سلتنا بحاجة لتواكب التطور وتستعيد الرونق
دوّنت ألمانيا اسمها في سجل البلدان القليلة الفائزة بلقب كأس العالم لكرة السلة التي أقيمت في “الفلبين، وإندونيسيا، واليابان”، وذلك بفوزها المستحق على صربيا 83-77، أمس، في المباراة النهائية، وباتت ألمانيا التي كانت تخوض النهائي الأول في تاريخها، البلد السابع الذي يحرز اللقب العالمي بعد الولايات المتحدة (خمس مرات) ويوغوسلافيا (خمس مرات) والاتحاد السوفييتي (ثلاث مرات) والبرازيل (مرتان) وإسبانيا (مرتان) والأرجنتين (مرة واحدة).
وبعيداً عن البطولة التي شاركت فيها ثلاثة منتخبات عربية (لبنان ومصر والأردن) ولم تحقق النتائج المرجوة منها، لكنها قدمت أداءً عالياً يعكس حقيقة التطور الذي شهدته اللعبة فيها، والتطور الذي شهدته بشكل عام على مستوى القارة الآسيوية.
هذا الأداء العالي للمنتخبات دليل على أن سلتنا بحاجة لسنوات طويلة لمواكبة التطور، ويضع العديد من علامات الاستفهام حول طبيعة الأداء الذي قدّمه منتخبنا الوطني في المشاركات السابقة، وما سبقه من رحلة إعداد طويلة للخروج بمشاركة مشرّفة أو حجز بطاقة مؤهلة للملحق الأولمبي على الأقل.
الأداء العالي للمنتخبات ارتبط بالكثير من الخطط ونوعية مستوى اللاعبين وإمكانية استفادة المدرّبين من طاقاتهم خلال المباريات التي شهدت مستوى عالياً من ناحية الدفاع، فكافة المنتخبات اعتمدت طريقة اللعب بدفاع “البرس” رجل لرجل، وهو ما افتقدته سلتنا التي ما زالت تلعب بالأسلوب “البالي” دفاع “الزون”، أما هجومياً فلعبت المنتخبات بأسلوب الهجوم السريع، وكانت النسب فيه عالية، أما سلتنا وتحديداً منتخبنا فربما نسي أو تناسى القائمون عليهما أن الأسلوب السريع بات من أهم أساسيات اللعبة، الأمر الآخر تمثل بالنسب العالية، وجاءت أيضاً عبر الرميات الحرة، النقطة الأخيرة تمثلت بعدم اعتماد اللاعبين على مكان محدّد فشاهدنا لاعب الارتكاز يمكنه الخروج والتسديد من خارج القوس، واللاعب الموزّع يستطيع اللعب تحت السلة، وهو ما افتقدته سلتنا.
لا شكّ أن الفكر العالي الذي أظهره المدرّبون في البطولة، أكد أن سلتنا بعيدة كلّ البعد عن الفكر التدريبي المتطور، وما ميّز المنتخبات العربية أن مدربيها كانوا “أبناء بلد” وقدموا أداء يشكرون عليه، أما في سلتنا فمدربنا أجنبي يقبض بالعملة الصعبة ومساعده أجنبي ومدربنا الوطني كان مجرد “كمالة عدد”!
الأكيد أن اتحاد السلة مسؤول عن النتائج التي تحقّقت في الآونة الأخيرة، خاصة وأنه يسبق كلّ مشاركة “التنظير” بأن المنتخب يمكن أن يحصل على نتائج أفضل، وجميع القائمين على سلتنا يتحمّلون “الفضيحة” التي حصلت بهذا مع سلتنا، التي تمّ دفع ملايين الليرات لها عن المعسكرات الخارجية واللاعبين المحترفين وغيرهم، لكن كلها كانت دون نتيجة، فلو تمّ دفعها على مدرّبين عالميين لكانت النتائج “غير”، لذلك آن الأوان لتغيير الفكر السلوي لأن سلتنا باتت بحاجة “لنفضة” لتستعيد رونقها من جديد.
عماد درويش