تقرير يفضح رفض أمريكا حظر القنابل العنقودية
تقرير إخباري
أفاد تقرير دولي صدر مؤخراً حول استخدام الأسلحة المحظورة أن رفض الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى إنهاء استخدام ونقل جميع الذخائر العنقودية تسبب في مقتل وإصابة قرابة الـ 1000 مدني في عام 2022.
وفي تقرير لمرصد الذخائر العنقودية لعام 2023، أفاد التحالف الذي يضم منظمات، مثل منظمة “هيومن رايتس ووتش، ومنظمة الإنسانية والشمول، والحملة الكولومبية لحظر الألغام الأرضية”، أن الذخائر العنقودية أودت بحياة أو أصابت ما لا يقل عن 1172 شخصاً في العام الماضي.
وللإشارة، فإن الذخائر العنقودية تنفجر في الهواء بعد إطلاقها بواسطة القذائف الصاروخية أو إسقاطها من الطائرات، لتنفتح الذخائر في الهواء و تنثر العديد من الذخائر الصغيرة على مساحة واسعة، مخلفةً ألغاماً أرضية في الأحياء السكنية وغيرها من الأماكن التي يرتادها المدنيون.
وفي بيان لها، قالت ماري ويرهام، مديرة المناصرة في قسم الأسلحة في هيومن رايتس ووتش، إن الضرر والمعاناة المباشرة والطويلة الأجل للمدنيين للذخائر العنقودية كانت السبب الرئيسي لمصادقة 112 دولة على اتفاقية الذخائر العنقودية لعام 2008، مضيفة أنه من غير المعقول أن يستمر موت المدنيون بسبب هجمات الذخائر العنقودية بعد 15 عاماً من حظر هذه الأسلحة . ومع ذلك، لم توقع أكثر من 70 دولة بعد على الاتفاقية، ما يجعل المدنيون عرضة لخطر القنابل”.
وبحسب المنظمة، وقع 185 ضحية على الأقل بسبب مخلفات الذخائر في 2022، وشكّل الأطفال 71% من إجمالي ضحايا مخلفات الذخائر العنقودية في الإحصائيات التي سُجلت فيها هذه الفئة العمرية.
لم تشهد العراق هجمات جديدة بالقنابل العنقودية في عام 2022، لكن 15 شخصاً لقوا حتفهم بسبب مخلفاتها، وأصيب 25 آخرون، كما أصيب تسعون شخصاً بسبب مخلفاتها في اليمن.
إن التقدم الذي أحرزته الدول التي صادقت على اتفاقية الذخائر العنقودية يشير إلى أن الخسائر الناجمة عن القنابل ستنخفض بشكل كبير إذا وقعت الولايات المتحدة ودول أخرى على المعاهدة.
وقالت ويرهام: “إن أكبر عقبة أمام الدول التي تعمل على القضاء على الذخائر العنقودية هي الحكومات التي لا ترغب في الانضمام إلى الاتفاقية والتي تقوض مبادئها باستخدام الأسلحة أو نقلها، وبشكل عام، تحرز البلدان التي حظرت الذخائر العنقودية تقدماً مطرداً في تدمير مخزوناتها وتطهير المناطق الملوثة، رغم التحديات واسعة النطاق”.
جدير بالذكر أن الدول الأطراف التي وقعت على المعاهدة بشكل جماعي 99% دمرت مخزوناتها من الذخائر العنقودية، والتي تصل إلى 1.47 مليون ذخيرة و178.5 مليون ذخيرة صغيرة، حيث ودمرت بلغاريا آخر مخزونها في حزيران الماضي، ودمرت بلجيكا 95% من ذخائرها في عام 2022، واحتفظت 11 دولة بالذخائر العنقودية الحية “لأغراض البحث والتدريب المسموح بها”، وفقاً لمنظمة “هيومن رايتس ووتش”.
وتؤكد ويرهام في تقريرها أن”الذخائر العنقودية هي أسلحة موصومة على نطاق واسع لأسباب أخلاقية وقانونية وإنسانية، لذا يتعين على الحكومات التي تتحدى وصمة العار المرتبطة بالذخائر العنقودية إعادة النظر في موقفها نظراً للضرر الفادح الذي تسببه هذه الأسلحة، والانضمام إلى الحظر الدولي”.
سمر سامي السمارة