمال المحتجب في ثناياه.
الناقد عطية مسوح رأى في قراءته النقدية أن أهم ما يميّز شعر صقر عليشي في دواوينه السابقة، جوهره في كتاب “اللمحات” وأهم ما يقوم عليه هو المفارقة، وهناك سمة أخرى لحظها مسوح وهي اندماج الرؤيا بالخيال، إلى جانب العمق الفلسفي والروح الفلسفية، وهناك سمات أخرى منها إدخال القارئ في بناء النص، وهي ظاهرة مشتقة عن المسرح وخاصة المسرح البريختي الذي يتميّز بكسر الإيهام.
وأشار مسوح إلى خدعتين في هذه النصوص، الأولى خدعة البساطة، التي تكتشف عكسها عندما تقرأ ما بين السطور، وخدعة المباشرة التي تتجلى في الشكل النثري والعمق الشعري المتقن.
واختُتمت الندوة بقراءة شعرية من الديوان قدمها الشاعر عليشي الذي وقّع عدداً من النسخ لمن يرغب في اقتناء الديوان الذي يتضمن باقة من اللمحات الشعرية التي تدور في فلك الحب والإنسان والحرب والألم بمختلف أبعاده، بأسلوب يملك بصمة خاصة رسم ملامحها صقر عليشي عبر مسيرته الطويلة.
يمتاز الديوان الجديد بلغة مميزة وأفكار نيرة، ويحمل فلسفته ورأيه النقدي في الإنسان والحياة معاً، وهو الديوان الحادي عشر للشاعر صادر عن منشورات اتحاد الكتاب العرب في 120 صفحة من القطع المتوسط.
صقر عليشي أحد أبرز شعراء جيل التسعينيات في سورية، عضو اتحاد الكتّاب العرب، مؤسّس مجلة الينابيع، ودار الينابيع، تناولت تجربته الشعرية دراسات وأبحاثاً وأطروحات أكاديمية، جُمِعَ أغلب نتاجه في إصدار (الأعمال الشعرية) 2008، صدر له (بعينيكِ ضعت، قصائد مشرفة على السهل، الأسرار، قليل من الوجد، أعالي الحنين، عناقيد الحكمة، أحاول هذا الكلام الوثير، معنى على التل) و(أسطورة فينيقية)، عن الهيئة العامة السورية للكتاب.
من لمحته الأخيرة نقرأ:
هذا حنين
زادَ عن حدنا
وقلبَ الأفق علينا
وفاضَ
وقد محا منا على كيفه
فما تبقى
غير واهي البياض
كم خُلِقَ الحنينُ
من نهنهٍ !!
ليس على خلق الحنين
اعتراض.