الصين تؤكّد أن تحقيق السلام في أوكرانيا يكون بوقف الحرب الباردة
بكين – سانا
أكّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ في مؤتمر صحفي أن مفتاح حل الأزمة الأوكرانية يكمن في التخلّي عن عقلية الحرب الباردة.
ونقلت “نوفوستي” عن ماو قوله تعليقاً على الموقف المنصوص عليه في إعلان قمة مجموعة العشرين بشأن الصراع في أوكرانيا: إن بلاده لطالما اعتقدت أن الحل النهائي للأزمة الأوكرانية يتضمن أيضاً الاهتمام بما يشغل جميع الأطراف في المجال الأمني واحترام ذلك، مع التركيز لإيجاد حل سياسي من خلال الحوار والمفاوضات.
وشدّد المسؤول الصيني على أن بلاده ستظل ملتزمة بالسلام والمفاوضات، وستعمل مع المجتمع الدولي لتعزيز تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية، مشيراً إلى أن إعلان قمة قادة مجموعة العشرين تم التوصّل إليه بتوافق جميع الأطراف، ما يعكس إجماع جميع الدول الأعضاء.
من جهتهم، وصف خبراء صينيون إعلان الولايات المتحدة عن مشروع للشحن والسكك الحديدية في الشرق الأوسط بأنه مجرّد وعود فارغة مشكوك بمصداقيتها، والهدف الرئيسي من ورائها محاولة عزل الصين في المنطقة.
ونقلت صحيفة غلوبال تايمز الصينية عن الخبراء قولهم: إن هذه ليست المرة الأولى التي تقدّم فيها واشنطن تعهدات فارغة لمختلف البلدان والمناطق، مؤكّدين أن هدف خطة سكك الحديد الأمريكية المتمثل بعزل الصين في الشرق الأوسط “لن يتحقق”.
وفي هذا السياق، قال تشو رونغ الباحث البارز في معهد تشونغيانغ للدراسات المالية: إن الولايات المتحدة تفتقر إلى النية الحقيقية والقدرة على متابعة تعهدها بتعزيز شبكة النقل في الشرق الأوسط بشكل حقيقي، مشيراً إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تشارك فيها واشنطن في سيناريو الكثير من الكلام والقليل من التنفيذ.
وأعاد تشو إلى الأذهان ما قدّمته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون من وعود كاذبة حول رعاية الولايات المتحدة لطريق الحرير الجديد الذي ينطلق من أفغانستان، لكن المبادرة لم تتحقق.
وأوضح تشو أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تنخرط على ما يبدو مرة أخرى في سياسات التكتل، وتتجمع لتشكيل مجموعات مناهضة للصين.
بدوره، قال ليو تشونغمين الأستاذ في معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة شانغهاي: إن التحرّكات الأخيرة التي قامت بها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط هي ردة فعل نظراً لوجود الصين الأقوى، واصفاً خطة الولايات المتحدة بأنها “لفتة رمزية لا أكثر”.
كذلك أوضح أن قرار الولايات المتحدة بالتركيز على البنية التحتية للنقل وهو مجال تفتقر فيه إلى الخبرة يهدف إلى إنقاذ نفوذها المتراجع في المنطقة.
وحاولت الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة مواجهة مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ بقيمة مئات المليارات من الدولارات في الأسواق الناشئة، كما عزّزت الصين علاقاتها مع دول الشرق الأوسط، ما دفع واشنطن إلى تصعيد سياساتها العدائية ضدّ بكين، وكان آخرها إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل أيام عن ممر كبير للسكك الحديدية بين الهند وأوروبا عبر الشرق الأوسط.