إدعاءات البنتاغون بعدم خطورة قذائف اليورانيوم المنضب كاذبة وإمداد نظام كييف بها جريمة
وفي السياق، ردت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على تصريحات البنتاغون حول أن قذائف اليورانيوم المنضب لا تمثل أي خطر إشعاعي، حيث قالت في قناتها على منصة تلغرام: “هل هذا كذب أو حماقة؟ هناك الكثير من المعلومات عن سمّية اليورانيوم المنضّب وخطورته على جسم الإنسان بسبب الغبار المشع، وكذلك تلويث التربة بالنويدات المشعة”.
وأشارت زاخاروفا إلى تسجيل زيادة في حالات الإصابة بالأورام في الأماكن التي استخدمت فيها ذخيرة اليورانيوم المنضب، وقالت: “هذا الأمر جربه جنود الناتو على أنفسهم دون معرفة الآثار، وقبل كل شيء العسكريون الإيطاليون أثناء عدوان الناتو على يوغسلافيا”، لافتةً إلى أنه من أصل 7500 شخص تعرّضوا لتأثير المواد السامة والإشعاع توفي 372 شخصاً، أي واحد من كل 20 شخصاً، ونسبة الوفيات 5 بالمئة.
وتابعت زاخاروفا: “حسب معطيات وزارة الصحة الصربية، فإن المناطق التي تعرّضت للقصف والضربات من قبل الناتو تسجل فيها زيادة ملموسة في الإصابات بعدد من الأمراض، وهي الأورام وعقم الرجال وأمراض المناعة الذاتية، وتعقيدات الحمل واضطرابات نفسية عند الأطفال”.
من جهته، أكد رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما ليونيد سلوتسكي أن الولايات المتحدة تعتزم الحفاظ على موطئ قدم لها ضد روسيا حتى ولو لوثت الأراضي الأوكرانية بالإشعاع، مضيفاً: “إن السياسة الأنغلوسكسونية لاحتواء روسيا وصلت إلى مرحلة الموت، وتم إلغاء جميع حزم المساعدات العسكرية الغربية السابقة إلى حد بعيد”.
وفي الشأن ذاته، أكّد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن إمداد النظام الأوكراني بقذائف اليورانيوم المنضب هو عمل إجرامي من جانب الولايات المتحدة.
وتابع: “الأمريكيون لا يبالون بكل ذلك لأنه لن يتم استخدام هذا النوع من السلاح على أراضيهم، فهم لا يهتمون بمن سيتأثر بعواقب هذه القذائف، وأين ستتراكم أضرارها، وماذا سيحدث للأجيال التي ستعيش على هذه الأرض”.
كذلك حذّر ريابكوف من خطر نشوب مواجهة بين الدول النووية، موضحاً أن النزاع الكامن بينها قد يتحول إلى مواجهة عسكرية مفتوحة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وفي سياق متصل، رأت السفارة الروسية في واشنطن أن قرار الإدارة الأمريكية تزويد النظام الأوكراني بمقذوفات اليورانيوم المنضب يظهر عدم إنسانية النهج الأمريكي، ويكشف عدم مبالاة هذه الإدارة على الإطلاق بحاضر ومستقبل أوكرانيا وجيرانها الأوروبيين، موضحةً في بيان أنه “من الواضح أن واشنطن المهووسة بفكرة إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا مستعدة للقتال ليس فقط حتى آخر أوكراني، بل وحتى تعريض مصير أجيال بأكملها للخطر”
وأضافت: “لن يتغير مسار العملية العسكرية الخاصة بسبب ذلك، وسيواصل الجيش الروسي بشكل منهجي تدمير الأسلحة الغربية المقدمة لنظام زيلينسكي”.
وكان البنتاغون أعلن تقديم حزمة مساعدات عسكرية جديدة للنظام الأوكراني بقيمة 175 مليون دولار، ضمت لأول مرة قذائف اليورانيوم المنضب.
من جهةٍ ثانية، أعلن ريابكوف أن الحوار مع الولايات المتحدة حول الحدّ من الأسلحة متقطع للغاية وغير منهجي، مشيراً إلى أن اللوم والمسؤولية عن هذا الأمر يقعان بالكامل على عاتق واشنطن.
وقال ريابكوف: “إن معاهدة حظر الانتشار النووي ستستمر في خدمة قضية الأمن والاستقرار الدوليين، وإن وجودها في حدّ ذاته والعمل المنجز في إطارها هو إشارة مهمة إلى حدّ ما لتوفر الفطرة السليمة في بحر العلاقات الدولية الهائج حالياً، حيث لا يمكن التنبؤ بالكثير”، موضحاً أنه لا توجد أسباب تدعو إلى القول بتدهور معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية اليوم.
ولفت ريابكوف إلى وجود قضايا صعبة في سياق معاهدة عدم الانتشار النووي، مثل إصلاح نظام الضمانات الذي تجريه أمانة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي توجد أسئلة بشأنه، إضافة إلى وجود تحديات عدم الانتشار ذات الطبيعة الإقليمية، وهي معروفة جيداً للجميع.
وأضاف ريابكوف: “إن موسكو باعتبارها الدولة المنسقة في صيغة الخمسة النووية لا ترغب بحصرها في موضوع الحد ّمن المخاطر النووية، والتي كان التنسيق الأميركي في السابق يسعى إليها بشكل واضح.
وأشار ريابكوف إلى أن الولايات المتحدة لم تزود روسيا بمقترحات مكتوبة محددة لاستئناف الحوار بشأن الاستقرار الاستراتيجي.
بدوره أعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن مصادرة أي أموال وأصول روسية في الخارج تعتبر عملا غير قانوني، وستتبعه دعاوى قضائية جدية.
وقال بيسكوف في تصريح له تعليقاً على قرار أمريكي بإرسال أموال تخص رجال أعمال روس مصادرة لدعم القوات الأوكرانية: “إن قرار واشنطن هذا سلبي تماماً ونعتبره عملاً غير قانوني، وكل الحالات المتعلقة بتجميد أو اعتقال أو الاحتفاظ بأي أموال تتعلق بالممتلكات الحكومية والخاصة والمختلطة الروسية في الخارج”.
من جانب آخر، أوضح بيسكوف أن الرئيس فلاديمير بوتين لا يخطط لإلقاء كلمة أمام قمة مجموعة العشرين التي ستعقد قريباً في الهند، مشيراً إلى أنه سيتم تنفيذ جميع الأعمال من قبل وزير الخارجية سيرغي لافروف.
ولفت بيسكوف إلى أن الخبراء بمشاركة المبعوث الدائم لروسيا إلى القمة سيقومون بتنسيق كافة الوثائق المتعلقة بالقمة.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها صدّت 14 هجوماً للجيش الأوكراني في منطقتي فيربوفويه ورابوتينو، خلال يوم الأربعاء، موضحةً في بيان أن المعدات الأوكرانية التي تم تدميرها على محور زابوروجيه شملت دبابتين وعدداً من المدرعات الأخرى ومدفعين ذاتيي الحركة ومدفع ام 777 أمريكي الصنع ومدفعين ذاتيي الحركة “غفوزديكا” ومدفع هاوتزر بريطاني الصنع ومدفع مستابي، إضافةً إلى محطة “بوكوفيل أي دي” للحرب الإلكترونية وكشف الطائرات بدون طيار والتشويش عليها.
وفي محور دونيتسك صد الجيش الروسي 9 هجمات أوكرانية قرب بلدات كليشييفكا وأندرييفكا وخيميك، وقضى على أكثر من 320 جندياً أوكرانياً، أما في محور جنوب دونيتسك فقد تم صد هجوم في منطقة نوفومايورسكويه، والقضاء على ما يصل إلى 180 جندياً أوكرانياً، وتدمير مدفعين ذاتيي الحركة.
إلى ذلك تم صد هجوم في منطقة تشيرفونايا ديبروفا في لوغانسك والقضاء على 60 جندياً أوكرانياً في محور كراسني ليمان، كما تم في محور كوبيانسك صد 4 هجمات والقضاء على ما يصل إلى 55 جندياً أوكرانياً.
وفي محور خيرسون تم تدمير 3 مجموعات تخريب واستطلاع أوكرانية والقضاء على 25 جندياً وتدمير منصة إطلاق لمنظومة الصواريخ المضادة للطائرات إس 300 بي إس في زابوروجيه.
ووفق البيان تم اعتراض 11 قذيفة من راجمات الصواريخ هيمارس وقنبلة جوية، وإسقاط 41 طائرة دون طيار أوكرانية.
وفي وقتٍ لاحق، أسقطت الدفاعات الجوية الروسية 4 طائرات بدون طيار أوكرانية في أجواء ثلاث مناطق روسية، هي مقاطعات موسكو وروستوف وبريانسك.
وذكر عمدة موسكو سيرغي سوبيانين أنه لم تقع إصابات أو أضرار في موقع سقوط حطام المسيرة.
من جهته أشار حاكم مقاطعة روستوف فاسيلي غولوبيف إلى أن إحدى المسيرتين التي تم تدميرهما سقطت خارج المدينة، بينما سقطت الثانية وسط روستوف ما ألحق أضراراً بواجهات وزجاج ثلاثة مبان وعدد من السيارات كما أصيب شخص واحد بجروح.
وفي بريانسك أفاد حاكم المقاطعة ألكسندر بوغوماز أن قوات الدفاع الجوي أسقطت مسيرة أوكرانية معادية فوق منطقة بريانيك دون أن يؤدي ذلك إلى وقوع إصابات أو أضرار.